خبر بيبي نفسه دائما.. هآرتس

الساعة 10:38 ص|18 فبراير 2011

بيبي نفسه دائما.. هآرتس

بقلم: يوسي سريد

 (المضمون: بيبي نتنياهو لم يتغير في ولايته الثانية عما كان في ولايته الاولى والذنب ذنب مواطني اسرائيل الذين انتخبوه وهم عالمون بهذه الحقيقة - المصدر).

ليس للجمهور القدرة على الحكم على "السياسة العليا"، وليس لنا أداة قياس. تبدو الاعمال والاقوال وتُسمع في احيان قريبة بلا منطق وبلا معنى، لكن من ذا يعلم. ربما يكونون هناك في الأعلى يعلمون. لانه لا يمكن ان يكون العمى عميقا الى هذا الحد والحماقة خبيثة الى هذا الحد.

التصورات تضللنا، ويد الصدفة فقط تلائمها مع الشخصيات كما هي في الواقع. تكفي مجموعة صغيرة من صاغة الرأي العام، الذين يعلنون بأن شيئا ما وعد أو نجاح، وأن ذلك الفاشل يُعد ذخرا، يمكن ان ننام في هدوء معه. يجري على انطباعنا عن فلان وعلان تنقيح تصوري متشدد، ولسنا نذوق الشجرة المحرمة ونتأثر.

إن مهييء صور البلاط – سواء كان صحفيا أم خبيرا بالعلاقات العامة – هو العكس التام لدجاجة الحرية: ففي حين تبيض هي بيضا فاخرا يبيض هو في مقابلتها بيضا عفنا. وهو خاصة الذي نتناوله في وجبة الصباح مع الصحف. لكن الديك الاعمى احيانا يلتقط حبة حقيقة، لكن المستهلك البسيط يجب ان ينظر ما الذي يضعونه في فمه.

من اجل تحسين القدرة على الحكم على الأعلى، يجدر ان ننظر الى الأسفل، الى الامور التي نعرفها من قريب. فالتجربة الشخصية لحياة الساعة تعلم الكثير عن حياة العالم.

على سبيل المثال: إن الشخص يعرف جيبه في الأساس، والاضرار بالجيب مؤلم ايلاما خاصا. إن النشال المهذب لا يضرب بل يدس يده. وفجأة، وبما يُحدث غضبنا الشديد نتبين ان جيبنا قد فرغ. فقد وعدونا بخفض الضرائب، وأملنا تسهيلات فجاءتنا تثقيلات. كل شيء أغلى لا بسبب الغلاء العالمي فقط بل بسبب أحكام محلية.

بعد جميع الكلام – فهم يخفضون ويرفعون الاسعار في الآن نفسه – لا يوجد من يقول بيقين ما هي الخلاصة، هل سيكون مكسبنا كخسارتنا أم العكس. فاحدى اليدين تعطي والاخرى تأخذ، وربما لا حاجة للأخذ لانه لم يُعط شيء. يلغون الزيادة على سعر الوقود، ويرفعون الحد الأدنى للأجور، ويخفضون سعر الماء – ويسمع الشعب حفيف جناحي الغراب النامي الذي يُقتلع ريشه واحدة بعد اخرى.

بعد خيرات خداع بنيامين نتنياهو لم يعد من المعقد جدا ان نتتبع من خلال نغماته وتعوجاته؛ فقد أصبحت هذه سياسته الدنيّة. وليس من المعقد ايضا ان نفهم انه لا يُعيَّن رئيس اركان على هذا النحو، ولا يُعيَّن السفير في الامم المتحدة أو في لندن على هذا النحو. ولا يديرون على هذا النحو مكتبا في القدس والتدبير المنزلي في قيسارية – وهي في الحاصل العام مهمات سهلة جدا تفوق حتى هي قوته؛ فأين يملك قوة كبيرة على ادارة دولة كاملة؟.

يوجد عند نتنياهو الكثير مما يقوله دفاعا عن نفسه: لا توجهوا اللائمة علي، ولا تقولوا انكم لم تعرفوني عندما انتخبتموني كأنني جديد. هكذا أنا، وهذا سلوكي، أصبح لي عادة ثابتة وهي التضليل في كل اسبوع. لست أنا بل أنتم الذين ابتلعتم الطعم.

الديك الاعمى يخطو على قدميه ويجد حبوب مذاقة في كتاب الدفاع هذا: إن ناخبي نتنياهو لم يشتروه مثل قط في كيس. كان يجب عليهم ان يعلموا ان جهاز اتخاذ القرارات لا يتغير في الانتقال عن السياسة الدنيا الى السياسة العليا، عندما يتحولون عن الانشغال بلتر البنزين الى لتر اللحم والدم. إن التقدير هو نفسه دائما، مع نفس رئيس الحكومة، مع بيبي نفسه دائما، الذي ما يزال مركز الليكود هو مركز الثقل في شخصيته.

وهو لن يحرك ساكنا لمنع الحرب التالية الى ان تثبت له استطلاعات الرأي ان مواطني اسرائيل قد أصبحوا يدركون ماذا سيقع لنا جميعا هنا فيها.