خبر أزمة غير مسبوقة في العلاقات « الإسرائيلية » الألمانية

الساعة 06:35 ص|26 فبراير 2011

أزمة غير مسبوقة في العلاقات "الإسرائيلية" الألمانية

فلسطين اليوم-رام الله

اندلعت هذا الأسبوع أزمة غير مسبوقة بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وبين مستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل، وذلك إثر إعلان هذه الأخيرة، خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو قبل بضعة أيام، أنها تشعر بخيبة أمل منه لأنه لم يفعل شيئاً لدفع التسوية مع الفلسطينيين قدماً.

وقد حاول نتنياهو، بحسب ما أفاد به المراسل السياسي لصحيفة 'هآرتس' ، باراك رافيد، إقناع ميركل بأنه على أعتاب خطوة من شأنها أن تدفع السلام قدماً، مؤكداً أنه سيلقي الشهر المقبل خطاباً يعرض فيه خطة سياسية جديدة.

وقال مصدر ألماني رفيع المستوى للصحيفة الصهيونية إنّ نتنياهو هو الذي بادر الاثنين الفائت إلى إجراء محادثة هاتفية مع ميركل، وذلك عقب قيام ألمانيا بالتصويت إلى جانب مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي ينص على إدانة الاحتلال بسبب استمرارها في أعمال البناء في المناطق المحتلة، والذي جوبه بالفيتو الأمريكي، وكانت المحادثة بين الاثنين قاسية جداً، وتضمنت تبادلاً للاتهامات بلهجة حادة للغاية. ولدى قول نتنياهو أنه أصيب بخيبة أمل جرّاء تصويت ألمانيا ردت عليه ميركل قائلة: كيف تجرؤ على قول هذا؟ أنت الذي خيبت أملنا، ولم تفعل أي شيء لدفع السلام قدماً.وإزاء ذلك، فإن رئيس الحكومة أكد لمستشارة ألمانيا أنه يعدّ العدة لإلقاء خطاب سياسي جديد في غضون أقل من شهر، لكنه رفض كشف أي تفصيلات بشأنه.

وأضاف المصدر الألماني نفسه قائلاً للصحيفة إنّ المستشارة الألمانية ميركل لم تصدق ما قاله نتنياهو، وأنها حاولت أن تدرس مع أطراف أخرى صهيونية وأجنبية ما إذا كان جاداً فعلاً، أم إنه يحاول كسب مزيد من الوقت في مقابل الضغوط الدولية التي تُمارس عليه في الآونة الأخيرة.

وتبين دراسة أجرتها صحيفة 'هآرتس' مع عناصر صهيونية مطلعة أن نتنياهو ومستشاريه يشعرون بالقلق فعلاً، وأنهم يبحثون عن مخرج من الطريق المسدودة التي وصلت إليها عملية التسوية  مع الفلسطينيين، وذلك في ضوء تفاقم عزلة "إسرائيل" الدولية.

وقال مصدر مقرّب من وزير الخارجية الإحتلال أفيغدور ليبرمان إن رئيس الحكومة بدأ في الآونة الأخيرة يتكلم فعلاً على خطاب بار ـ إيلان 2، والقصد هو خطاب بار إيلان الأول، والذي أكد فيه نتنياهو في حزيران (يونيو) من العام 2009 على قبوله بمبدأ دولتين لشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني.

وقال مصدر آخر إن نتنياهو ومستشاريه يعملون على إعداد خطاب يعرض خطة سياسية جديدة وبديلة تتضمن تسوية مرحلية مع الفلسطينيين، وتكون شبيهة بخطة ليبرمان في هذا الشأن. ومع ذلك، فإن العناصر كلها التي تحدثت 'هآرتس' معها أكدت أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان المقصود هو خطوة جادة من جانب نتنياهو، أو مجرد محاولة تكتيكية أخرى تهدف إلى عرض خطة سياسية في الظاهر فقط، في حين أن الهدف الحقيقي وراء ذلك هو توجيه الضغوط الدولية نحو الفلسطينيين وإظهار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمظهر الرافض للسلام.

من ناحية أخرى، قالت الصحيفة العبرية إنّ مسؤولاً كبيرا في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى أن يكون نتنياهو تعهد بإلقاء خطاب سياسي جديد في غضون أقل من شهر، مؤكداً أنه، أي رئيس الحكومة، سيلقي خطابا في حال تجددت العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حد قوله.