خبر المرشد للثورة القادمة.. يديعوت

الساعة 10:38 ص|18 فبراير 2011

المرشد للثورة القادمة.. يديعوت

بقلم: عنات فشباين

(المضمون: المظاهرات التي ضعضعت نظم الحكم في المنطقة كشفت عن عجز الاجهزة الاستخبارية التي ظلت تَعُدّ الدبابات دون ان تفهم ان التطورات الحاسمة تنشأ بحسب كمية تصفح وسائل الاتصال الحديثة - المصدر).

تمت مظاهرة التويتر الاولى في اسرائيل، والاخيرة ايضا في هذه الاثناء، في 11 كانون الاول في القدس، بمشاركة اربعين رجلا وامرأة. لم تكد تخمد النار في الكرمل حتى خرجت الزقزقة الاولى: "نتظاهر على ايلي يشاي، من يريد الانضمام؟". التقى سبعة اشخاص غرباء تقريبا في مقصف "همنزار" في تل ابيب، وفيما تلا من ايام أغرقوا التويتر باعلانات لليوم والساعة، ورتبوا حافلة، وخرجوا مع خروج السبت للتظاهر قبالة بيت الوزير يشاي في حي هار نوف داعين الى ان يتحمل المسؤولية عن اخفاق الحريق ويستقيل.

"لم أعلم هل يأتي ثلاثة اشخاص أم ثلاثون، وأتى اربعون فجأة"، يقول السينمائي دورون سباري، وهو قديم النضالات الاجتماعية والذي أنتج من جملة ما أنتج فيلم "المرشد للثورة". "لم أكد أعرف أي واحد. بدأت أحاديث: من أنت؟ أنا روني 82، أهذا أنت؟ أنا اودينكا 17. كانوا اشخاصا مختلفين لم يلتقوا قط، ولم يربط بينهم شيء سوى التويتر، جاءوا للتظاهر قبالة بيت ايلي يشاي. يبدو ان هذا هو الامر الذي يصح فعله. كان ذلك ساحرا مختلفا عن جميع المظاهرات والاحتجاجات التي شاركت فيها. أضعناه في نصف ساعة لانه دخل البيت لكننا تظاهرنا ودعوناه الى الاستقالة. بعد ذلك جاءت الشرطة وهددت بالاعتقالات. سافرنا الى حائط المبكى، ودسسنا قصاصات ورقية طلبنا فيها من المستوى الأعلى أن يستقيل ايلي يشاي وعُدنا الى بيوتنا. كان ذلك نشاطا مدنيا بما تحمل الكلمة من معنى".

في خلال السنة التي سبقت مظاهرة الاربعين في القدس خرج جماهير حثهم التويتر في مولدافيا وفي ايران للاحتجاج على نظم الحكم القمعية عندهم. وبعد شهر ونصف من ذلك تدفق الملايين على شوارع مصر، منظمين بواسطة صفحات الفيس بوك، وأسقطوا حكم مبارك وهم يوجهون التحية الى مؤسس الشبكة الاجتماعية، مارك سوكربرغ.

حتى لو كان من الممكن التعود على فكرة ان فتى أشقر ليس شديد المقبولية يجلس متضايقا في غرفته في المعهد الدراسي ويجمع في مسيرته عدة مليارات من الدولارات، فان أصعب من ذلك كثيرا ان نقبل تحول هذا الفتى، مع ملياراته، الى تشي جيفارا وسيمون بوليفار الألف الثالث. المشكلة الأصعب التي يثيرها الآن تشي الشاب هي عدم القدرة على توقع خطواته القادمة. كيف يستطيع العالم، كما نعرفه، ان يعرف متى ستثور مرة اخرى هذه الموجة المجنونة من الأنغام أو النقرات أو مجرد اشخاص يتصلون بالشبكة، ثم يهبون بعد ذلك ليُغرقوا الشوارع؟ وأين سيحدث هذا في المرة القادمة؟ أهذه نظم عالم تشوشت أم أن أدوات التنبؤ بها وفهمها قد خرجت عن نطاق الاستعمال؟.

كل مواطن ثائر

حاييم آسا على ثقة بأننا نواجه عالما جديدا عجيبا بما يكفي: هذه نهاية نظم الاستبداد كما عرفناها؛ واجتماع الملايين حول موضوع بحيث لا يستطيع أي جيش أن يواجههم؛ وتغير بنية الثروة في الغرب إثر انتفاضة الجماهير على البنوك والاتحادات الكبيرة؛ ومجال مسطح واسع الأبعاد، كل مواطن فيه ثائر محتمل ولا حاجة الى قادة أو تراتبية. ويقول ان المشكلة الوحيدة هي أن أعيننا عمياء عما يحدث حتى يضربنا مفاجأة.

إن آسا، الذي كان مستشار الامن القومي لاسحق رابين وهو اليوم مستشار استراتيجي لحملات دعائية ومحاضر في معهد الادارة التابع للمركز متعدد المجالات، بدأ يكتب قبل نصف سنة اقتراح بحث في هذا الموضوع لجامعة تل ابيب.

"إن تطور المجال السبرنيتي (الذي يشتمل على الشبكات الاجتماعية، وغوغل ونظم الهواتف المحمولة والاتصال بين كل ذلك) ينشيء عالما سياسيا جديدا"، يكتب في ورقة عمل تنشر هنا لاول مرة. "هذا عالم ستنهار فيه اجهزة نظم الحكم الصارمة، واجهزة قوية في ظاهر الامر لمؤسسات اقتصادية، وستبدأ تغييرات تكتونية في طابع كل زعامة سياسية، وفي نمط حياة المواطنين عامة في دولهم. إن الأحداث التي تواجهنا كالثورة في تونس والثورة في مصر والزلازل المتوقعة في الاردن والسعودية وغيرهما، هي طرف الجبل الجليدي فقط من التغيير الجوهري للحياة في الشبكة.

"سيصعب جدا على اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والغربية وبعامة التعرف على صورة المسار وتقدير ما الذي يوشك ان يحدث وأين. يكمن سبب ذلك في حقيقة ان مسار التغيير هو سياسي – ثقافي في جوهره، يُعبر عنه مسار اجتماعي، ولهذا فهو خفي على موجات رادارات اجهزة الاستخبارات العسكرية".

وقف البروفيسور دافيد بسيغ من جامعة بار ايلان في مطلع كانون الثاني في محاضرة ازاء رئيس "أمان" وضباط الاستخبارات الكبار، كانوا نحوا من مئتي شخص، وأوضح كيف يفحصون اليوم في العالم، في مجاله، عن مسارات تفضي الى انهيار أمم. قال انه بحسب جميع التنبؤات فان مصر هي الاولى في الدور الآن. لم يساعد هذا التنبؤ الصريح ايضا الضباط على ان يكونوا أقل دهشة بعد ذلك بثلاثة اسابيع عندما وقع الأمر.

"لم يوجد جهاز استخبارات واحد في التاريخ لاحظ واقعة تاريخية"، يقول بسيغ، "انها تفشل مرة بعد اخرى لانها لا تفهم انه يوجد منطق في التاريخ، وفي تطور الجنس البشري، والمجتمعات والدول. يقول الفرض الأساسي لاجهزة الاستخبارات إن جمع كميات غير عادية من المعلومات في المكان الذي تستطيعه يُمكّنك من فهم توجهات أو فهم ما يحدث على الأقل. وأنا أزعم العكس: فكلما وجد عندك مقدار أكبر من المعلومات، فقدت الثقة بك والقدرة على فهم ما يحدث واشتقاق التوجهات من ذلك. أنت لا ترى الغابة لكثرة الاشجار. وتغرق في كمية ضخمة من التفصيلات. فقدت هذه الاجهزة القدرة على الفحص عن الواقع.

"في رأيي، يجب على اجهزة الاستخبارات ان تعرف على نحو أفضل أدبيات أكثر جِدّة تتناول منطق الاجهزة. ليست هذه امورا كلاسيكية. أعلم أن هذا لا يحدث. هؤلاء الاشخاص لم يستعدوا لانهيار الدول، ولم يستعدوا للحروب القادمة. مما أعلمه، ومن المحقق أنني لا أعلم كل شيء، ما يزالون أسرى التصورات العامة القديمة. انهم مُحتاجون الى ان ينتعشوا بواسطة مجالات فكر جديدة تتطور في العالم مثل طريقة الاجهزة وبحث المستقبل".

يأتي تعزيز هذا الكلام من واحد من أكثر الاشخاص قدرا في الجماعة الاستخبارية الاسرائيلية ألا وهو اللواء (احتياط) اهارون زئيفي فركش الذي كان رئيس "أمان" في الماضي. ترأس فركش قبل سنتين فريقا أعد من اجل معهد ابحاث الأمن القومي مذكرة مفصلة عن مواجهة الاستخبارات للعقد القادم (كتبها: الدكتور شموئيل إيفن والدكتور عاموس غرانيت). وقد بقيت هذه الوثيقة المتقدمة ايضا في مجالات الاستخبارات العسكرية الكلاسيكية: فهي لا تتناول السبل التي يمكن بها التنبؤ بالمزاج العام بين مجموعات في الضواحي أو تحليل مسارات في المستقبل، وعندما عُرضت على مجموعة من كبار رجال الاستخبارات في الماضي، تم استقبالها بتشكك يتصل باستعداد الجهاز لقبول التغييرات المقترحة فيها و"إحداث تحول حقيقي في الوضع القائم".

"يوجد هنا تحدٍ كبير ينبع من اشياء سحرية وقعت"، يقول زئيفي فركش. "بحثنا عن كيفية مضاءلة احتمال الاخفاقات الاستخبارية. إن سقوط الكتلة السوفييتية ليس شيئا يمكن المرور به بصمت، فأين كانت اجهزة الاستخبارات؟ وأين كانت في مواجهة نشوء الاسلام المتطرف بفصيلتيه؟ وكيف يفاجئنا العالم الذي يتغير طوال الوقت؟ يجب على الاستخبارات اليوم ان تفهم الثقافات واللغات. لا يكفي النظر في جيوش الدول الاخرى وعد الدبابات والطائرات. يجب ان تُسأل اسئلة مثل كم دولار يعيش عليها الفرد في غزة وفي مصر وما هي نسبة المنضمين الى سوق العمل، آنذاك ستتبين انه ينضم مليون شخص كل سنة في مصر، وليس لهم عمل بحيث ان الامور ستتفجر ذات يوم. ليس من المؤكد ان تعلم متى، لكنك توجه نظرك وأذنيك لامور ليست عسكرية تقليدية.

"كذلك تغيرت طبيعة الحرب. فالى الوقت الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي كانت ثم حروب متناسبة، مع دبابات كثيرة وطائرات وسفن. لم تختف هذه البنية تماما لكن نشأت الى جانبها مجالات اخرى. التحدي اليوم هو الوصول الى تلك المستويات والأنسجة الحية التي تؤثر في استقرار نظام الحكم في كل دولة".

- هل يمكن بهذا التنبؤ بالثورة التالية؟

"لا يمكن ان نعلم تكتيكيا انها ستقع بالضبط بعد اسبوع. لكن يمكن ان نعلم استراتيجيا ان العناصر تفضي الى انفجار. أنا مضطر الى أن أقول إن ما وقع في مصر لم يفاجئني. تحدثنا عن هذا في مطلع العقد السابق. كانت آنذاك فرق من الامم المتحدة بحثت في دول المنطقة عن التربية وحقوق النساء والظروف الاجتماعية ومتغيرات اخرى كثيرة، وقد رأت آنذاك تطورات في ايران وفي مصر. رأينا انه يوجد في الشرق الاوسط ثلاثة ملايين عاطل جديد كل سنة، وانه يوجد في العالم العربي 35 مليون امرأة لا يعرفن القراءة والكتابة، وأن الاولاد يدرسون في المعدل خمس سنين أو ست فقط. وصدر عنا تقدير استخباري قال إن الامر سينفجر ذات يوم. لم نعرف ان نقول متى بالضبط، لكن هذا هو حيّنا ويجب ان نكون مستعدين. ليس هذا عملا استخباريا تقليديا. إن من ينظر في المسارات لا يجب ان يكون نبيّا كي يقول إن ذلك سينفجر".

يوجد اليوم غير قليل من الأدوات التي تُمكّن من ملاحظة هذه المسارات، وأكثرها أو كلها موجود في الشبكة. إن غال مور مثلا صاحب موقع "ثقوب في الشبكة"، ينشر في الاشهر الاخيرة قائمة "ذوات التأثير" – وهي صفحات الفيس بوك العشرون النشيطة في اسرائيل. بمساعدة برنامج سباي في نت لتعرّف وتحليل المضمون في الشبكة، لا يُفحص فقط عن كمية المعجبين والمتصفحين بل عن درجة فاعلية الموقع.

"يمكن اليوم استعمال أدوات تسويق المنتوج لتعرّف اتجاهات في المضمون"، يُبين. "يمكن ان نرى ما الذي يتحدثون عنه وأي كلمات مفتاحية ذات صلة تظهر. اذا ظهرت كلمات مثل "الحرية" و"التحرير" أو كلمات تُعبر عن غضب فربما يشهد هذا على مسار اجتماعي".

بدأوا في الجيش الاسرائيلي يعرفون أهمية هذه الأدوات. وبرغم أن الاتصال البشري ليس هو الجانب الأقوى لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، وبرغم أن الموضوع الاجتماعي التكنولوجي كله ليس في مقدمة اهتماماتها، فقد أعلن الجيش الاسرائيلي في الاسبوع الماضي انه يوشك ان يفتتح دورة تعليمية عملياتية عن وسائل الاتصال الاجتماعية. يبدو ان هذا سيحدث بعد سنة فقط، لكن مع شيء من التحليق ربما يتجول هنا أرباب الفيس بوك مع ضباط الشبكة. هل يستطيعون التنبؤ بأحداث مثل الانتفاضة في مصر؟.

يقول غال مور: "ليس مؤكدا. ربما يخلطون بين معطيات من الشبكة ومعطيات من العالم المادي. لست على ثقة بأن هذا ممكن من خلال الفيس بوك وحده. يمكن في الفيس بوك ان نتعرف فقط عدم رضى يزداد عن الادارة. أنا مؤمن بأنهم اذا تابعوا ما يقوله الايرانيون والصينيون الآن فسيتبينون هناك تباشير مقاومة واحتجاج، لكنني لا أعتقد انه يمكن ان يُستنتج من ذلك انه يتوقع هناك انتفاضة في القريب".

وفي هذه الاثناء، في تل ابيب

إن سؤال من ستكون المنهارة التالية يشغل الجميع. إن آسا على ثقة بأن المعايير هي معضلة الديكتاتورية (فكلما كانت أشد سيكون السقوط أسرع) وقرب تناول العالم السبرنيتي، بمعنى الانكشاف للقيم الديمقراطية والمعلومات وبمعنى امكان الانتظام.

هذه العوامل، كما يكتب، "فيها ما ينشيء القوة لتحويل الغضب المكظوم عند عشرات الملايين تلك الى تغييرات نظام حكم جوهرية، من نظام استبدادي ذي حزب واحد أو نظام القلة الحاكمة الى الديمقراطية. إن ثورة وسائل الاتصال تُمكّن الجماهير من تعويق الجيوش والشرطة وكل قوة في واقع الامر تحاول قمع نشاطهم. إن اتصال الملايين يحول هذه القوة الى قوة حركية، لا يستطيع أي جيش أو شرطة في العالم ان يواجهها".

"أعتقد انهم يبالغون في أهمية هذه الأداة"، يزعم بسيغ في مقابلته. "وجدت دائما أداة مرت الاشياء من خلالها. نحن الآن في فترة تصنع فيها التكنولوجيا ذلك لكن لم يحدث كل هذا بسببها. فالتكنولوجيا هي في الحاصل العام قناة. ولو لم توجد لوجد شيء آخر. وقعت في التاريخ ثورات ايضا عندما لم يكن الانترنت موجودا. في مقابلة ذلك، كل شيء في اسرائيل مفتوح وليس فيها ثورات برغم وجود مشكلات كثيرة. والسبب انه ما يزال يوجد ثقة في اسرائيل بالجهاز. كي تقع ثورة يجب التوصل الى وضع فقدان شامل للثقة، بحيث لا تثق بالاقتصاد وبنظام الحكم وبجهاز القضاء. وهذه مسارات يمكن توقعها مسبقا.

"في الصين مثلا، توجد مشكلات كثيرة. فالدولة كلها مبنية على نحو غير صحيح. ومن جملة ما يوجد هناك مشكلة سكانية هي أن البنين أكثر من البنات بعشرين في المائة. لا يعلم أحد ماذا سيكون الباعث الى الثورة وأين سيبدأ؛ ولا أحد يعلم أيبدأ ذلك مع شخص ما يحرق نفسه أو مع شخص ما يقتل زعيما، لكن من المحتمل ان نفترض ان يقع شيئا ما هناك وان يكون الانهيار سريعا جدا".

يقول إن وضع سوريا مشابه لوضع مصر تقريبا، وأن احتمالات الانهيار بحسب ذلك. وبعد ان ينهي الشرق الاوسط ثوراته، سيحين دور دول في شرق اوروبا كروسيا التي يبعد وضعها عن ان يكون لامعا. "يريد الناس نظاما وهم مستعدون لدفع ثمن من اجل النظام"، يقول بسيغ. "ثمن ما غير شامل. عندما يختل التوازن بين الثمن وبين النظام، تقع ثورة وتتم بمساعدة الأدوات العتيدة في ذلك الوقت".

تنبؤ آسا مشابه كثيرا. "لن تترك الجماهير في مصر الميدان في القاهرة حتى تنشأ هناك بنية تحتية ديمقراطية. كل محاولة للسيطرة من الجيش أو من الاخوان المسلمين ستخفق في مواجهة هذه الكتلة. في الجزائر والمغرب وسوريا وايران واليمن والسعودية سينقلب نظام الحكم في السنة القريبة. وسينهار نظام الحكم في روسيا في غضون بضع سنين. ويحتمل تغيير تكتوني في الصين في خلال عشر سنين منذ هذا اليوم". وعند آسا ايضا مفاجأة. "اذا لم تنشأ دولة فلسطينية"، يقول، "سيواجه النظام في اسرائيل ضغطا شديدا جدا من الوسط العربي مع الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة".

"حاولت أن أفهم لماذا لا يمكن ان يقع هذا حقا في اسرائيل"، يقول دورون سباري في حزن طفيف، "وليس عندي جواب حسن. لم ينجح أي نضال شارع هنا. وفيما يتعلق بجلعاد شليط، وهو شأن عليه اجماع واسع، خرج الى الشوارع 100 ألف شخص ولم يحدث شيء. لا يهم هذا أحدا. الجمهور يائس في الحقيقة لكن يبدو ان اموره غير سيئة بما يكفي".