خبر منذ 17 عاماً.. مذبحة بالخليل مازالت دمائها تنزف

الساعة 01:56 م|25 فبراير 2011

منذ 17 عاماً.. مذبحة بالخليل مازالت دمائها تنزف

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

في مثل هذا اليوم، وقبل سبعة عشر عاماً، دخل المجرم الصهيوني الإرهابي باروخ غولدشتاين في ساعات الفجر الأولى إلى المسجد الإبراهيمي، وأطلق النار على المصلين فقتل منهم 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.

ففي الخامس والعشرين من فبراير/ شباط من عام 1994، وفي يوم جمعة في شهر رمضان المبارك، استيقظ الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي أجمع على جريمة بشعة نفذها إرهابي حاقد وهو طبيب يهودي، بمساعدة المستوطنين وجنود الاحتلال فكانت مذبحة الحرم الإبراهيمي.

وعندما نفذ الصهيوني المذبحة، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وفي أثناء تشييع الشهداء، مما رفع مجموعهم إلى 50 شهيداً، استشهد  29 منهم داخل المسجد.

وشكّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقب المجزرة، لجنة 'شمغار' التي أصت بتقسيم الحرم الإبراهيمي البالغ مساحته 2000 متر مربع إلى قسمين غير متساويين، منح القسم الأكبر (1400 متر مربع) للمستوطنين، وبقي القسم الأصغر للمسلمين بمساحة 600 متر مربع، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، كما مُنع المسلمون من تأدية شعائرهم الدينية والعقائدية في المسجد الإبراهيمي بالخليل أيام أعياد اليهود، التي تزيد عن الثلاثين.

وشددت السلطات الإسرائيلية من تدابيرها العسكرية في الحرم وفي محيطه، وأقامت بوابات حديدية لولبية، وأخرى إلكترونية على مداخل الحرم، كما أغلقت 'شارع الشهداء' الذي يصل شمال المدينة بجنوبها.

واستولت إسرائيل على سوق الخضار القديمة (الحسبة)، الواقعة في منطقة 'السهلة' القريبة من الحرم، وضمّتها لحدود البؤرة الاستيطانية المُسماة 'أبراهام أبينو'.

 

المجزرة كما يرويها شهود العيان

يروي شهود عيان عن تفاصيل الجريمة التي وقعت في الحرم الإبراهيمي ش.ز. 27 عاما: كنت أصلي في آخر صف للمصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف  وعندما وصلنا إلى آخر سورة الفاتحة سمعت من خلفي صوت مغتصبين يقولون باللغة العبرية بما معناه بالعربية" هذه آخرتهم" وعندما وصل الإمام إلى أية السجدة وهممنا بالسجود سمعنا صوت إطلاق نار من جميع الاتجاهات كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم قد بدا يتهدم علينا لم استطع أن ارفع راسي لقد تفجر رأس الذي بجانبي وتطاير دماغه ودمه على راسي ووجهي وعندها لم اصح إلا عندما توقف إطلاق النار وبدا الناس بالتكبير الله اكبر …الله اكبر.. فرفعت رأسي وشاهدت المصلين يضربون شخصا يلبس زيا عسكريا. شاهدت طفلا مستشهدا لا يتجاوز عمره 12 سنة حملته وخرجت به إلى الخارج إلا أن الجندي اعترضني وأراد أن يطلق النار علي نظرت إلى اليمين فشاهدت خمسة مغتصبين في غرفتهم الصغيرة عند مقام سيدنا "اسحق" استطعت الهرب بالطفل ووضعته في سيارة مارة ثم صحوت لنفسي فشعرت بدوخة وصدري مبتل حسبته عرقا أحسست بيدي مكان البلل فإذا بي أرى دمي ينزف فصعدت بأول سيارة شاهدتها إلى المستشفى فإذا بي مثاب برصاص حي في صدري.

 

قبر غولدشتاين تحول لمزار

وفي الوقت الذي تمر فيه مجزرة الحرم الإبراهيمي على الذاكرة العربية مر الكرام يقوم مئات المغتصبين الصهاينة بالقدوم إلى قبر غولدشتاين منفذ المجزرة ويقيمون طقوسهم التلمودية هناك، هذه القطعة من جهتهم تتحول بين الليلة وضحاها إلى مكان مقدس تفرش أرضه بالورود والرياحين فيما يجلس أهالي ضحايا المجزرة يجترون آلامهم ويستذكرون مساحات الوجع التي خلفتها المجزرة ويبكون واقع الحال الذي وصلت إليه البلدة القديمة التي تحولت بفضل اعتداءات الجيش والمستوطنين إلى مستوطنة كبيرة.

 

لقد أحدثت المجزرة في وقتها هبة جماهيرية وشعبية بشكل واسع، وخرجت الآلاف المؤلفة لتدين وتستنكر هذا العمل الإجرامي، ولكن الآن وبعد 17 عاماً مازالت دماء المدينة تنزف، والاحتلال والمستوطنين ينهشون فيها، ويرتكبون فيها كل ما تطال أيديهم من اعتداء على المواطنين واستيطان، نهب أراضي المواطنين، واعتداءات متواصلة بحقهم.