خبر المشروع الذري السوري: من يوقفه؟- إسرائيل اليوم

الساعة 09:02 ص|27 فبراير 2011

المشروع الذري السوري: من يوقفه؟- إسرائيل اليوم

بقلم: اميلي لنداو

رئيسة مشروع الرقابة على السلاح في معهد ابحاث الامن القومي

(المضمون: في ظل ضعف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تطبيق الرقابة القوية على المشروعات الذرية في الشرق الاوسط يصبح الوضع خطرا جدا على اسرائيل - المصدر).

أبلغ معهد بحث مشهور في الولايات المتحدة، يتابع من قريب التطورات في المجال الذري – معهد العلوم والأمن الدولي (آي.اس.آي.اس) – في الاسبوع الماضي عن وجود ثلاث منشآت اخرى في سوريا تتصل بحسب الشك اتصالا وظيفيا بالمنشأة الذرية في القِبار، التي قُصفت في 2007. ليست أهمية التقارير في مجرد الكشف الصحفي. كانت المنشآت معروفة للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2008. فقد أعلنت الوكالة آنذاك بأن عندها معلومات عن وجود المنشآت الاخرى، بل قدمت الى سوريا طلبات لزيارة المنشآت. لم ترفض سوريا جميع الطلبات فقط بل نفذت اعمالا ميدانية لاخفاء شهادات مُجرِّمة.

لهذا فان أهمية الابلاغ بوجود المنشآت هي في الأساس في الشعور بعجز الجماعة الدولية عن علاج نشاط ذري مريب. يؤكد التقرير انه بعد سنتين ونصف من تسليم المعلومات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تنجح المنظمة حتى في زيارة المنشآت. لا يلاحظ ضعف الجهة المسؤولة عن الرقابة على النشاط الذري للدول الاعضاء في ميثاق منع انتشار السلاح الذري بالفشل في مجال الكشف عن المعلومات فقط بل وفي الأساس في العلاج الاشكالي للشبهات نفسها. لا تنجح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قيادة علاج ناجع لدول يُرتاب بأنها تجري خططا ذرية سرية لأهداف عسكرية.

بعد قصف المفاعل الذري في القِبار، الذي كان في مراحل بناء، وبّخ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك، محمد البرادعي، اسرائيل والولايات المتحدة اللتين لم تنقلا اليه معلومات عندهما عن المشروع الذري في سوريا. وبيّن أنه أراد معلومات لعلاج القضية بوسائل المنظمة المقبولة. وفضلت اسرائيل، التي ادركت انه إزاء العلاج البطيء غير الفعال لايران لا ينبغي توقع علاج أكثر نجاعة لحالة سوريا – فضلت كما يبدو ان تتولى زمام الامور بيديها. سأل كثيرون آنذاك: لماذا عملت اسرائيل في المرحلة المبكرة لبناء المفاعل الذري؟ لماذا لم تنتظر شهادات أوثق؟ وكان التقدير في اسرائيل كما يبدو ان ما لا يُعالج في مرحلة مبكرة فلن يُعالج. واليوم حتى مع وجود رئيس جديد أكثر تصميما هو يوكيا أمانو، فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتقدم ببطء.

ليس الكشف عن نشاط سوريا مهما فقط للسياق المحدد، بل ايضا لتقدير خصائص نشاط ايران الذري. وتبقى الاسئلة المقلقة في هذه الاثناء بلا جواب. مثل: من دفع الى كوريا الشمالية عن المساعدة على بناء المفاعل الذري في القبار؟ وما هو نوع العلاقة الذرية بين ايران وسوريا وما العلاقة بينهما وبين كوريا الشمالية؟ في شأن الدفع الى كوريا الشمالية، لم توجد أدلة قاطعة تربط ايران بالأمر، لكن التحليل الاستراتيجي يُظهر ايران باعتبارها مشتبها فيها معقولة. كل واحدة من الدول مشكلة في حد ذاتها، لكن العلاقات بين هذه الدول الثلاث يمكن ان تعمل مثل مضاعِفات قوة خطرة.

اذا كان الوضع مقلقا حتى الآن، فانه في شرق اوسط متغير غير مستقر تكثر الأخطار الذرية. فقد قررت مصر مثلا مثل دول كثيرة اخرى في الشرق الاوسط (منها اتحاد الامارات والكويت والاردن) أن توسع برنامجها الذري المدني. لم يُثر البرنامج تحت سلطة مبارك قلقا خاصا. لكن حكومة جديدة في مصر، ربما تكون أكثر ارتيابا بجاراتها، قد تفضي الى تغيير في هذا السياق الى اسوأ. لهذا وفي كل ما يتعلق بالتطورات الذرية فان الوضع مقلق ولا سيما وقيود رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومة جيدا.