خبر فلسطينيون علقوا بمصر خلال الثورة يروون فصول معاناتهم

الساعة 05:53 م|20 فبراير 2011

فلسطينيون علقوا بمصر خلال الثورة يروون فصول معاناتهم

فلسطين اليوم:أ.ف.ب: تحقيق عادل الزعنون

تروي روضة عكاوي مشاهد من ايام صعبة عاشتها مع ابنتها خلال رحلة العلاج من قطاع غزة الى القاهرة حيث علقت شأنها في ذلك شأن الاف الفلسطينيين الذين علقوا في مصر بسبب اندلاع الثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك.

   وسافرت عكاوي (47 عاما) عبر معبر رفح الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر الى القاهرة في 22 كانون الثاني/يناير كمرافقة لابنتها علا التي اجرت بعد يومين من وصولها عملية جراحية في عينيها في مستشفى بالقاهرة.

   وتقول عكاوي اثر وصولها السبت الى الجانب الفلسطيني في معبر رفح الذي اعادت السلطات المصرية فتحه للعالقين من اجل السماح لهم بالعودة لغزة، انه "مع بدء الثورة في مصر اعتقدنا ان الامر عادي وسيمر سريعا لكن ازدادت المظاهرات ولم نتمكن من استكمال العلاج بسبب صعوبة الوضع على الارض".

   وتضيف وقد بدا عليها الارهاق الشديد ان "عددا من البلطجية هاجموا بناية بجانب شقتنا وقاموا بسرقة اغراض ثمينة من شقة مجاورة بوضح النهار واطلقوا النار، وهربوا عندما لاحقهم الشباب المصريون".

   وتؤكد ابنتها علا الزعنون (30 عاما) انها عاشت مع امها وابنها اياما "في غاية الصعوبة والقسوة".

   وتضيف علا وهي صحفية في مركز الدوحة لحرية الاعلام "سافرت مع امي وابني احمد البالغ 8 اعوام الى القاهرة وبقينا محتجزين هناك لان المعبر تم اغلاقه اضافة الى ان الطريق لغزة كان غير آمن".

   وتشير الى ان حالة الخوف التي عاشوها في شقة بالقاهرة دفعتهم للتفكير بالعودة "حتى لو عن طريق الانفاق" المنتشرة على طول الحدود بين غزة ومصر، "لكن الوصول للحدود كان مستحيلا"، كما قالت، مضيفة بتنهيدة خرجت من اعماق صدرها "الحمد لله اخيرا وصلنا غزة بسلام".

   وتروي علا "عندما اقتحم البلطجية واللصوص البناية بقي ابني احمد يبكي ولم ينم 24 ساعة من شدة الخوف (...) تذكرت ايام الحرب الاسرائيلية كيف تشردنا وكانت ايامنا  سوداء"، ولكنها تضيف بابتسامة "كنت سعيدة جدا ان اشهد اعظم ثورة وفرحة شعب مصر العارمة بالنصر".

   اما محمد البابا ( 42 عاما) مصور وكالة فرانس برس الذي كان في مهمة عمل في القاهرة فعبر عن سعادته لعودته الى عائلته في غزة "رغم انني لم اكن متوقع الرجوع قبل 6 اشهر".

   واضاف انه اعتقل لمدة ست ساعات و"ضربت من عناصر امن خلال عملي بالتقاط صور في ميدان التحرير في الاسبوع الاول للاحتجاجات (...) لقد كنت من بين المصورين الصحافيين الفلسطينيين والمصريين الذين اعتدى عليهم البلطجية عندما هاجموا المتظاهرين في ميدان التحرير بالجمال والاحصنة".

   وابدى البابا ارتياحه لطريقة تعامل عناصر الجيش المصري معه في المعبر، وقال "تعاملوا بشكل راقي".

   وشهد المعبر المصري، المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون ونصف نسمة على العالم الخارجي، ازدحاما بمئات الفلسطينيين العائدين الى غزة حيث انتشرت آليات عسكرية على طول الطريق المؤدي للمعبر وتولى الجيش المصري مسؤولية اجراءات الدخول.

   واعادت مصر فتح المعبر للفلسطينيين العالقين في مصر مساء الجمعة بينما قررت السماح لذوي الحالات الانسانية والطلبة الذين يتابعون دراستهم في مصر بالسفر من القطاع بدءا من الثلاثاء، وفقا لغازي حمد رئيس هيئة المعابر في الحكومة المقالة.

   وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه اعلن السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بركات الفرار مساء الجمعة ان فتح المعبر سيستمر لبضعة ايام لضمان عودة جميع العالقين.

   واكد ان السفارة طلبت فتح المعبر في كلا الاتجاهين لضمان تنقل المواطنين من والى قطاع غزة ولتمكين المرضى للتوجه للعلاج في المستشفيات المصرية والطلبة من الالتحاق بجامعاتهم.

   وضمن التسهيلات المتوقعة، اوضح البيان ان السلطات المصرية قررت السماح لجميع الطلبة حاملي شهادات القيد للعام الدراسي بدخول مصر بعدما كان الامر يقتصر في وقت سابق على حملة الاقامات.

   ويروي عبدالله (34 عاما) وهو من سكان خان يونس وكان يرافق شقيقه المريض بالسرطان انهما كانا يقيما في شقة سكنية صغيرة مستأجرة قرب ميدان التحرير و"شعرت بالخوف في الجمعة الاولى للثورة وشعرنا بخطر الموت عندما انتشر البلطجية وسطوا على بعض الشقق".

   واضاف "تجمعنا ست شباب وجميعنا من غزة في نفس الشقة لحماية انفسنا وقررنا عدم الخروج للشارع الا للطارئ مثل شراء طعام او دواء، خصوصا اننا سمعنا ان عددا من الفلسطينيين تعرض للضرب والسرقة (...) كانت اياما صعبة وسوداء".

   وتقول عكاوي ان "اصعب مهمة بالنسبة لنا كان كيف الحصول على الطعام وشراء الخبز".

   لكن سامر عبد الجواد (29 عاما) اكد انه اطمأن بعد تنحي مبارك. وقال "كنت اخشى ان ابقى بعيدا عن زوجتي واطفالي الاربعة لعدة اشهر (...) الاموال التي معي نفدت واصبحت في حيرة من امري. الوضع لم يستقر مئة بالمئة في مصر وكنت لا ازال اعيش القلق على مصيري".

   واضاف "عانيت من عدم مغادرة الشقة مع ابن عمي في القاهرة، لكن بعد سقوط مبارك اصبح الوضع احسن واكثر امانا وشعرت ان الخوف قد زال وحان وقت الفرح".

   وتابع "سافرت الاربعاء الماضي الى العريش وكانت هناك اليات الجيش على طول الطريق (450 كلم) وانتظرت فتح المعبر والحمد لله على الفور توجهت للمعبر السبت صباحا"، مؤكدا ان آلية ختم الجوازات تغيرت واصبحت اسهل قليلا".

   اما ام سامي (50 عاما) التي كانت في زيارة خاطفة لابنتها المتزوجة حديثا من فلسطيني يقيم في الاسكندرية، فقالت "كانت اكبر مشكلة الحصول على الطعام بسبب الخوف، وتذكرت ايام الحرب، لكن نسيت كل الخوف برجوعي لغزة ولاسرتي".

   واضافت "نحن فرحون لان مصر تغيرت وسمعنا ان المعبر سيبقى مفتوحا بشكل دائم ولن نحتاج لتنسيق بعد اليوم لان مبارك راح".

   وقال غازي حمد رئيس هيئة المعابر في الحكومة الفلسطينية بغزة في تصريح صحافي ان معبر رفح "سيفتح للمغادرين من قطاع غزة اعتبارا من يوم الثلاثاء القادم بمعدل 300 مسافر يوميا".

   وكانت السلطات المصرية اغلقت معبر رفح في 28 كانون الثاني/يناير الماضي مع بدء حركة الاحتجاج الشعبي غير المسبوقة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك.

   ويحتاج الفلسطينيون الذين يرغبون بالسفر الى مصر وعبرها الى الخارج الى الحصول على تنسيق مسبق لدخول مصر، باستثناء الطلبة الذين يدرسون في مصر والمرضى الحاصلين على "تحويلة اذن طبية" من السلطات الفلسطينية