خبر تحذير من أصدقاء قلقين- هآرتس

الساعة 09:38 ص|24 فبراير 2011

تحذير من أصدقاء قلقين- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الاتحاد الاوروبي يوجد على مقربة جغرافية من الشرق الاوسط. دوله هي الشركاء التجاريون الاساسيون للاقتصاد الاسرائيلي، والثقافة الاسرائيلية ترضع ايضا من جذور اوروبية. في السنوات الاخيرة تعاني اوروبا من أزمة اقتصادية ومشكلة زعامية ولكن توجد للمواقع السياسية للاتحاد أهمية كبيرة في الساحة الدولية. كممثلين عن الساحة الاكبر من الدول الديمقراطية والمحبة للسلام، فان الاوروبيين يمنحون شرعية للقرارات والخطوات الدبلوماسية. هذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل بحاجة ماسة الى علاقات سياسية طيبة مع الاتحاد واعضائه.

        ولكن رغم المصلحة الحيوية لاسرائيل في علاقات طيبة مع اوروبا، فان حكومة نتنياهو تفضل المماحكة مع الاوروبيين والتجاهل لمواقفهم. اللقاء السنوي لوزراء الخارجية من اسرائيل ومن الاتحاد الاوروبي، والذي عقد في بروكسل اول أمس، انتهى بخلافات رأي عنيدة. وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، وزع على نظرائه وثيقة اعلامية امتدح فيها "التسهيلات" التي انتهجتها اسرائيل في الضفة الغربية وهاجم بحدة السلطة الفلسطينية، التي اتهمت بخرق الاتفاقات، بالتحريض وبتمجيد الارهاب.

        مضيفو ليبرمان تجاهلوا ورقته. أوضحوا له بان رفع مستوى العلاقات بين الاتحاد واسرائيل مجمد بسبب الجمود في المسيرة السلمية، وكرروا الموقف الاوروبي الداعي الى دولة فلسطينية في حدود 67، الرافض بحزم للاستيطان وتغيير الحدود من طرف واحد والذي يرى في القدس العاصمة المستقبلية للدولتين. وشجب الاوروبيون بشدة محاولات المطاردة التي يقوضها ليبرمان ضد معسكر اليسار ومنظمات حقوق الانسان في اسرائيل ودعوا الى تعميق اندماج الاقلية العربية، في خلاف مع الحملة العنصرية لـ "اسرائيل بيتنا".

        على اسرائيل أن تنصت الى الرسالة الاوروبية وان ترى فيها تحذيرا من اصدقاء هامين، قلقين من الاتجاه الذي توجهت اليه حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو وليبرمان: مطاردة خصوم سياسيين من الداخل، قمع الجمهور العربي، وتفضيل الاستيطان على حل وسط نزيه مع الفلسطينيين. اوروبا ليست عدوا، بل شريكا اقتصاديا، سياسيا وثقافيا هاما لاسرائيل. ينبغي الانصات له.