خبر صدام الحضارات -يديعوت

الساعة 09:15 ص|22 فبراير 2011

صدام الحضارات -يديعوت

حسنا، افتحوا عيونكم

بقلم: يوعز هندل

في الكتاب الشهير لصموئيل هنتنغتون، "صدام الحضارات" يظهر توقع قاتم للعالم ما بعد الحرب الباردة. وخلافا للسلامة السياسية ولرؤيا العظام الجافة، اختار هنتنغتون الاشارة الى المختلف والاشكالي، وبذلك فقد فتح نافذة للبحث في الخطر الذي يكمن في الانعزالية الثقافية. ضمن امور أخرى، في المسافة التي بين الاسلام والغرب.

وحظي هنتنغتون بحمام بارد من الانتقاد من اولئك الذين لم يعترفوا بالفارق كنتيجة للطبيعة الانسانية. اولئك الذين اختاروا تجاهل مئات سنين من الجهل في الدول العربية.

وان شئتم، كان في ذلك مؤشرات على ذات الجدال القديم بين المتشائمين والمتفائلين. في داخل اوروبا وجدت الامور تعبيرها بغض النظر التام عن تيار المهاجرين الذي لا ينقطع.  النهج متعدد الثقافة الشهير، الذي سمح للمهاجر المسلم بان يعيش حياته بحرية تامة، في ظل الافتراض بانه سيهجر ثقافته القديمة ويتبنى اوروبا الليبرالية بحرارة.

ذات النهج، بالمناسبة، الذي أدى الى اوروبا اليوم – مداسة وخائفة من الجبار الاسلامي الذي اختار اعادة الاحتلال المعاكس بدلا من أتون الصهر.

في السياسة الخارجية للغرب ايضا وجد تعبيره نهج المتفائلين – ولا سيما في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط. النزاع الاسرائيلي – العربي بعيد السنين اضطر الى أن يصبح جدالا زهيدا على الارض الاقليمية، في ظل تجاهل جذوره الثقافية، الدينية ولا سيما عمق الكراهية.

على مدى السنين باع الغرب فكرة السلام كجسر بين الثقافات. مصر والاردن كانا دليلا. ولكن السلام لم يصبح جسرا بل مصلحة لحظية. في الوقت الذي صنع فيه الزعماء السلام، واصلت اسرائيل لتكون هدفا لغضب الجماهير.

نهج معارضي "صدام الحضارات" تسلل بقوة أكبر الى السياسة الاسرائيلية. وبدلا من فحص الشرق الاوسط من منظور واسع، اختار زعماؤنا – بعضهم شجعان وذوو نية طيبة – فحص الواقع عبر خطوط الحدود. عبر الانسحاب وتجميد البناء. باختصار، عبر خرم ابرة الكلام لاولئك الذين طلبوا السلام الان.

من المجدي أن نوضح: هذه الكلمات لا تأتي للمناكفة المتجددة مع مؤيدي الانسحابات. لعله توجد أوضاع يتعين فيها اخلاء مستوطنات من أجل توسيع اخرى وخلق خطوط حدود دائمة. لا توجد مجالات مقدسة محظور طرح الاسئلة عليها في سياقات اتخاذ القرارات الاستراتيجية. من جهة اخرى، في اسرائيل تمت الامور انطلاقا من التفكير الذي يحوم فوق الشرق الاوسط الجديد أو فوق الاختراق لتحطيم الحاجز الحضاري.

مفارقة هي انه الان بالذات – عندما ينقلب العالم العربي رأسا على عقب ويتبنى ظاهرا جدور الثقافة الغربية، الديمقراطية، يبدو صدام الحضارات اكثر ملموسية من أي وقت مضى.

التجسيد الافضل لذلك هو خطاب الداعية ابن 84 سنة، الشيخ يوسف القرضاوي، في نهاية الاسبوع الماضي. فبعد سنوات طويلة مكثف فيها في المنفى بسبب مواقفه المتطرفة، عاد القرضاوي (الزعيم الديني للاخوان المسلمين) الى القاهرة، محمولا على جناحي الديمقراطية. وفي ظهور واحد الذي قسمه الاكثر عملية كان التصريحات ضد اسرائيل، نجح في أن يجمع في ميدان الحرية اكثر من مليوني شخص. عدد يفترض أن يثير اهتماما كبيرا لدى رجال اوباما، الذين قدروا بان مؤيدي الاخوان المسلمين نصف مليون نسمة فقط.

القرضاوي، الذي حقق برنامجه الاسبوعي في "الجزيرة" نسبة مشاهدة بمقدار 40 مليون مشاهد (اوسع بكثير من أي أخ كبير)، جسد أين توجد حضارته.

ومصر – المرسى التاريخي للسلام – ليست وحدها. سياقات التطرف تمر ايضا على الاردن وعلى الشارع الفلسطيني. وها هو رغم كل شيء توجد في اسرائيل دعوات بان "هذا هو الوقت لصنع السلام".

أقترح قراءة هنتنغتون والنظر في المرآة.