خبر أحد ما قال ديمقراطية؟- يديعوت

الساعة 09:37 ص|24 فبراير 2011

أحد ما قال ديمقراطية؟- يديعوت

بقلم: غي بخور

الكثير من الكلمات الاحتفالية كتبت وقيلت في الشهر الاخير عن "الديمقراطية"، "الثورة الشعبية" وكذا عن سقوط الطغاة في الشرق الاوسط وكان الحديث يدور عن اوروبا الشرقية في 1989. نظرة اكثر واقعية تبحث عن الديمقراطيات الجديدة ولكن ما ستراه هو الفوضى، الموت، الزعماء المتشددين والاسلام السياسي المتطرف الذي ينتظر فقط الصعود والحكم. لا توجد حتى بداية واحدة من الديمقراطية في كل "الثورات" التي تحصل في المحيط.

يتحدثون عن الفيس بوك والتويتر ولكن عمليا هذه قبائل عنيفة، تتنافس بينها على النفط مثلما في ليبيا، طائفة انتقالية مثلما في البحرين، مواطنين معادين يبحثون عن الانفصال مثلما في اليمن، مؤسسات عسكرية تشعر بالاهانة وعنف شديد. الانظمة لا تتنازل بسهولة وتقاتل، مثلما في السودان، في الكويت وبالطبع في ايران. شبكات اجتماعية نعم، ولكن ايضا وحشية وقمع فظيع لحقوق الانسان. الشرق الاوسط القديم بالذات يفغر فاه.

سيكون هناك من يقولوا ان الثورة انتصرت في مصر، ولكن لعل هذه رؤية سطحية للواقع. مبارك اضطر الى التخلي، ولكن النظام العسكري الحاكم في مصر منذ عشرات السنين يواصل الحكم فيها، وفي الجبهة – وليس من خلف الكواليس مثلما في الماضي. لم يضم أي من المعارضين، حتى ولا واحد منهم، حتى الان الى الحكم ومن المشوق ان نعرف متى سيفهم المتظاهرون المصريون بانهم في هذه الاثناء "خدعوهم". صحيح أن الجيش وعد بالانتخابات بعد نحو نصف سنة، ولكن في هذه الاثناء لديه كل الوقت الذي في العالم كي "يرتب" هذه الانتخابات، ناهيك عن انه لم تنشر حتى الان أي مواعيد. اذا كان هناك تغيير في مصر، فانه رفع فظ للرأس، يهزأ بالديمقراطية، من جانب "الاخوان المسلمين". وهم باتوا يشعرون منذ الان كارباب البيت المستقبليين في الدولة.

الرؤيا الاستفزازية للخميني المصري، الداعية يوسف القرضاوي، جاءت لتعطي هذه الثورة وجها وهوية، وهذه هوية اسلامية. كان هو من اطلق قبل نحو اسبوع الدعوة الى تصفية اسرائيل في ميدان التحرير امام مئات الالاف، وربما حتى الملايين، وهكذا عاد الميدان الى الستينيات والسبعينيات. فهو ضد الولايات المتحدة، ضد الشيعة وبالطبع مع نظام اسلامي للشريعة في مصر. هذه ضربة شديدة لكل من اعتقد ان مصر تسير نحو الديمقراطية وتلميح بما سيأتي.

مثلما في ايران 1978 كان هذا متظاهري اليسار العلماني الذين كافحوا لاسقاط الشاه ومع اعادة الخميني، وعندما وصل هذا، ببساطة أزاحهم عن الطريق. هكذا يحصل في تونس ايضا. هذا الاسبوع جرت هناك مظاهرة للعلمانيين، فجأة فهموا ما الذي فعلوه: بأيديهم يهيئون التربة لصعود الاسلام الراديكالي في الدولة. الداعية راشد الغنوشي، الذي سارع الى العودة الى تونس مثل القرضاوي المصري، ينظم الحزب الاسلامي الذي كان محظورا استعدادا لـ "الانتخابات الديمقراطية".

المفهوم الدارج لا يزال هو "أثر الدومينو"، أي: حكام طغاة سيسقطون بضغطة زر، بـ "أحببت" واحد في الفيس بوك، وهوب – ولدت ديمقراطية. وبالفعل، ليس هناك إمعة واحدة في الشرق الاوسط، او أحد يتخلى بسهولة.

الكثيرون ادعوا مؤخرا بان تخويف الانظمة العربية من الاسلام المتطرف هو "فزاعة" ترمي الى ابقائهم في الحكم. يحتمل، ولكن بذات النفس ايضا يحتمل أن يكونوا محقين. لان الاسلام المتطرف هو البديل المنظم الوحيد لانظمة الحكم المطلق، ناهيك عن ان لديه حلا لكل مشكلة. "الشريعة هي الحل".

مثلما في العراق في 2003، مثلما في ايران في 1979 او في السلطة الفلسطينية في 2006، هكذا الشرق الاوسط هذه السنة: أقوال جميلة ونظريات عن التحول الليبرالي والديمقراطية، ولكن عمليا ما يحصل هو فوضى وعنف، موت فظيع وحكم مطلق اسلامي ينتظرنا في نهاية المسيرة.