خبر المهن اليدوية على وشك الاختفاء من غزة..فهل من منقذ؟؟

الساعة 08:27 ص|21 فبراير 2011

المهن اليدوية على وشك الاختفاء من غزة..فهل من منقذ؟؟

فلسطين اليوم-دعاء برهوم (تقرير خاص)

حرف يدوية اندثرت من التراث الفلسطيني في ظل العاصفة التكنولوجية الهائلة التي سيطرت على كافة مناحي الحياة اليومية والصناعات المختلفة مما جعل من استمرار العديد من الحرف اليدوية وعلى رأسها النسيج "بالنول" من المستحيلات , ولكن هناك من  حافظ  على التراث بالرغم من المشقة  الهائلة , ولكنها كانت المنقذ الوحيد من الظروف الاقتصادية الصعبة للعديد من الأسر البسيطة .

المنقذ الوحيد

حليمة أبو عمرة "أم تامر"45 عام وهي أم لستة أطفال بدأت حديثها بأن "الحاجة أم الاختراع" فقالت عملت في مهنة غزل النسج منذ 15 عاماً  لتحسين الوضع الاقتصادي فكانت هي المنقذ لعائلتي البسيطة .

وتابعت أننا قدمنا إلى غزة مع قدوم السلطة في عام 1994 دون أن نتمكن من الحصول على أي عمل ، فلجأت إلى غزل النسيج ,والتطريز لتوفير مصدر رزق يساعد علي توفير مستلزمات الحياة ،حيث كانت رحلة البداية مع النسيج منذ أن كنت في المدرسة فتعلمت ذلك من والدتي التي عاصرت النكبة ومازالت تتمسك بتراث أجدادها .

وأوضحت أبو عمره في حديثها لمراسلة "فلسطين اليوم الإخبارية" أن عملية النسج ليس بالعملية السهلة ولكنها تستغرق ما يقارب الشهر لتجهيز الأدوات من خيوط  وأخشاب وصفائح و"النول" حسب وصفها.  

 

آلية العمل

ووصفت"أم تامر" طريقة تجهيزها لجهاز الغزل بالقول بأنها تقوم بتثبيت الصفائح في الأرض ووضع ألواح الأخشاب فوقها ليتم ربط الخيوط بالأخشاب حتى يتم استبدالها بشكل سهل ,ومن ثم تبدأ بعملية النسج ,مشيرةً إلى أنها تعمل على غزل خيوط الصوف قبل استخدامها لكي يصبح أكثر متانة .

التكاليف

وتفيد الأربعينية أن الكيلو الواحد من خيوط الصوف يعادل 35 شيكل في السابق , في حين تفتقر الأسواق المحلية في وقتنا الحالي لمثل هذه الخيوط, معتبرةً ان القطع المنسوجة كانت في السابق تباع بالمتر أما الآن فلا يوجد من يشتري هذه القطع.

وبشيء من الفخر قالت أبو عمره:" قبل حصار غزة كانت جميع مصنوعاتها تصدر إلى الخارج وبأسعار جيدة , ولكنني اضطررت حاليا وبعد توقف التصدير إلى الخارج عبر المعابر لبيع مصنوعاتي" خلال المعارض التي تعنى بالتراث في قطاع غزة,موضحةً أنها تشارك في كافة المعارض التي تقام في عددٍ من الجمعيات والمؤسسات المنتشرة بالقطاع.

 

الأوضاع الاقتصادية

وتظهر "أم تامر" أن الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" على غزة ,بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة  ,فإن مهنة غزل النسج لا تجني تعبها على حد قولها والأمر الذي دفعها لافتتاح بسطة في "سوق  السبت" تعرض فيها ما تنتجه من منسوجات دون أن تجد اهتماماً من الزبائن.

وتابعت لم اترك مكان إلا وعملت فيه لسد احتياجات أسرتي ,فمن تلك الأعمال المختلفة سواء صناعة المنسوجات أو التجارة  تمكنت من توفير ثمن منزل يؤويني وعائلتي لكن الاحتلال الإسرائيلي كان لنا بالمرصاد حيث تم تجريفه عام 2004 والآن نعيش في منزل بالإيجار .

وناشدت أم تامر في ختام  حديثها  المسؤلين بالاهتمام بالتراث الفلسطيني لأنه هو الوحيد الذي بقي يحمل  معالم الهوية الفلسطينية .

ولا تكتفي المرأة الفلسطينية بتطريز الأثواب , بل تزخرف بمهاراتها وذوقها المخدّات والسجادات والشراشف بخيطان الحرير أو الرسم، بإبرة يدوية بعدما تنقل الرسم على القماش, لكي تنقل للعالم أن المرأة الفلسطينية قادرة على الإبداع والتمسك بتراثها العربي الأصيل مهما طال الزمن .