خبر فتح وحماس عليكم أن ترونا ..الدور المطلوب من الجهاد الإسلامي ..صلاح الوادية

الساعة 12:53 م|17 فبراير 2011

    فتح وحماس عليكم أن ترونا  ..الدور المطلوب من الجهاد الإسلامي ..صلاح الوادية

سمعنا كثيراً من الحكومتان اللواتي يحكمن شقي الوطن عن الحريات التي ينعم بها المواطن, وبأن كل فرد يتمتع بالمواطنة بالشكل الكامل, ويمارس الديمقراطية بسلاسة وبمتعة منقطعة النظير، كم يسعدني ويسعد الجميع هذا الحديث ففيه مداعبة محببة وتيه في اللامعقول, ولكنه يبقى خيال, فإذا تناولنا مفهوم الحرية لدى هؤلاء نجده عبارة عن مصادرة لكل الحقوق وإملاء العشرات الإضافية من الواجبات على المواطن وهنا أنا أخطأت فكيف يسمى الفرد بالمواطن وهو لا يمارس أدنى أساسيات المواطنة, إذن هو الفرد, وحرية الفرد وفق مفاهيم من يحكمنا مزيداً من القمع والصمت والخنوع، وعدم انتشار الفوضى خشية على الحكومة الإسلامية في غزة فهي نموذج إسلامي وليد، وعدم تفشي الفوضى خشية على الحكومة الديمقراطية في الضفة فهي النموذج الأول للديمقراطية في المنطقة, والفوضى لديهم ترادف ممارسة الحرية، فالمظاهرات والاعتصام ومطالبة الفرد بحقوقه البسيطة جداً (الحق في العمل, الحق في السكن, الحق في التعبير عن الرأي) هي إرهاب ممنهج وتدخل سافر من الخارج, وطبعاً يعودوا بنا لنظرية المؤامرة الساكنة فينا, يا سادة يا حكامنا يؤسفني أن أصارحكم بأنكم تفهمون الحرية بطريقة خاطئة ومعكوسة.

 

منذ أيام وعقب صحوة المواطن العربي في تونس ومصر وتبعها معظم البلدان العربية, خرج علينا السيد الرئيس أبو مازن بخبر جميل أثلج صدورنا وكم انتظرناه وهو الانتخابات وحدد لها سقفاً زمنياً لإتمامها، طبعاً لا يعنيني هنا مناقشة سبب هذه الدعوة وحسن أو سوء النوايا خلفها، لأن ما يهمني هو عودة الأمر إلى المواطن ليقرر من يحكمه، ولكن سرعان ما تبددت هذه الفرحة حين خرج قادة حماس ليعلنوا عدم موافقتهم على إجراء انتخابات وبأن خلفها نوايا سيئة، بل وأكثر من ذلك فاجئنا أئمة المساجد في غزة ليعلنوا أن هذه الثورات في البلدان العربية هي صحوة إسلامية ومن يحرك الشارع العربي هي دول الممانعة، وأن غزة كانت السباقة في هذه الثورة عندما سيطرت حماس على قطاع غزة 2007 وانتقال السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وأضافوا الأئمة على ذلك تهديداً صريحاً لمن سيخرج إلى الشارع للمطالبة بإنهاء الانقسام، وأسموا هؤلاء " المتشدقين بإنهاء الانقسام "، وبهذا تكون اكتملت الصورة وهي مرحلة جديدة من تكريس الانقسام وفصل جديد من الفرقة وإعلاء المصلحة الحزبية على المصلحة العامة، إن الثوار في تونس ومصر لم تقسم الوطن بل أسقطت حكاماً مستبدين وأبقوا الوطن كل متكامل، فإذا اعتبرتم تلك الثورات صحوات إسلامية فسيروا على خطاها ووحدوا الوطن، فعدوكم واحد وإن اختلفتم في نهج التعامل معه، يقول تعالى " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "   الأنفال - 46.

 

ربما تكرس الانتخابات الواقع الحالي بشكل أوسع، وتضيف إلى عمره المزيد من الوقت وتدخله مراحل جديدة، أما الحل فيكون في إنهاء الانقسام عبر حوار جاد وصادق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب والوطن فوق الجميع، ولتتركوا التلكؤ والهزل الإعلامي، فإن كان السلاح والقوة والسجن والبطش والقتل هم أسباب استقرار حكمكم هنا وهناك فعليكم أن تقلقوا لأن ذلك استقرار زائف وزائل وأنتم أدرى من غيركم بشعبكم إذا ثار.

 

أما الضامن لهذا الحوار فلا يجب أن يكون الطرف المصري أو القطري أو السوري مع احترامي لكل الجهد الذي بذل مسبقاً من قبل الأشقاء العرب، بل يجب أن يكون راعي الحوار طرف فلسطيني قوي وجرئ ومحايد، لكي لا يتهم بالتحيز لأحد أطراف الحوار مثلما اتهمت من قبل مصر وقطر وسورية، وهنا أقصد بصراحة حركة الجهاد الإسلامي الحزب الأكبر في الشارع الفلسطيني بعد فتح وحماس، وصاحب التاريخ والبطولات والذي لم يدخل ويرفض أن يدخل معترك السياسة لاعتبارات دينية, وليبقى نقياً عليه أن يترك الدور السلبي غير اللائق به وبمكانته وبتاريخه، وكثيراً ما أتُهم بالصمت والحياد السلبي وأحياناً بالتحيز والتبعية, على الجهاد الإسلامي وليكن معه الفصائل الفلسطينية المحايدة لا التابعة أن يدعو إلى الحوار فوراً إعمالاً بقوله تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" آل عمران - 103, وليرعى هذا الحوار بكل حيادية ووطنية، وفي حال تم إفشال الحوار من قبل فتح أو حماس على الجهاد الإسلامي ومن معه من الفصائل الموفِقة والكارهة للانقسام أن يخرجوا للناس وبشكل واضح وعلني ويعلنوا عن الطرف المعطل للحوار الذي يتلكأ والذي لا يرغب في إنهاء الانقسام، يقول تعالى " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " الحجرات - 9، عليكم العودة إلى جرأتكم التي عهدناها والانحياز إلى الشعب، وليترك فيما بعد الحكم إلى الناس فيوماً ما سوف يقول الشعب كلمته آجلاً أم عاجلاً، وسوف يحاسب الطرف المعطل والمكرس للانقسام.

 

على حماس وفتح أن يعلموا بأن هناك شعب أبيّ مناضل لم يكسره الاحتلال طوال عقود ولم يثنيه عن حقه الخوف والبطش، وإن وجدوا فحتماً سيتبدلون إلى سخط وغضب، كما أن ضمن هذا الشعب هناك فصائل مقاومة لها تاريخ يوازي ويقابل تاريخكم، لستم وحدكم في الوطن حتى أبنائكم لا يريدون الانقسام، نحن لسنا مجهريون عليكم أن ترونا.