خبر لغز في القدس- هآرتس

الساعة 09:12 ص|22 فبراير 2011

لغز في القدس- هآرتس

بقلم: نيفا لنير

(المضمون: حكومة مشلولة عاجزة في اسرائيل لا يصدر عنها شيء ايجابي منذ سنتين - المصدر).

إن مكاتب رؤساء الحكومة مشبعة دائما تقريبا بصراعات القوة والدسائس والنزاعات. تميل غرائز مستشاري رئيس الحكومة وذاتيتهم الى الانبساط عند دخولهم الديوان، وبعد سنة أو سنتين في طريقهم الى الخارج – تنكمش لترجع الى أبعادها الماضية.

ديوان بنيامين نتنياهو ليس شاذا في هذا الشأن. فحتى لو لم يكن مستشار مثل عوزي أراد، فان مُثيري الصراعات الكبيرة مثله قد كانوا كثيرا. رأينا (تقريبا) كل شيء. بيد أنه وعلى نحو عام في الطرف الآخر من الرواق، من وراء باب ثقيل، يجلس شخص ما ويدير امور الدولة. اسحق رابين واريئيل شارون واهود اولمرت. أهذا هو الوضع بعد مرور سنتين على حكومة نتنياهو الثانية؟ هل يدير رئيس الحكومة حكومته ويُصرف شؤون الدولة؟.

عشية الانتخابات للكنيست وعد نتنياهو في "مؤتمر هرتسليا" بـ "انقضاء عصر الضعف وبدء عصر القوة". في ذلك المؤتمر في شباط الماضي عرض مشروع "المواقع التراثية". وقد تخلى عن مشاركته هذه السنة. هكذا تبدو ولايته الثانية على التقريب: صوت هتاف عال، أصبح صوتا خافتا ضعيفا. فمن خطبة بار ايلان الى تجميد البناء في المناطق ثم الى شلل سياسي. ومن اصلاح في مديرية اراضي اسرائيل، وفي التخطيط والبناء، الى أسعار شقق خيالية. ومن خفض نسب الضريبة الى ارتفاع حاد لأسعار الخدمات والى خدمات رفاهة ذاوية.

        إن محاولة استخراج انجاز أو أمل أو فرح من سنتي ولاية الحكومة تصحبها الكآبة. تجاوزنا الكارهين – والقصة الغرامية على شاكلة براك اوباما – نتنياهو و"مرمرة". وشهدنا تعوجات سياسية واقتصادية، وحفلات صحفية ليس فيها شيء حقيقي وتصريحات غامضة من رئيس الحكومة للأمة، وحظينا باستماع خطبة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان في الجمعية العامة للامم المتحدة. وعلمنا باقامة 49 لجنة وزارية. وشهدنا تعيين قاض وزيرا للعدل ولم نسمع منه كلمة في شأن مقترحات قانون عنصرية وحاخامين مُحرضين.

        أعلنت وزيرة الثقافة بجائزة الابداع الصهيوني، وأعلن وزير التربية بزيارات الطلاب لمغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي)، والتزم وزير النقل العام أن يمر في القريب قطار في جنين ونابلس. من حسن الحظ ان اسرائيل قُبلت في منظمة الدول الصناعية المتقدمة، ومن المشجع أن نتذكر ان وزيرين لم يتخليا عن النضال ونجحا. يوفال شتاينيتس (في شأن عائدات الغاز) وميخائيل ايتان (في شأن رئيس هيئة الاركان).

        بعد سنتين من اقامة الحكومة لا توجد مبادرة سلام ولا يوجد تفاوض ولا يتحدثون عنهما ايضا. وحتى جملة "لا يوجد يوم لا أفعل فيه شيئا من اجل اطلاق سراح جلعاد" قد اختفت من حياتنا. لا يعلم أحد الى أين تتجه الحكومة وما هو ترتيب اهتماماتها وما هو برنامج عمل نتنياهو السياسي وهل سيقوم باجراء ما لتهدئة الشرق الاوسط. ويعلم الجميع ان هذه المسائل ستصبح من الفضول عندما يُسقط ليبرمان الحكومة في الوقت الذي يُريحه. اجل. من الممكن بعد تهوية مقولة "كنت أنا أضحك لو لم يكن الغبي لي".

        وفي اثناء ذلك، في القدس، يسخر وزراء وخبراء بالسياسة الامريكية في الشرق الاوسط ويسخرون – ويا لأصالة ذلك! – من الفلسطينيين الذين لا يضيعون فرصة لاضاعة الفرص. فماذا عن اسرائيل وسياستها: متى في آخر مرة سُمع رئيس الحكومة أو وزير من وزرائها يقولون شيئا ما في ذلك؟ ومتى سُمع بمبادرة اسرائيلية؟ إن حكومة نتنياهو صامتة مشلولة. لماذا؟ احتج صحفيون في المدة الاخيرة على أن الاعلام اخطأ عمله عندما امتنع عن تناول قضية موشيه قصاب وقضية بوعز هرباز. فماذا الآن؟ اليكم السؤال: ما الذي يجعل نتنياهو أشلّ.