خبر أين القضية العربية المركزية؟ عبد العزيز المقالح

الساعة 06:42 ص|25 فبراير 2011

تركزت الأنظار في الأسابيع الأخيرة  وكان لا بد أن تتركز  على ما حدث في تونس ومصر، وعلى ما يحدث في أقطار عربية أخرى من ثورات وانتفاضات شعبية جعلت الأذهان تنصرف كلية عما يجري في فلسطين، وما يقوم به الكيان الصهيوني من التوسع في الاستيطان ومن قتل واعتقالات وقصف شبه يومي بالطائرات على غزة المحاصرة التي تأمل بانفراجة عاجلة من ناحية مصر الثورة . والملاحظ أن العدو الصهيوني لم يوفر جهداً في استغلال المناخ الملتهب لكي يستكمل برنامجه الاستيطاني، غير مدرك أن أعماله الإجرامية السابقة واللاحقة كانت من الأسباب الرئيسية في ما يحدث في الأقطار العربية، وأن القضية المركزية العربية والموقف الرسمي العربي السلبي منها، في مقدمة العوامل المؤدية إلى الثورة الملتهبة في أنحاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج .

لقد بلغ الشعور بالمهانة لدى كل مواطن عربي منتهاه إزاء الصمت الذليل وأحياناً التواطؤ الذي اتخذته غالبية الأنظمة العربية جراء ما حدث ويحدث في غزة والقدس والضفة الغربية . وفاض الكيل بالمواطنين العرب في كل مكان، فانطلقوا للتعبير عن هذا الشعور باحثين عن التغيير، مؤكدين موقفهم الحاسم من هذا الكيان الذي بدأ منذ كامب ديفيد يتمدد وينال الاعتراف من بعض الأنظمة، وصار له وجوده السياسي والاقتصادي في أكثر من عاصمة عربية . وإذا كان هذا الكيان الصلف قد عاش في العقود الثلاثة الماضية ربيع نجاحاته على المستوى العربي، فإنه سيشهد في الفترة المقبلة ما يسوؤه من خلال ما سوف تسفر عنه ثورة الشارع العربي واقتصاصه من الأنظمة العميلة التي فتحت لهذا العدو الأبواب ليسرح ويمرح غير مبال بما يقترفه في حق فلسطين والفلسطينيين . هذا بعد أن أصبح العراق في دائرة الاحتلال.

ويلاحظ أيضاً، أن الكيان الصهيوني لم يكن وحده الذي استغل المناخ العربي الملتهب للعمل على تحقيق طموحاته البائسة وزيادة إشعال نيران الثورة والتمرد، فقد شاركته في ذلك حاضنته الكبرى الولايات المتحدة بتصدير عملائها وعودتهم إلى بعض العواصم العربية في أثواب الدعاة للديمقراطية لاقتطاف ثمرة التحرر والتمرد الشعبي والقفز إلى حيث تريد، بالإضافة إلى ما أقدم عليه نظام باراك أوباما من استخدام حق “الفيتو” في مجلس الأمن الذي صوت بقية أعضائه على قرار يدين الاستيطان في القدس والأراضي المحتلة . وكانت أمريكا الدولة الوحيدة التي رفضت القرار، وتحدت مشاعر حلفائها وغيرهم من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر غير عابئة بما يحدث في الشارع العربي، ولا مقدرة لنتائج ما أقدمت عليه من استخدام حق “الفيتو” لصالح الاستيطان والكيان الاستيطاني.

ولعل ما يبعث على الأمل ويرفع من وتيرة التفاؤل أن القضية العربية المركزية موجودة في حركة الشارع العربي، وكانت أعلام فلسطين، والكوفية الفلسطينية، في ميدان التحرير بالقاهرة علامة من علامات هذا الوجود وذلك الاهتمام، ومهما حاول الكيان الصهيوني، وحاولت معه الولايات المتحدة استغلال الوضع الراهن وانشغال الشعب العربي بتصفية حساباته مع عملائهما، فإن الأيام المقبلة ستحمل معها الرد الحاسم على كل ما تعرضت إليه الأمة العربية من صنوف المهانة والإذلال.