خبر طوق العزلة يشتد -هآرتس

الساعة 09:42 ص|21 فبراير 2011

طوق العزلة يشتد -هآرتس

بقلم: ألوف بن

(المضمون: في الاسابيع القريبة سيتعين على نتنياهو ان يشق طريقه بين تهديدات ليبرمان في الداخل والضغوط الدولية المحتدمة من الخارج. بعد أن فقد صديقة الاقليمي مبارك، سيكون هذا اصعب مما كان في الماضي  - المصدر).

        قبل نحو سنة ونصف السنة مرت غواصة "دولفين" تابعة لسلاح البحرية في قناة السويس، في طريقها الى مناورة في البحر الاحمر وعودة من هناك. الابحار غير العادي عبر عن تعزيز التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل ومصر وفسر كرسالة تهديد لايران. عبور الغواصة أظهر بان اسرائيل يمكنها أن تنشر بسرعة ذراعها الرادعة على مقربة من الشاطىء الايراني بالمساعدة الهادئة من مصر.

        الان، تشكل قناة السويس مرة اخرى وسيلة لنقل رسالة رادعة، ولكن في الاتجاه المعاكس. مصر سمحت لسفينتين قتاليتين ايرانيتين بالمرور فيها، في طريقها الى موانىء سوريا. اسرائيل انتقدت علنا عبور السفينتين، بدعوى ان هذا استفزاز ولكن المصريين تجاهلوا الضغط وسمحوا للاسطول الايراني بالعبور.

        عبور السفن يمثل الانعطافة التي طرأت في ميزان القوى الاقليمي في اعقاب سقوط حسني مبارك. مصر تؤشر الى أنها لا تزال ملتزمة بالحلف الاستراتيجي مع اسرائيل حيال ايران، مثلما في ايام الرئيس المنحى، بل العكس – هي مستعدة لان تعقد الصفقات مع الايرانيين. بالضبط مثلما فعلت تركيا في السنوات الاخيرة.

        منذ اندلاع الانتفاضة ضد مبارك، برد السلام البارد بين مصر واسرائيل اكثر فأكثر. توريد الغاز الطبيعي الى اسرائيل جمد بسبب عملية تخريبية ولم يستأنف بعد. الداعية السني، الشيخ يوسف القرضاوي، عاد الى القاهرة بعد ربع قرن من المنفى وتحدث أمام جمهور من مليون شخص في ميدان التحرير عن "تحرير الاقصى" و "النصر القريب" على اسرائيل. القرضاوي ايد العمليات الانتحارية ضد الاسرائيليين وقبل سنتين تحدث عن الكارثة بصفتها "عقابا من الله لليهود".

        ظهور الداعية في الميدان أعاد العداء لاسرائيل الى قلب النقاش الجماهيري عن مصر المستقبلية، التي ستقوم على خرائب نظام مبارك. حتى الان ادعينا بان الثورة تعلقت بالشؤون الداخلية وليس بالعلاقات مع امريكا او مع اسرائيل. الاخوان المسلمون حاولوا أن يبثوا في الاونة الاخيرة رسائل مركبة الى الغرب؛ واحد من قادتهم وعد مراسل "واشنطن بوست" دافيد اغنيشيوس بان حزبهم سيحافظ على اتفاق السلام مع اسرائيل. في وسائل الاعلام الغربية ثبتت الصيغة القائلة ان "الاخوان سيفوزون بثلث الاصوات فقط في الانتخابات المرتقبة في مصر، وبالتالي لا داعي للقلق. هذا بعيد عن تهدئة المخاوف من سيطرتهم على الدولة. كل شيء منوط بطريقة الانتخابات: الليكود فاز على الاقل بربع اصوات الناخبين في اسرائيل، ومع ذلك فانه يمسك بزمام السلطة.

        في اسرائيل يتعاظم الخوف من تحول مصر من جديد الى دولة مواجهة، والامر يضيف الى الاحساس بالعزلة والحصار الدولي، الذي توثق فقط في عهد ولاية بنيامين نتنياهو. التصويت في مجلس الامن على مشروع القرار الفلسطيني الذي دعا الى شجب المستوطنات، شدد العزلة أكثر فأكثر. 14 دولة ايدته، واسرائيل اضطرت الى فيتو امريكي كي يسقط القرار. الفلسطينيون خسروا في التصويت، ولكنهم أظهروا أي جانب في النزاع يتمتع بدعم دولي واسع ومن المتعلق فقط باصبع الرئيس براك اوباما.

        معزز بدعم من الكونغرس، نجح نتنياهو في أن ينتزع من اوباما استخدام الفيتو الذي امتنع عنه الرئيس حتى اليوم. وعلل الامريكيون تصويتهم بحجة تطلقها اسرائيل ايضا في أن التدويل لا يمكنه أن يحل محل المفاوضات المباشرة، وفرض القرارات سيؤدي فقط الى تطرف المواقف. لم توضح الادارة اذا كان اوباما سيحاول ان يجبي ثمنا من نتنياهو بالمقابل في شكل خطة اسرائيلية لاقامة دولة فلسطينية في المناطق – او موافقة اسرائيلية على خطة سلام امريكية. اوباما سيدعي بان امريكا ملزمة بان تعزز مصداقيتها في العالم العربي وان على اسرائيل أن تساهم بدورها في تثبيت الانظمة الجديدة وضمان ودها.

نتنياهو وحكومته يتمترسان في هذه الاثناء في مواقف "ولا شبر" و "لا يوجد مع من وعلى ماذا يمكن الحديث"، والتي تلقت فقط تعزيزا من الانعطافة السلبية في العلاقات مع مصر. بعد أن صرف حزب العمل من الائتلاف، الحكومة تكسر يمينا: وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يتخذ صورة الرجل القوي في اسرائيل، الوزير جدعون ساعر تلتقط له الصور مع قادة المستوطنين في الخليل ووزراء الليكود يضغطون على نتنياهو وايهود باراك لاقرار مخططات بناء واسعة في المستوطنات. في الاسابيع القريبة سيتعين على نتنياهو ان يشق طريقه بين تهديدات ليبرمان في الداخل والضغوط الدولية المحتدمة من الخارج. بعد أن فقد صديقة الاقليمي مبارك، سيكون هذا اصعب مما كان في الماضي.