خبر صحافي إيرلندي : يجب تحرير فلسطين من عنصرية « إسرائيل »

الساعة 08:05 ص|27 فبراير 2011

رجلا امن يمنعان صحافيا ايرلنديا من الوصول الى وزير الخارجية الإسرائيلي

 افيغدور ليبرمان في بروكسل الاسبوع الماضي

  

صحافي إيرلندي : يجب تحرير فلسطين من عنصرية "إسرائيل"

فلسطين اليوم - وكالات

"سيد ليبرمان.. هذا اعتقال من قبل مواطن.. أنت متهم بتهمة التمييز العنصري (ابارتهايد).. لو سمحت تفضل ورافقني الى أقرب مركز شرطة"، هذه الكلمات كانت أول ما سمعه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، من الصحافي الإيرلندي ديفيد كرونين في العاصمة البلجيكية بروكسل، عند دخوله مؤتمرا صحافيا عقد على هامش المباحثات الإسرائيلية مع دول الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الفائت.

 

وعما يعنيه مصطلح "اعتقال من قبل مواطن" أفاد كرونين ، ان المبدأ الأساسي لهذا القانون هو "اذا اقتحم احد بيتي فلدي الحق باحتجازه والسيطرة عليه حتى تصل الشرطة".

 

واضاف ردا على أسئلة "الغد" عبر الايميل ان عددا من المطالبين بهذا الحق، حاولوا تطبيق هذه الفكرة والمتمثلة في اعطاء المواطن حق اعتقال من يعتقد أنه مجرم، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بانتهاكات جدية لحقوق الإنسان، وعن اصل هذا القانون، قال "يعود هذا القانون الى بريطانيا في العصور الوسطى، فقد كان يتم تشجيع الناس العاديين من قبل الشرطة لتسليم المجرمين".

 

وفي أمثلة على هذا أشار كرونين الى شخصيات مثل "جون بلتون الدبلوماسي الاميركي الأسبق وتوني بلير اللذين كانا هدفين لمحاولات تطبيق "اعتقال المواطن" في السنوات الماضية لدورهم في الاحتلال غير الشرعي للعراق.

 

وتابع الصحافي الإيرلندي أجابته "أردت اعتقال ليبرمان، وبعد ان قلت له انه رهن الاعتقال وكنت على وشك أن أشرح لماذا أنا أعتقد أنه مذنب ويجب اعتقاله" إلا أن "رجال الأمن أمسكوا بي حينها، ولكني لم أدع الفرصة تفلت وصرخت "حرروا فلسطين" "حرروا فلسطين" و" ابارتهايد (التمييز العنصري) هو جريمة، بينما كانوا يأخذونني خارج قاعة المؤتمر الصحافي"، وأكمل واصفا ما حدث معه "إلا أنني تأكدت ان كلامي تم سماعه من الجميع قبل ان يأخذوني لخارج القاعة".

 

وعن الدافع وراء تصرفه هذا تجاه وزير خارجية إسرائيل، قال كرونين الذي يكتب في عدد من الصحف الأجنبية العريقة مثل الغارديان البريطانية ووول ستريت جورنال/ اوروبا وايريش تايمز، إنه يتابع الوضع عن كثب في فلسطين منذ عدة سنوات كما انه ألف كتابا عن علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل، و"كنتيجة لبحثي أصبحت مؤمنا وعلى قناعة تامة بأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين شبيهة بمعاملة حكومة البيض للسكان السود في جنوب أفريقيا خلال فترة "الأبارتهايد" العنصرية".

 

وتابع موضحا "الأمم المتحدة عرفت مصطلح (الأبارتهايد) بأنه جريمة ضد الإنسانية منذ 1973، وبما أن افيغدور ليبرمان هو احد أقوى السياسيين الإسرائيليين فهو يحاول أن يجعل نظام إسرائيل العنصري "الأبارتهايد" الإسرائيلي أسوأ مما هو أصلا"، فمنذ انضم إلى الحكومة في العام 2009 فإن حزبه يسرائيل بيتينو رعى حوالي 20 قانونا ومسودة قانون في الكنيست الإسرائيلي، تمثل تمييزا عنصريا ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والذين يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي".

 

ومن الأمثلة على هذا أشار كرونين الى متطلبات مثل أن يقسم العرب يمين الولاء لإسرائيل كدولة يهودية وكذلك فرض قيود على حقوق المعتقلين الفلسطينيين للحصول على محامي، وكذلك محاسبة الناشطين الذين يدعون إلى مقاطعة البضائع والمؤسسات الإسرائيلية"، كل هذه المعايير بنظري من الممكن استخدامها كأدوات تمييز عنصري".

 

وحول ما اذا كان قد تعرض لأية عقوبة كنتيجة لما قام به ضد ليبرمان، أكد أن الشرطة لم تتصل به، ولكن "الحراس الشخصيين منعوني من إكمال الاعتقال الذي نويت القيام به في المبنى الذي كنا فيه وهو المكان الذي يحتضن اجتماعات حكومات الاتحاد الأوروبي في بلجيكا".

 

ولفت الصحافي الإيرلندي الذي يبلغ من العمر 39 عاما إلى أن الحراس الشخصيين الذين أمسكوا به في المؤتمر الصحافي، يعملون لدى شركة خاصة، كما أنهم صادروا بطاقته الصحافية التي تخوله الدخول إلى الإدارات العليا لمؤسسات الاتحاد الأوروبي الرئيسية، إلا انه يتوقع أن تعاد بطاقته إليه قريبا، قلت للمكتب الذي اصدر بطاقتي، "إن الحرس لا سلطة لهم ليأخذوا بطاقتي مني لذا أتوقع أن يتم إعادتها لي سريعا".

 

وعما يتوقعه في المستقبل القريب من حرمانه من دخول مؤتمرات صحافية للاتحاد الأوروبي، أجاب "هناك اجتماع بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وممثلين عن الصحافيين في السابع عشر من الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تناقش حادثتي مع ليبرمان، ومن المحتمل جدا أن تتم مصادرة بطاقتي الصحافية، فلديهم قانون يقول إنه يحق لهم مصادرة بطاقات الصحافيين الذين يعكرون السير السلس لمؤتمرات الاتحاد الأوروبي الصحافية".

 

إلا انه لم يبد تخوفا من حدوث هذا "ليس نهاية العالم بالنسبة لي مهنيا ما يزال لدي كمبيوتر وتلفون فأستطيع الاستمرار في الكتابة كمهنتي التي أعتاش منها".

 

وتعد هذه الحادثة الثانية التي يهتم بها كرونين باعتقال شخصية سياسية، فقد حاول العام الماضي اعتقال توني بلير ووجه له تهمة "مجرم حرب".

 

وكان المتحدث باسم البعثة الإسرائيلية في الاتحاد الأوروبي يوئل مستر، قد علق على الحادثة بقوله "إن هذا التصرف كان غير متحضر ولكن إسرائيل مثلها مثل دول الاتحاد الأوروبي تشجع حرية التعبير، رغم انه من المخجل أن بعض الناس يسيئون استغلال حرية التعبير هذه أحيانا"، كما قال عن الصحافي الإيرلندي ديفيد كرونين "من الواضح انه مهووس بإسرائيل وناشط ضد إسرائيل بإخلاص وتفان"، حسبما ورد في صحيفة الغارديان البريطانية.

 

يذكر ان ديفيد كرونين عاد من زيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل قبل عشرة أيام من الآن، كما انه ولد في دبلن بإيرلندا ويعيش في بلجيكا منذ 1995.