خبر لا يريدون باراك..معاريف

الساعة 11:46 ص|23 فبراير 2011

بقلم: ابراهام تيروش

        نشر في الاسبوع الماضي مع صوت بوق عال استطلاع عن معهد "جيو كرتوغرافيا" يتعلق بنتائج الانتخابات لو أنها أُجريت الآن. وقد سمّاها موجه برنامج "بوليتيكا" في التلفاز، عوديد شاحر، مفاجئة. كانت النتائج الرئيسة: كديما 31، والليكود 26، واسرائيل بيتنا 17، وشاس 11، والعمل 6، وميرتس 6، والاستقلال (برئاسة باراك) – صفر.

        إن تعريف "مفاجئة" كبير شيئا ما على هذه النتائج. فالليكود، في فترة ليست هي الفضلى لحكومته – مع الاحكام الاقتصادية وقضية رئيس هيئة الاركان وغيرها – ينخفض في الحاصل العام بنائب واحد (أوربما تكون هذه هي المفاجأة؟). واسرائيل بيتنا وشاس – وضعهما كما كان في الانتخابات السابقة تقريبا. والعمل ينتقض كما كان متوقعا، وباراك صفر (سياسي)، كما يعلم الجميع. أما ميرتس، وهي المفاجئة الوحيدة، فتضاعف قوتها. ازداد كديما ثلاثة نواب لكن الخلاصة لم تتغير: لانه حتى عندما يكون متفوقا على الليكود بخمسة نواب فانه لا يستطيع اقامة حكومة، أما الليكود فيستطيع.

        حرام انفاق جهد في تحليل استطلاع الرأي هذا والاتجاهات التي يُعبر عنها، اذا عبّر أصلا. ليس في هذا شيء من الحقيقة. وليس ذلك لان كل استطلاع للرأي يعطي صورة عن يوم اجرائه فقط لا غير، بل لان الاستطلاع الحالي، وليس هذا بذنب من مُجريه، لا يعطي حتى هذا. لانه يعوزه عاملان ذوا وزن، من الواضح ان يشاركا في الانتخابات التالية ويؤثرا في نتائجها وفي نسب القوى الحزبية عامة: آريه درعي ويئير لبيد.

        للبيد عدة امكانات: ان ينافس رئيسا لقائمة مستقلة، أو في كديما أو في كل اطار آخر يلائمه. أما درعي فوضعه أكثر تعقيدا. فهو لا يستطيع أن ينافس رئيسا لشاس، لكن انشاء قائمة مستقلة مشكلة بالنسبة اليه، لان هذا تمرد مكشوف على سلطة الحاخام عوفاديا. من المحتمل ان يرأس آخر الامر قائمة تخصه لا تشتمل على حريديين فقط بل على متدينين قوميين وعلمانيين محافظين. على كل حال، إن استطلاعا لا يفحص ايضا عن قوة هذين الاثنين ليس ذا صلة حتى بوقت اجرائه. قال فيما يشبه هذا ذات مرة في واحدة من كلماته اللامعة الدكتور يوسف بورغ الراحل: "إبتعد عن أمر استطلاعات الرأي".

        يحسن مع كل هذا ان نصرف العناية الى معطى واحد في هذا الاستطلاع لانه يبدو مستقرا صلبا في كل ظرف، ولن يتغير حينما يحين الوقت ايضا في الانتخابات دونما صلة بالقوى التي ستشارك فيها، وهو أن حزب الاستقلال له صفر. فيما يتعلق بأداء باراك باعتباره وزير دفاع أحرز في استطلاع الرأي معطيات أفضل شيئا ما لكنها ايضا تعبر عن تدهور جدي لمكانته. إن باراك بسلوكه كرّه نفسه الى الجمهور وفقد الثقة به حتى باعتباره زعيما سياسيا (فقدان الثقة الشامل) وباعتباره قائدا أمنيا ايضا (فقدان جزئي). ينبغي ان نفترض ان قضية تعيين رئيس الاركان هي عامل مركزي في سقوطه. بدأ باراك طريقه نحو البيت. لن يُجن بأن ينافس في رئاسة قائمة "الاستقلال" الصفرية، ويُشك كثيرا في ان يستطيع المنافسة نحو وزارة الدفاع فوق ظهر الليكود، سواء من داخله أو باعتباره مرشحا وحيدا تُثبّت مكانته في قائمة للكنيست، أو بأن يُعين وزير دفاع ليس عضو كنيست بعد الانتخابات القادمة اذا نشأت حكومة ليكود.

        اليكم ما قاله لي أحد كبار مسؤولي الليكود: "باراك أنهى. ليس له أي احتمال في المنافسة في قائمة مستقلة وليس له احتمال في الليكود ايضا. واذا حاول نتنياهو ان يدمجه في القائمة بطريقة ما أو ان يُعينه وزيرا للدفاع، فستحدث انتفاضة ذرية في الليكود. عندنا مرشحون لا يقلون جودة عنه لهذا المنصب. من ذا يحتاج اليه؟ إن إدماجه في الليكود سيضر بنا فقط ويعلم بيبي ايضا هذا. أرى انه مستعد اليوم ايضا لحل هذه العقدة القوية بينه وبين قائده الجليل في دورية هيئة الاركان، لكنه ما زال مُحتاجا اليه للحفاظ على الائتلاف. وعندما يستطيع فسيُفرحه الخلاص منه".      ليس عندنا ما نضيفه.