خبر الخيارات الفلسطينية بعد فيتو أوباما ...صلاح الوادية

الساعة 07:41 ص|22 فبراير 2011

الخيارات الفلسطينية بعد فيتو أوباما ...صلاح الوادية

-كاتب ومحلل سياسي

مرة أخرى تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو في وجه الشعب الفلسطيني وفي وجه الدبلوماسية الفلسطينية والعربية, وأقصد بالشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقواه ومكوناته, ليس فقط في وجه محمود عباس أو السلطة الوطنية الفلسطينية, والقضية الفلسطينية هي قضية كل مواطن فلسطيني بغض النظر عن لونه السياسي, فالاستيطان حينما يمتد ويكبر وينمو في الأراضي الفلسطينية لا يميز بين أرض يمتلكها شخص منتمي لفتح أو لحماس أو لا انتماء له, والولايات المتحدة عندما استخدمت حق النقض الفيتو صحيح أنها صفعت السياسة التي تتبعها السلطة الفلسطينية ولكنها في المقابل دافعت عن الوجود الاستيطاني والغطرسة الإسرائيلية وأعتقد أن هذا موجع ومؤلم لكل فلسطيني, كان هذا مجرد استهجان من تصريح لمسئول فلسطيني قال "على أصحاب مشروع التسوية أن يدفعوا الثمن إذا قطعت عنهم أمريكا المساعدات", في حين كنت أنتظر تصريح آخر بعنوان آخر وملامح أخرى يؤيد موقف الأخ أبو مازن الرافض للاملاءات الأمريكية وإصراره على التوجه إلى مجلس الأمن ليُعري الصورة الإسرائيلية أمام العالم وليضع حد لآلة الاستيطان الشرسة.

 

في تصريح لأحد المسئولين الإسرائيليين في إذاعة الجيش يقول "محمود عباس قيادة قديمة تتمسك بمطالب لا تستطيع إسرائيل الحديث عنها أو الاقتراب منها مثل (الحدود, الأمن, اللاجئين, القدس, المياه) ولذلك لن تحزن إسرائيل عليه إن سقط مثلما سقط مبارك وربما تأتي قيادة فلسطينية جديدة يكون التعامل معها أسهل وتكون متفهمة".

 

هكذا تكافئ إسرائيل الشريك الفلسطيني وهكذا تنظر إسرائيل إلى الرئيس محمود عباس على أنه قيادة قديمة غير مستجيب ومطالبه كثيرة وغير مقدور عليها, أبو مازن الذي يعتبر المفاوضات هي السبيل الوحيد للتعامل مع إسرائيل، والذي لا يؤمن باستخدام العنف أصبح أشد الناس خطراً على مصالح إسرائيل وغير ملبي للاحتياجات الإسرائيلية, إذن ما هو شكل القيادة المنشودة التي تتطلع إسرائيل لأن تأتي بعد الرئيس محمود عباس, وماذا ستقدم لتنال الرضا الإسرائيلي، وما هي وسائل مواجهة الاستيطان والتوغل والاجتياح والقتل والسجن وجدار الفصل العنصري والحصار التي ستتبعها هذه القيادة, إذا كان التوجه للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي لن يصدر قرار واحد عنه يضر بالمصالح الإسرائيلية طالما بقيت المصالح الأمريكية-الإسرائيلية قائمة هو عمل غير شريك وفق وجهة النظر الأمريكية وتصرف صادر عن قيادة قديمة وغير راغبة في السلام حسب وجهة النظر الإسرائيلية، إذن ما هو مفهوم الشريك لدى إسرائيل ومن هو الطرف الأصلح ليكون شريكاً, أعتقد لا أحد، لا يوجد طرف فلسطيني مهما كان منهجه سلمي ومهما كان مستعداً لتقديم تنازلات، ومهما تغاضى عن كل ما تقوم به إسرائيل يستطيع أن يرضي النزعة الصهيونية أو أن يكون شريكاً, لذلك وبعد كل ما قدمته السلطة الوطنية من حسن نوايا وانكشاف في المنهج أمام العالم أجمع والمرونة غير المسبوقة التي يتمتع بها الدبلوماسي الفلسطيني أصبحت غير مرغوب بها لدى إسرائيل, فماذا يتبقى بعد لنصدق أن إسرائيل لا ترغب في السلام وأنها تماطل ليبلغ الاستيطان منتهاه وتصنع كل يوم أمر واقع جديد, لماذا لا نقتنع بأن إسرائيل لا تفعل شيئاً سوى التسويف والمباغتة, نعم ربما تقوم السلطة بإحراج إسرائيل أمام المجتمع الدولي ولكن ماذا يصنع هذا الحرج بمن لا يكترث, ربما آن الأوان للانتهاء من التفاوض والبحث عن خيارات بديلة تكون مجدية ويفهمها صانع السياسة الإسرائيلي أكثر من المفاوضات، وهنا أقدم بعض المقترحات للخروج من الأزمة الحالية.

 

·         إن كان لابد من العودة يوماً ما إلى المفاوضات والجلوس أمام المفاوض الإسرائيلي, يجب أن يكون لدى المفاوض الفلسطيني أوراق ضغط يستطيع من خلالها المناورة, لأن المفاوض الإسرائيلي لن يقدم شيئاً مجاناً ولن يتنازل إلا بحضور فلسطيني قوي, لذلك لابد من وجود مقاومة شعبية فاعلة ومستمرة بجانب المفاوضات وذلك كمرحلة أولى.

 

·        الاستمرار في المعركة السياسية الطاحنة التي تخوضها السلطة الفلسطينية وعدم رضوخها للضغط والتهديد الأمريكي, وعدم التراجع عن نية التوجه إلى جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن مراراً وتكراراً, ولتستخدم الولايات المتحدة حق النقض الفيتو مرة تلو المرة حتى تستفز المجتمع الدولي وتظهر معالم العلاقة غير الشرعية بينها وبين إسرائيل وتصاب هي بالحرج حينها ربما تتوقف عن استخدام حق النقد الفيتو لصالح العربدة الإسرائيلية.

 

·        البقاء على الدبلوماسية الفلسطينية فاعلة ونشطة في مخاطبة جميع الدول التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، والتي تميل إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فالعالم الحر يجمع على ضرورة إقامة دولة فلسطينية.

 

·        إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني الإسلامي والخروج إلى العالم بقيادة واحدة وبتمثيل فلسطيني موحد, فإن من أهم أسباب ضعف المفاوض الفلسطيني الانقسام الأسود الذي عاد بالقضية الفلسطينية عقوداً إلى الوراء.

 

·        بعد الانحياز الأمريكي الواضح للسياسة العدوانية الإسرائيلية, يجب على السلطة الفلسطينية عدم التعويل مطلقاً على الدعم الأمريكي أو الرعاية الأمريكية, وفتح آفاق جديدة أمام السياسة الفلسطينية, والبحث عن حلفاء أكثر صدقاً وأقل تطلباً.

 

·        في حال عدم جدوى المقاومة الشعبية, يجب التسليم بالواقع الجديد والعودة فوراً إلى مرحلة الشرف الأولى إلى الكفاح المسلح وإعمال كل أشكال المقاومة في الوطن وخارجه, فإسرائيل لا تفهم إلا لغة واحد هي لغة القوة, ولن تكون جادة في المفاوضات إلا إذا شعرت بالخطر على أمنها.