خبر « أنا طرابلسي ».. يديعوت

الساعة 10:52 ص|25 فبراير 2011

بقلم: سمدار بيري

        (المضمون: عرض للاحوال في ليبيا في الايام الاخيرة من جهة الموالين لنظام الحكم والمعارضين له واعتقاد ان نهاية القذافي قريبة جدا - المصدر).

        قبل اسبوع من نشوب الاضطرابات في ليبيا استُدعيت مجموعة صغيرة من المستشارين والاصدقاء الشخصيين لسيف الاسلام القذافي، الابن الثاني من بين أبناء "العقيد" الثمانية. قال سليمان الدرة – الذي كان حتى هذا الاسبوع من مستشاري القذافي الشاب المقربين وأصبح منذ هرب من طرابلس محللا مطلوبا لشؤون ليبيا وعائلة الحاكم – قال لقناة "الجزيرة" إن اللقاء تم في المنطقة المحروسة في باب العزيزية في الضاحية الجنوبية من طرابلس.

        هنا توجد قواعد الوحدات الخاصة للجيش الليبي. وهنا تسكن عائلة القذافي الواسعة محاطة بأسوار اسمنتية صلبة وحرس خاص، في مبنى متواضع – وهو نفس المبنى الذي قصفته طائرات حربية امريكية في 1986. ومن هنا ايضا خطب الحاكم هذا الاسبوع خطبته الهاذية التي حذر فيها قائلا: ما زلت لم أستعمل القوة مع متعاطي المخدرات. وقد التقطت له الصور هنا ايضا في سيارة الهامر المدرعة مع مظلة بيضاء وأعلن قائلا "لا تصدقوا الكلاب". منذ بدأت الاضطرابات، لم يترك القذافي هذه المنطقة المغلقة.

        "جلسنا حتى آخر ساعات الليل وأجرينا تقديرا لما سيحدث عندما تنشب أحداث الشغب"، قال الدرة. "كان واضحا ان الجماهير ستخرج الى الشوارع. وقد أعلن سيف الاسلام في بداية اللقاء قائلا: "أبي مقطوع كثيرا عن الواقع، يجب علينا ان نساعده". علمنا جميعا ان الرسم على جدار الفيس بوك الذي حدد السابع عشر من شباط ليكون أول يوم في ثورة الشباب. سمعنا من سيف الاسلام أن قوات الأمن مستعدة. قال: "ليبيا تشبه الساندويش بين تونس ومصر، ولا يوجد احتمال ألا تصاب بجرثومة المظاهرات"".

        غير أن ابن القذافي أضاف وعداً مبتهجا في ذلك اللقاء. "سنرد بصورة حضارية"، قال. "سنستعمل القوة لانه لا مناص، لكننا لن نستعمل قوة مفرطة بأي حال من الاحوال"، استعاد الدرة ما جرى.

        في ذلك الوقت تقريبا نشرت في صحف نيجيريا والصومال والتشاد اعلانات بارزة تدعو الشبان لأن يُجندوا لعمل "سخي جدا" في ليبيا. وقد فهم من عرف قراءة ما بين السطور فورا معنى ذلك. لقد استُدعي "المتطوعون" للوصول الى المطارات في بلدانهم. وانتظرتهم هناك طائرات نقل نقلتهم الى معسكرات تدريب في منطقة مهجورة في الصحراء الليبية لتدريب عاجل على السلاح الحي ومعدات تفريق المظاهرات. وكان الامر الذي تلقاه المرتزقة قبل أن يُحملوا في السيارات الى المدن الساحلية في الشمال قاطعا لا لبس فيه وهو أن يطلقوا النار للقتل. ألا يُسددوا الى الجزء الأسفل من الجسم بل الى الرأس والعنق فقط.

        الشبان ذوو القبعات الصفراء

        بدأ القطار الجوي رحلته. تحدث بالحسن المصراطي، وهو مستشار آخر انضم الى المتظاهرين، عن 16 طائرة حملت المرتزقة من افريقيا في الايام الثلاثة الاولى من المظاهرات في ليبيا. وباسم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات القديم، وعدوهم بدفع مُغرٍ هو ألفا دولار نقدا عن كل يوم "عمل في الميدان".

        "شعرنا في كل يوم مر منذ بدء المظاهرات ان سيف الاسلام، ويبدو انه الأصح عقلا بين أبناء القذافي السبعة، قد فقد صوابه"، قال احمد فايز نجراتي، وهو صحفي كان مقربا من العائلة وهرب يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع الى القاهرة. "عندما هاتفني وهو في حالة هستيرية، ذكّرته بأنه التزم بأن يرد بصورة حضارية".

        تبيّن لنجراتي نفسه سريعا ان الطريقة التي اختارها القذافي لم يكن فيها أي شيء حضاري، وقال "من الغد أرسلوني لاعتقال مصطفى ادريس، وهو صحفي من بنغازي عُرّف بأنه "عدو للنظام". علمت انهم ينوون القضاء عليه بسبب مقالة أثارت غضب العقيد. جئت الى بيته مع الجنود ودخلت وخرجت بعد عشر دقائق وقلت انه غير موجود. استشاط الجنود غضبا، وبعد ساعتين عندما جاءوا به من المبنى نجحت في الهرب. سمعتهم يصرخون ويشيرون إلي قائلين "قولوا للمرتزقة أن يعتقلوه".

        كان سفير ليبيا في الهند، علي العيساوي هذا الاسبوع رائد المستقيلين من الفريق الدبلوماسي، الذي قاد موجة مستقيلين خارج البلاد. وقد أعلن ان قبضة الدكتاتور الفولاذية نجحت في تجنيد 60 ألف مرتزق من افريقيا ومئات من الشبان العاطلين، من لاجئي السلطة المخلوعة في تونس. "أعلم، لا من وسائل الاعلام، أن القذافي يستعمل المرتزقة لا من اليوم"، زعم السفير. "عندهم أوامر في حال أحداث الشغب بأن يدخلوا البيوت السكنية فيسرقوا ويُكسروا، ويغتصبوا النساء ويقتلوا بدم بارد، وهم يقتلون الاولاد الصغار ايضا لتخويف من حولهم".

        نفذ القتلة المأجورون للقذافي في مراكز المظاهرات هذه الأوامر هذا الاسبوع. فقد دخلوا بنغازي وانقضوا على الشوارع. وفي ليل الثلاثاء نجحت مجموعة من النساء في تصوير رجال أقوياء سود البشرة بالهواتف المحمولة وُضعت على الفيس بوك واليو تيوب. يظهر في الصور شبان مصممون، خفيفو الأقدام، منقضون يطلقون النار. يغطي لباسهم أجسامهم كلها وعلى رؤوسهم خوذات صفراء. "الشبان ذوو القبعات الصفراء" أصبح هذا منذ الكشف عن هذه الصور رمزا شيفريا بين المتظاهرين الذين يقولون: "إحذروا انهم على أثركم".

        يتبين أن تجنيد المرتزقة ليس ظاهرة جديدة عند القذافي. فقد تحدث مصطفى عبد الجليل، وزير العدل الليبي المستقيل، هذا الاسبوع عن ان الحديث عن طريقة لازمة. "في 1997 جاءتني امرأة تم اعتقال ابنها ويبلغ نحوا من عشرين سنة متهما بأنه ينتمي الى حركة اسلامية"، تذكر. "احتجزوه في سجن أبو سليم، واعتادت على زيارته مرة كل شهر. غير انهم منعوها من الدخول فجأة، وتهرب الحراس منها متعللين. وهكذا جاءت الى السجن ورجعت منه مدة سنة الى أن أشفق عليها أحد السجانين وقال: "لم يعد ابنك موجودا منذ زمن، قتلوه في السجن بأمر من العقيد مع 1200 سجين آخرين".

        تابع عبد الجليل قائلا "تزعزعت، وعندما أصررت على الفحص عما حدث، تبين لي ان القذافي في نوبة جنون أرسل السجانين لقتل جميع السجناء، وعندما رفضوا جاء بمرتزقة من افريقيا داهموا الزنازين ونفذوا المجزرة الوحشية". في 2004 اعترف القذافي بمحزرة السجناء وأعلن: "عاقبتهم. كان يجب مباركة الأيدي التي منحت المجرمين ما يستحقون حقا".

        "أنا رمزكم"

        هذا الاسبوع، في خطبته التخويفية الهذيانية، أومأ القذافي مرة اخرى الى قبضاته الخفية. "لي تأييد من الصحراء (الغربية) حتى الصحراء (الشرقية)"، صرخ وانسلت أصابعه المرتجفة لرفع العباءة التي سقطت عن الدرع الواقية التي حرص على لبسها عند مدخل بيته الذي يسكنه ايضا.

        إن المشهد المجنون والهستيري الذي دعا فيه المتظاهرين "هؤلاء الشبان المُخدرين"، قد سجل قبل ذلك، من غير الجمهور الهاتف الثابت هذه المرة الذي كان يصحب خطبه مدة سني حكمه الواحد والاربعين. صحبه لابسا ملابس عسكرية اثنان فقط، وعندما اقتربا منه وحاولا تقبيل كتفه دلالة على الولاء، دُفعوا عنه باحتقار. لكن عدم وجود الجمهور الداعم لم يضايق ناس القذافي: ففي المونتاج في استوديوهات التلفاز ضموا تصفيقا عاصفا في الخلفية. "لست رئيسا ولهذا لن أستقيل"، أعلن الحاكم. "لست انسانا عاديا، لا يمكن اغتيالي أو تسميمي".

        وافتخر القذافي قائلا "يعرفون ليبيا بسببي فقط. أنا رمز مجدكم وفخركم، وأنتم سكارى ومدمنو مخدرات هذيان. ما كانوا يعرفون في العالم كيف يفرقون بين ليبيا ولبنان وليبيريا حتى جئت". وقد تجرأ سليمان الدرة بعد ان تركه على ان يجيبه "بسبب جنونك ظللنا دولة متخلفة في حين أن "عائلتك" تحتاز لنفسها فقط مليارات النفط. اعتقدوا في العالم أننا قطيع قبائل جاهلة بدائية. الآن فقط يتبين لهم من نحن حقا".

        والى الان في الحقيقة لم ينجح عنف القذافي وقسوته في تهدئة الامور. فما يزال الجماهير في الشوارع. "نحن ماضون حتى النهاية"، أعلن محمد نصراتي ابن مدينة البيضاء هذا الاسبوع. "لا نخاف الجوع، ونحن مستعدون للعيش على التمر والحليب حتى يستيقظ العالم وتأتي مساعدة دولية".

        عقد محمد بالحسن، صديق القذافي القديم الذي يحمل وصف نائب الزعيم، مؤتمرا صحفيا في منتصف الليل ليبسط روايته عن هوية الزعران الذين يعيثون فسادا في الشوارع. "هؤلاء مرسلو امريكا والموساد الاسرائيلي"، أعلن وذكر بـ "القائد الميداني، عاموس يادلين"، ربما يكون هذا سلاما من طرابلس الى رئيس "أمان" التارك عمله عاموس يادلين.

        داهم مرتزقة القذافي ايضا المشافي في بشتون والبيضاء وطرابلس. واختطفوا عشرات الجثث وحملوها في سيارات واختفوا. وكل من حاول وقف الاختطافات – من الاطباء والممرضات والأقرباء – أُطلقت عليه النار بلا حساب. "أُرسلوا للطمس على الآثار، اذا ما قرر العالم ان يحاكم القذافي باعتباره مجرم حرب"، أوضح الدكتور فرج المصراطي في مشهد يمزق القلب عند مدخل مشفى بنغازي الكبير.

        غير أن الكشف عن مرتزقة الزعيم القتلة ايضا لم يمنعه من تجنيد مئات آخرين منهم. "قبل ان أُسلم رسالة استقالتي، تلقيت تقريرا عن قطار جوي أُرسل الى افريقيا لتعزيز المرتزقة"، قال يوسف صوان مدير "صندوق سيف الاسلام" الذي استقال في منتصف الاسبوع وهرب الى القاهرة. "يخطط القذافي وأبناؤه لحمام دم، ولا أريد أن اشارك في الفظاعة المخطط لها".

        يصر القذافي ومقربوه بشدة على أنه "لا يوجد في ليبيا مرتزقة". لكن الكابتن ناصر عمار، وهو طيار في شركة الطيران الوطنية الليبية عنده شهادة مختلفة. "رأيت بأم عيني كيف يجلبون الأفارقة"، أعلن عمار الذي ترك ليبيا في اول ايام المظاهرات عندما نقل ركابا الى زيوريخ. "كان فريق منهم كهولا بين الخمسين والستين أُرسلوا للمشاركة في مظاهرات تأييد للقذافي في بنغازي، ونُقل آخرون جوا الى معسكرات التدريب في الجنوب. كان في كل طائرة 150 مقعدا، وطارت الطائرات وهبطت وعادت للمجيء بأفارقة آخرين. أرادوا في المعسكرات من كل واحد أن يُسلم رقم هاتفه المحمول، اذا ما أصيب أحد رفاقهم واضطروا الى نقله من غير ان يعرضوا اسئلة. لم يكن هؤلاء المرتزقة يعلمون الى أين يأخذونهم. فهم في الحاصل العام فقراء مساكين جاءوا لجمع المال".

        وفي النهاية وجه عمار دعوة الى الطيارين الحربيين في ليبيا قائلا: "أغلقوا الهواتف"، قال. "لا تُجيبوا مهاتفة صبري شادي الذي ينظم باسم القذافي الطلعات الجوية لقصف المتظاهرين".

        أخذ المستبد القديم يفقد الآن ايضا التأييد في العالم العربي. فقد صاغ الزعيم الروحي لحركة الاخوان المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، بخطوة لم يسبق لها مثيل فتوى مضادة للقذافي. فقد أذاعت "الجزيرة" للقرضاوي دعوته "كل من يستطيع، من المواطنين أو من ضباط الجيش، أن يقتل القذافي".

        كانت قطر، وهي السفينة الأم لـ "الجزيرة" هي الاولى في العالم العربي التي وجهت انتقادا مباشرا على القذافي باسمه الصريح. فقد طلب الأمير خليفة اجتماعا عاجلا لمجلس الامن في نيويورك، وللجامعة العربية في القاهرة واتخاذ خطوات شديدة ضد الزعيم الليبي. وقد بثت "الجزيرة" في الآن نفسه – التي شوشت الاستخبارات الليبية بثها من محطة البث في الصحراء – على موجات بديلة كي لا تتراجع.

        جُند المدير العام لوزارة الخارجية الليبية، خالد الكيوان، للدفاع عن الزعيم في محاربته للمحطة ذات نسبة المشاهدة العالية. "لم يكن ولا يوجد مرتزقة، ولا يوجد قصف من الجو، توجد جزيرة قذرة فقط تروج الأكاذيب"، قال ثم وضع يده اليمنى على قلبه قائلا "أنا مستعد للانتحار في الميدان الاخضر في طرابلس اذا تبين أنني كذبت".

        العلاقة سيئة جدا بين حاكم قطر والقذافي منذ تلك الايام التي هدد فيها الزعيم الليبي بقصف القاعدة الامريكية الكبيرة العُديد في الامارة. حضر هذا الاسبوع مئات ممن أُجريت معهم اللقاءات في "الجزيرة": وقد باركوا واحدا بعد آخر وشكروا تجنيد "الجزيرة" نفسها على نحو لا يكل لمناضلة القذافي. لكن واحدا منهم أوضح قائلا: خذوا في حسابكم ان القذافي في نوبة جنون قادر على ارسال طائرة وقصف مركز البث في الدوحة كما فعل 1984 بمحطة المذياع في السودان التي أثارت عصبيته".

        جميعهم ضد اسرائيل

        هُجرت المحطة الحدودية "السلوم"، وهي الممر البري المزدحم على نحو عام بين ليبيا ومصر، هذا الاسبوع من الجانب الليبي. فقد تلقى رجال الشرطة أمرا بالمغادرة أو استغلوا الاضطرابات للنجاة بأنفسهم.

        منع القذافي المشافي استقبال الجرحى ومعالجتهم، ولهذا استقر الرأي على استغلال الممر الحدودي المهجور، وجُر الجرحى الى "السلوم". هنا انشأ المصريون خيمة كبيرة لاستقبال العمال الهاربين ومشافي ميدانية لعلاج جرحى الرؤوس والأقدام.

        عندما جاءت وسائل الاعلام، أرسل المتظاهرون في ليبيا ثلاثين مرتزقا نجحوا في اعتقالهم واستدعوا الصحفيين. جلس الأفارقة مكشوفي الرؤوس أمام عدسات التصوير وتكلموا بالفرنسية على الطائرات التي تم ارسالها الى الكونغو والصومال ونيجيريا وتشاد والسودان. "وعدونا بأكثر من عشرة آلاف دولار في الاسبوع"، تنهد شاب ذو خوذة صفراء، "ماذا كنت استطيع ان أفعل؟".

        تحدث العمال المصريون الذين هربوا من ليبيا كيف تركوا كل شيء وراءهم – البيوت والاملاك والحسابات المصرفية – قبل أن يُجندوهم لذبح المتظاهرين الليبيين.

        "كنت أعيش في طرابلس منذ أكثر من عشر سنين"، قال مصطفى رجب، وهو عامل بناء. "تزوجت بامرأة محلية وانشأنا عائلة. أنا في ليبيا بفضل اتفاق بين مبارك والقذافي، وعندما ذهبا الآن أدركت انه لا يوجد من يحميني، وأنني قد أُختطف أو يُرسلونني للقتل".

        يُصر مؤيدو نظام الحكم من جهة وقادة المتظاهرين من جهة اخرى على ضم اسرائيل الى معركة دعاويهم. فقد حذر القذافي من خلايا اغتيال "المأجورين" الذين أرسلتهم اسرائيل والقاعدة والايطاليون لاحراق ليبيا. وأعلن معارضوه من جهتهم قائلين: "حتى في حرب اسرائيل على غزة لم يُكشف عن الوحشية التي يُظهرها القذافي على شعبه".

        تُذكرنا الفظاعة في ليبيا بايام حكم صدام حسين الاخيرة. فهنا وهناك حُطمت تماثيل ورُمي الدكتاتور البغيض بالاحذية. وفي ليبيا ايضا يعزز هذا المستبد المجنون أبناءه وتستولي العائلة على مليارات. اختبأ صدام حسين في بئر عميقة الى أن اعتقله جنود الجيش الامريكي إثر وشاية محلية. "سنصل اليه"، وعد هذا الاسبوع قاسم نجعة من بنغازي. "قوته تضعف، لا يستطيع الاعتماد سوى على اللواء 32 الموالي لابنه الشاب خميس، وعلى فلول الجيش وعلى الافارقة. انه مُنته في الحقيقة ويجب الاهتمام بأن يكون أقل عدد من القتلى في معركة البقاء الاخيرة".

        تحدث نجعة، وهو عميد ترك الجيش في يوم الثلاثاء ليلا، عن مجموعة ضباط وجهوا انذارا الى القذافي: تنحَ واذهب الى البيت مثل مبارك وزين العابدين ابن علي قبل ان يكون ذلك متأخرا جدا. "نظر في الورقة وبصق عليها وصرخ: هل أستقيل؟ معمر القذافي؟ الثائر ذو المجد العظيم؟ قولوا لهؤلاء الخونة ان يكفوا عن تصديق وسائل الاعلام القذرة. لن أستقيل إلا على جثثهم".