خبر إعادة الوعي بالحرية وبالعربي كإنسان!!.. مرفت صادق

الساعة 10:32 ص|26 فبراير 2011

إعادة الوعي بالحرية وبالعربي كإنسان!!.. مرفت صادق

 

على هامش تتبعي للثورة الليبية سيستوقفني اليوم مشهد وتصريح، الأول صامت لم يُقَل، والآخر مؤلم، وكلاهما بمضمون مستفز لكنه مفيد.

 

في فيديو نشر على اليوتيوب عن احتفالات الجمعة بمدينة بنغازي المحررة من نظام القذافي، بدا مراسل شبكة سي إن إن الأمريكية مذهولا لأنه يرى شعب عربي يرسم الحرية والديمقراطية، ربما يعيش صدمة "الصورة النمطية" التي تتحطم في ذهن الغربي عن الإنسان العربي. وفي هذا استفزاز مفرط لنا.

 

نعم جاءت الثورة العربية لتقلب المعادلة في رؤوس رفضت رؤية العربي بغير "السلبي، المستهلك، غير المنتج اقتصاديا وفكريا"، لكن لنذكر العالم أن هناك شعب فلسطيني ما زال يحرق القيم العنصرية ويطالب بالحرية والعدالة منذ 63 عاما تقريبا، لكن لم يكن هذا العالم معنيا بتعديل نظارته ليرى حقيقة ذلك.

 

في الوقفة الثانية، مقال لصحيفة الجارديان البريطانية بعنوان: "العرب أصبحوا مصدر إلهام للديمقراطية"، هذا أيضا لا يقل استفزازا عن سابقه، لكن لا بأس بأن تكون الثورات العربية الحديثة مناسبة للغرب أيضا ليعيد وعيه بالحرية والديمقراطية!.

 

نعرف جميعا أن الأجيال في الغرب توارثت قيم الحرية والعدالة "بتعريفاتهم" أبا عن جد، دون أن تناقش مدى جمال هذه الحرية أو أولويتها، لأنهم لم يعودوا يضحوا لأجل الحصول عليها،.. هي عندهم كتحية الصباح، روتين يلقيه الجميع، وكوجبة الغداء عادة يفعلها الجميع..!

 

ولكن ستخرج عن قيم الاعتياد هذه صورة العربي التي تمضي إلى إطار آخر، ليس كما اعتادوا أن يضعوه به، وإنما كما سيصير مصدر إلهام لهم وللعالم.

 

سأسعد كثيرا هذا المساء، حين أقرأ تعليق للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي كتب فيه ما نريد جميعا أن نصيح به:" بأيدينا الرائعة لا بجرائمكم أنتم، هذا هو الشرق الأوسط الجديد يا كوندليزا.. "! في إشارة إلى "نظرية الفوضى الخلاقة لرسم شرق أوسط جديد".

 

ولكن نحب أن يعيد الغرب وعيه بأن الحرية ليست قيمة عادية روتينيه، وعليهم أن يقروا بأن هذا الوعي، لأول مرة منذ زمن طويل، لم يأتِ منهم، رغم المسؤولية الكبيرة التي تنتظر العرب ليحموا قيم الثورة ويبنوا عليها!