خبر في ظل عدم وجود حكومة- يديعوت

الساعة 09:17 ص|20 فبراير 2011

في ظل عدم وجود حكومة- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

مؤلم قول ذلك، وحشي قول ذلك، ولكن هذه الاجتماعات الجماهيرية لن تعيد جلعاد شليت. فهي ستساعدنا فقط، نحن الاسرائيليين الذين لا نذوي في أسر حماس، بان نشعر بذنب أقل قليلا.

الف حتى الفا شخص امتثلوا امس أمام أفيفا ونوعام شليت على مسافة صرخة من النوافذ المغلقة لمنزل رئيس الوزراء. كان هذا محترما. كان بردا. كان حزينا. واحدا واحدا وقفوا خلف الميكروفون نساء ورجال كبار وشرحوا بالعبرية الطلقة، النقية، المنمقة، لماذا تخون الحكومة مهمتها حين ترفض الاستجاربة لمطالب حماس فتعيد جلعاد الى الديار.

تحدثوا باسم المنطق، باسم الزمالة، باسم التضامن الاجتماعي، باسم الوطنية، باسم إحساس الام. لم يكن فيهم غضب، وبالتأكيد ليس غضبا من النوع الذي رأيناه في الفترة الاخيرة في الدول المجاورة، غضب اناس مستعدين لان يضحوا بحياتهم من أجل الكفاح، غضب يسقط حكومات. الاغاني الحزينة، مقاطع الهتافات الحزينة، كل هذه تعود الى ثقافة يوم الذكرى. فيها جمال. ليس فيها قوة.

كفى، قالت أفيفا شليت. 1.700 يوم في الاسر هي أكثر من كفى. أعتقد ان الحق معها: دولة على مدى فترة طويلة بهذا القدر لم تنجح في اعادة جندي مخطوف، لا في المفاوضات ولا في حملة عسكرية، ملزمة بان تعترف بفشلها وتدفع الثمن اللازم. لا يوجد ثمن آخر.

الى هذا الحساب العسير يجب أن تضاف تغييرات في مصر، التي قلصت أكثر فأكثر قدرة اسرائيل على اخضاع حماس لارادتها. سقوط نظام مبارك عزز حكم حماس في غزة وشدد موقفه. الحكومة المصرية الجديدة ستكون اقل انصاتا لاحتياجات اسرائيل، واكثر انصاتا لتطلعات الاخوان المسلمين. مبارك احتجز عدة قيادات من حماس في السجن. اما الان فانهم يعيشون بامان في غزة.

الجديد في الاجتماع الجماهيري أمس، فضلا عن الخطاب الجارف للكاتب مئير شليف، كان خطاب رئيس المخابرات الاسبق، كرمي جيلون. جيلون اقترح ترك بنيامين نتنياهو لحاله. رئيس وزراء غير قادر على أن يبعث مستشاره القريب الى لندن لن يحسم في صالح الاتفاق الذي يحرر جلعاد شليت، قال. الضغط مارسوه على رئيس الاركان الجديد بني غانتس. الخطأ الاكبر لجابي اشكنازي، قال جيلون كان عدم استخدام كل قوة نفوذه للضغط على الحكومة لاعادة الجندي المخطوف. ما لم يفعله اشكنازي يمكن أن يفعله غانتس. وهو ملزم بان ينصب صورة جلعاد الى جانب مذكراته القتالية في مكتبه. وهو ملزم بان يبدأ كل جلسة لهيئة الاركان بتقرير عن تقدم المفاوضات. وهو ملزم بان يأخذ المسؤولية.

فكرة مشوقة. وهي تدل على الثورة التي يجتازها الاسرائيليون في السنوات الاخيرة. عمليا، منذ انصراف شارون. في نظر الكثيرين، السياسيون – رئيس الوزراء، وزير الدفاع، الحكومة والكنيست – كفوا عن ان يكونوا العنوان. العيون تتطلع الى آخرين: الى قضاة محكمة العدل العليا، الى الموظفين الكبار، الى ضباط الجيش. هذا طريق التفافي على الديمقراطية.

لشدة الاسف يوجد اساس لليأس من الساحة السياسية. خذوا مثلا وزيرة الزراعة الجديدة اوريت نوكيد. نوكيد طلبت الظهور في الاجتماع العام أمس. وقد سمح لها. وهكذا حظينا برؤية وزير في الحكومة يخطب في مظاهرة ضد الحكومة. خطاب انفعالي، من دماء القلب. في الماضي على اقل بكثير من هذا اقيل وزراء، ولكن ليس في حكومة اسرائيل الحالية.

عندما هضم الجمهور حجم السخافة بدأ الناس يهتفون نحو نوكيد: "استقيلي". لم تسمع، حتى لو سمعت ما كانت لتفكير بالطاعة. هي ستواصل الرقص في كل الاعراس، مثل الجميع. في يوم الاسر الالفين ايضا ستأتي في سيارتها الفاخرة لتخطب ضد الحكومة وفي اليوم الـ2.500 ايضا.