خبر معذرة يا قدس ..مصطفى الصواف

الساعة 10:05 ص|24 فبراير 2011

معذرة يا قدس ..مصطفى الصواف

أصبت بحزنٍ شديد، وانتابني شعور بالتأنيب وأنا أنتظر في ساحة الجندي المجهول للمشاركة في افتتاح معرض الصور الذي أقامته مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع رابطة شباب من أجل القدس، وفريق ألبوم القدس غياب المجلس التشريعي الفلسطيني عن المشاركة، خاصةً أن هناك وقفة تضامنية مع نواب التشريعي المهددون بالإبعاد عن مدينة القدس على هامش المعرض الذي لا يبعد عن مكان إقامتهم (التشريعي) عن المعرض سوى دقيقتين سيراً على الأقدام.

سألت المنظمين ألم تدعو أعضاء المجلس التشريعي أو بعضاً منهم؟، أجابوا بلا، ولكن قيل للمنظمين أن الدعوة لم تصل, الأمر الذي استغربه المنظمون، ولو افترضنا أن الأمر كذلك،  ومع غياب رئيس لجنة القدس  بسبب السفر للخارج في جولة خارجية , فهناك عضوين من أعضاء مجلس إدارة المؤسسة أعضاء في المجلس التشريعي ، غابا عن الحضور وهم يعلمون أن رئيس لجنة القدس غير موجود، وهذا أمر مؤسف ، وإذا كان أعضاء التشريعي لا علم لهم ولم تصلهم الدعوات، أليس أعضاء مجلس الإدارة لديهم علم؟.

الحقيقة أنني أتحدث بحزن من الموقف وعدم الحضور، فقد غاب المحررون وحضر المعتقلون كالشيخ رائد صلاح، والمبعد النائب محمد أبو طير والمهددون بالأبعاد الوزير المهندس محمد عرفة، والنائبان محمد طوطح وأحمد عطون، الذين حضروا بصورهم ومكانتهم وكلماتهم التي ملئت المكان رغم الغياب لأهل غزة من النواب الذين كان من الضروري حضورهم ومشاركتهم لأنها القدس.

عيوننا وقلوبنا وأرواحنا وأجسادنا تسكن القدس وتهفوا إليها ليل نهار، ولكننا محاصرون ومعتقلون مثلك يا قدس فمعذرةً نقدمها لكِ, لأننا لم نوفيكِ حقكِ حتى الآن ولم نخلصك من القيد والحصار، ورغم ذلك ما نسيناك أبداً ونُعد أنفسنا للقياكِ ولن نبخل أن نقدم لكِ الغالي والنفيس من مالٍ ونفسٍ وولد ، فبأبي وأمي نفديك وعن عهدك لن نحيد, باقون باقون على العهد حتى نلقاكِ ونسير بأجسادنا في شوارعكِ العتيقة قريباً قريبا رغم دمكِ النازف وقيدكِ المدمي، ولكن صبراً صبراً، فالتحرير قادم وهاهي الدنيا تتهيأ لكِ ليوم عرسك يوم التحرير، فهو غير بعيد، فأنتِ لازلتِ هم الأمة وإن خانك الخائنون وخذلك المتخاذلون من رؤساء وملوك ولكنك في وجدان الأمة وعقلها وقلبها النابض.

فصبراً أهلنا وشعبنا في القدس, صبراً يا نوابنا الملاحقون والمطاردون فمهما تجبر العدو وتغترص فهو إلى زوال، وأنت باقية ما بقي الشعب الفلسطيني، فقد مر عليك طواغيت كثر ومتجبرون فأين هم وأين أنتِ، ذهبوا وبقيتِ، وسيذهب هؤلاء العنصريون وستبقي هامتك عالية، فجيل النصر يتحفز، وعلى الأبواب ينتظر الفاتح حتى يدخلوك ويعيدوا إليكِ مجدكِ التليد.

فالصبر الصبر ونحن وأنت والأمتين العربية والإسلامية على موعد وجميعنا يهتف بأعلى صوته:

القدس في العيون نفنى ولا تهون ... ونحن جندها للنصر سائرون