خبر مرايا عبد الله الشاعر.. كش ملك !!..

الساعة 08:39 ص|24 فبراير 2011

مرايا عبد الله الشاعر.. كش ملك !!..

كنت على يقين من جرم القذافي، لكنني أمام خطابه ليلة "الثلاثاء" وقفت مذهولا وكأني أمام ذئب جريح متعطش للدم والجراح، ولسان حاله يردد:

             "ونحن وحوش لا حدود لجرمنا       لنا الحكم دون العالمين أو الفتك"

اثنان وأربعون عاما والشعب ضحايا نزواته وجنونه وهذيانه السياسي والفكري والاجتماعي.. يصدر لنا مراسيم الجنون باسم الثورة، ويحارب ديننا باسم التقدم، ويبيع أحلامنا في عواصم الدنيا بحثا عن الشهرة والأضواء.. خدع الشعوب بتسمياته الثورية، ونصب فوق رؤوسنا لجانا من الأغبياء ومصاصي الدماء الذين يسترزقون بتفاهاتهم ونفاقهم وولائهم المشبوه..

اثنان وأربعون عاما يتزوج الوطن بالإكراه (وبإبداعاته) المفعمة بالهذيان والغرور.. استفحال "الأنا" والنرجسية وجنون العظمة وجنون البقر.. وها هو ذا يطل علينا إطلالة العبث.. والعزف على الحمية الجاهلية ونفث السموم في النسيج الاجتماعي، وإشعال لفتيل العصبيات واستدعاء لحرب "البسوس".. وقد أراد لليبيا أن تنقسم لقبيلتي عبس وذبيان، ويكون القذافي عنترة هذا الزمان وتكون علبة كرسي الحكم إلى الأبد..

موحشة إطلالته أول أمس وهي تذكرنا بـ"نيرون" وقد أفرغ جنونه في روما حرقاً ودمارا وجنونا، وها هو ذا القذافي يحاول إضافة الجماهير بحقده الدفين واتكائه على سيف العسكر وآلات الدمار وعصابات الإجرام والمرتزقة، وطوابير الباحثين عن المال ولو عبر حصار الشعوب وتدمير المدن والحضارات..

لقد كشفت لنا صحوات الجماهير كم كنا متأخرين وكم كان صبرنا طويلا، لقد أماطت الجماهير اللثام عن وحوش وقتلة وسفاحين أكثر بكثير مما كنا نتصور.. إننا لم نتصورهم يوما أقل من طغاة ومجرمين عاشوا حياتهم وتخرجوا في كلية أكاديمية "موسوليني" الدموية..

فيا "نبي الصحراء" كما يحلو لك أن تُسمى.. يا أيها الأفّاك الأثيم.. كذباً تقول.. وعبثاً تحاول.. ومزورا كل هذا التاريخ الذي تسوقه برهانا على عظمتك.. ها هو الشعب الليبي يرددها شعراً:

أنا تباريح من ذابت لهم مهجٌ                   ومن على شرب كأس الذل قد جبروا

ونحن من بيد الأنذال قد ضربوا                ومن أهينوا ومن ديسوا ومن قُهروا

أكنت تحسب أنّا لن يفيض بنا                     كيل وأنّا كما تلوي سننعصر

وأن نارك تبقى حية أبدا                          ونارنا من رماد لبس يستعر

اليوم أوهامك الكبرى قد انقشعت                  وكأن عيناك زالت عنهما الستر

فانظر حواليك، أبصر كل ما زرعت              كفاك في أمسنا ها أصبح الثمر

قد بت بالخزي حتى الظفر ملتحفاً                 ونحن بالعزة القعساء نعتمر

ها أنت تلبس ثوب الخوف من يدنا                من بعد ما صار عنا الخوف ينحسر

وأنت تذبل في الأوحال مندحرا                   ونحن ملء ربوع النصر مزدهر

وبت تلهث خوف الموت مختبئا                  حتى استحت خجلا من خوفك الخفر

تبيت ليلك فوق الجمر مرتقبا                     متى توافيك في إعصارنا النذر

من هول ما سوف يأتي أنت في هلع             لكن تحار متى أو كيف تندثر

ذق بعض ما كنت تسقى من غدرت بهم          كي ما تري كيف وقع الموت ينتظر

كل الطواغيت صاروا عبرة سلفت               عبر الزمان لمن يصغي ويعتبر

صالوا وجالوا وعاثوا ثم ما لبثوا                 أن زلزلوا عن عروش البغي واندثروا

وذي الشعوب يراق الخسف في زحف            وحيث تعتزم عزم النصر تنتصر

يا صاحب الخرافات، نقول كما قال ثوار مصر على لسان شاعرهم فاروق جويدة بطاغية الكنانة وفرعون النيل:

ارحل كزين العابدين وما نراه ضل منك..

ارحل وحزبك في يديك..

ارحل" فليبيا" بشعبها وربوعها تدعو عليك..

ارحل كأني ما أرى في الوطن واحدا يهفو إليك..

لا تنتظر طفلا يتمياً بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك..

لا تنتظر أما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك..

لا تنتظر صفحاً جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك

إيه يا "ملك الملوك".. اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك

كما أضحكك الدهر فإن الدهر يبكيك