خبر الهجرة من غزة إلى أوروبا.. حلم باهظ الثمن

الساعة 09:13 م|14 فبراير 2011

الهجرة من غزة إلى أوروبا.. حلم باهظ الثمن

فلسطين اليوم – خاص

أصبح الشاب الفلسطيني، و الغزي على وجه الخصوص، يفقد الأمل في المستقبل شيئا فشيئا في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام مستمر بين الأشقاء و حصار يضربه الاحتلال منذ اربعة أعوام، أدى لتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير، حيث إغلاق المعابر الحدودية وعدم السماح لأي مواطن مهما كان وضعه للخروج من القطاع، ما شكل إحباطا لدى نسبة كبيرة من الشباب، لاسيما المتعلمين و حملة الشهادات العليا، وذوي الخبرات ممن لم يتسنى لهم الحصول على عمل يسيرون من خلاله أمور حياتهم المعيشية كباقي الشباب في البلدان الأخرى.

و يضطر مئات الشبان الفلسطينيين الراغبين بالهجرة من غزة للمغامرة بدفع مبالغ كبيرة لوكلاء سفر يعدونهم بتأشيرات لبلدان أجنبية قد لا يحصلون عليها أو تنتهي صلاحيتها قبل أن يتمكنوا من السفر بسبب الحصار المفروض على القطاع.

المواطن أبو أنس، 36 عاماً من مخيم النصيرات واحد ممن حالفهم الحظ بالحصول على تأشيرة سفر إلى ألمانيا بعد عناء و لكنه سيفقدها إذا ما استمر إغلاق معبر رفح البري، المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى الخارج، و الذي تم إغلاقه مع بداية الثورة المصرية التي انتهت بسقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

و يقول أبو أنس لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية:"بعت قطعة ارض أملكها لكي أدفع لمكاتب السفر ثمن المعاملات التي قمت بعملها قبل الحصول على التأشيرة التي كلفتني 2000 دولار، و التي تنتهي صلاحيتها نهاية هذا الشهر و سأفقد هذه الفرصة اذا ما استمر إغلاق معبر رفح".

و يبرر أبو أنس رغبته بالهجرة بالقول:" الحياة في غزة مليئة بالعقبات والدمار و الحصار يزيد من معاناتنا أنا و أسرتي، حتى حينما قررنا أن نهاجر لم تتوقف العقبات،الحياة معدومة في غزة فلو مرض ابني لن أتمكن من علاجه هنا".

ويوفر وكلاء السفر في غزة تأشيرات مؤقتة وهي التي يستخدمها الشبان الراغبون في الهجرة في حالات كثيرة لدخول البلد الذي أصدرها والبقاء فيه بشكل غير شرعي أو الانتقال منه إلى دول مجاورة.

أبو جهاد، البالغ من العمر 54 عاماً، من مدينة غزة كان أقل حظاً من أبو أنس،حيث يقول: رغم أني لست صغيراً في العمر، إلا أن ظروف الحياة في غزة دفعتني للتفكير بالهجرة إلى أي دولة أوروبية علي أجد ما اسمع عنه من رفاهية و راحة بال هناك، واعتقدت أن بإمكاني أن احصل على تأشيرة للسفر ثم الحصول على جنسية أوروبية استطيع من خلالها سحب أبنائي هناك"

ويتابع بالقول:" استمعت لكثيرين تحدثوا عن الحياة الراقية و مستوى المعيشة الذي قيل أن الدول الأوروبية توفره للمهاجرين إليها، فسارعت لعمل جواز سفر وتوجهت إلى احد مكاتب السياحة و السفر،حيث طلبوا مني مبلغ 4000 دولار مقابل الحصول على تأشيرة إلى احد دول أوروبا"

و أضاف: "دفعت قسطاً من المبلغ المطلوب و طلب مني الانتظار لفترة أسبوعين على الأكثر حتى يأتي الرد، إلا أنه  مضى الآن اكثر من شهرين دون أن أتلقى أي رد، مما دفعني لمراجعة قراري بالهجرة نهائياً"

ويستغل بعض السماسرة رغبة الشبان في الهجرة للتحايل عليهم، فقد قال احد المواطنين و الذي فضل عدم  الكشف عن اسمه، انه حصل على تأشيرة سفر إلى الصين قيل له بأنها ستمكنه من التوجه إلى أي دولة أخرى بعد دخول الصين، و لكن وقع ما لم يتوقعه حين وصل إلى هناك و قبض عليه لان الفيزا التي يحملها مزورة.

و هكذا تبقى رحلة البحث عن ظروف معيشية أفضل محفوفة بالمخاطر التي قد تكلف الشاب حياته او لربما تحويشة عمره حتى يحالفه الحظ في الحصول على تأشيرة رسمية للهجرة اي اي بلد اوروبي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان في قطاع غزة، لا سيما الشباب المتعلمين منهم و الحاصلين على درجات علمية لم تمكنهم في الحصول على فرصة عمل يعيشون من خلالها حياة كريمة