خبر شروط إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وغزة

الساعة 10:36 ص|14 فبراير 2011

 

شروط إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وغزة

فلسطين اليوم- غزة

أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان اليوم الاثنين، أن المعطيات على الأرض تؤكد استحالة إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الظرف الراهن وبدون توافق.

وشدد، على أن ضمان إجراءها وفقاً لمعايير النزاهة والحرية يبدو مستحيلاً في ظل استمرار الانقسام وانعكاساته التي تقوض من المعايير الضرورية لضمان حرية ونزاهة الانتخابات، مبيناً أن الانقسام القائم في النظام القضائي في الأراضي الفلسطينية يبرز كأحد عوامل تقويض حرية ونزاهة الانتخابات.

وناشد مركز الميزان في بيان صحفي وصل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" نسخة عنه، القوى السياسية الفلسطينية كافة، وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس وفصائل اليسار، بالعمل بأقصى سرعة لإنهاء حالة الانقسام السياسي، أو على الأقل الوصول إلى توافق على إجراء انتخابات نزيهة وحرة، كخطوة للأمام - باتت ضرورة الآن أكثر من أي وقت مضى -باتجاه وقف انتهاكات حقوق الإنسان وكبح التعدي على الحريات العامة، وإنجاز المصالحة الوطنية.

وشدد المركز، أن إجراء انتخابات لا تتوافر فيها الضمانات التي أتت هذه الورقة على ذكرها يحول الانتخابات إلى غاية في حد ذاتها، ويخرجها عن كونها أداة أو وسيلة للوصول إلى نظام سياسي صحي يؤمن السلم المجتمعي كما ينتقص من كونها حقاً أصيلاً من حقوق المواطن. ودعا، إلى عدم إجراء الانتخابات المحلية بدون التوافق الوطني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو الجميع إلى البحث عن السبل الكفيلة بتحقيق التوافق الوطني حول إجراء الانتخابات.

وأكد المركز، أن الانتخابات الحرة والديمقراطية والدورية تمثل استحقاق دستوري والمشاركة فيها هي حق من حقوق المواطن كفله القانون الأساسي الفلسطيني كما هي حق أصيل من حقوق الإنسان، وأداة بيد المواطن لمحاسبة الحكومات والأحزاب.

وأضاف المركز، أن الدعوة للانتخابات تنسجم مع القانون الفلسطيني والتطلعات نحو الديمقراطية من الناحية الشكلية؛ إلا أنها، وبقدر ما هي ضرورة وطنية، تكون ذات قيمة وقدرة على إحداث التغيير إذا ما أجريت على أساس من التوافق الوطني، ما قد يشكل مدخلاً لحل المشكلات السياسية ووضع حد للانقسام وتوحيد النظام السياسي.

وبين "الميزان"، أهمية التفريق بين توحيد النظام السياسي وبين التوافق الوطني، وذلك كون الأخير يمكن التوصل إليه، حتى في ظل الانقسام السياسي، وهناك كثير من الشواهد والأمثلة على التوصل لتوافقات وطنية في قطاعات خدمية كالتعليم، والكهرباء، والصحة، والشباب، والرياضة والشئون المدنية وغيرها. ويشير المركز في هذا السياق إلى أن جامعات قطاع غزة قد تكون مقبلة على انتخابات طلابية حرة بناءً على توافق وطني من شأنه أن يخلق ضمانات للمتنافسين، حتى في ظل استمرار الانقسام السياسي، وهي تجربة جديرة بالتأييد وبالدراسة، ويمكن لنجاحها أن يقدم مثالاً يحتذى يمكن البناء عليه وتعميمه. ومن ناحية أخرى، يمكن لهذه التجربة أن تشكل رافعةً لإنهاء الانقسام السياسي المضر والخطير القائم حالياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن تكون الانتخابات الحرة والنزيهة والديمقراطية إحدى روافعها الأساسية.

وقد أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان ورقة موقف توضح رؤيته بشأن قرار الحكومة الفلسطينية في رام الله إجراء انتخابات محلية في محافظات الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وذلك امتثالاً لقرار المحكمة العليا الصادر في الثالث عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2010 الذي ألغى قراراً سابقاً للحكومة أجلت فيه إجراء الانتخابات إلى أجل غير محدد. وعليه اتخذت حكومة رام الله قراراً بإجراء انتخاب هيئات المجالس المحلية في الأراضي الفلسطينية كافة وحددت موعد إجراءها يوم التاسع من تموز (يوليو) 2011

وعرضت الورقة توطئة تناولت الانتخابات المحلية التي أجريت مؤخرا على مرحلتين، ثم تناولت جملة القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء في حكومة رام الله وصولاً إلى قراره الأخير الذي حدد إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة بتاريخ يوم التاسع من تموز (يوليو) 2011 الذي استند على حكم المحكمة العليا الذي ألغى قراراً سابقاً لمجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات. 

كما تناولت الورقة الجدل الذي أثاره ولم يزل قرار إجراء الانتخابات، وعرضت الورقة بشكل مفصل معايير حقوق الإنسان حول الانتخابات الحرة والنزيهة، كإتاحة حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول إلى المعلومات، وحرية التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات وحرية عمل الجمعيات والأحزاب، كما نوهت إلى طائفة أخرى من المعايير الواجب توافرها، كإتاحة المراقبة بأشكالها المختلفة، ودورية الانتخابات، ومبدأ سرية الاقتراع، والاقتراع العام المتساوي. وصولاً إلى المراقبة على الانتخابات بمراحلها المختلفة وأهداف عملية المراقبة.

ونوهت الورقة بسياق الانتخابات السابقة وأثر الانقسام السياسي الحاد، وعدم الاعتراف بنتائجها من قبل المجتمع الدولي في تقويض مفاعيلها الإيجابية داخل المجتمع وعلى النظام السياسي الفلسطيني.

وأشارت الورقة إلى أن إجراء الانتخابات ليس غاية بحد ذاته بقدر ما هو وسيلة لتحقيق الاستقرار داخل المجتمع وتفعيل حق المواطنين في المشاركة السياسية والمشاركة في إدارة شئون البلاد، وتحقيق أحد أهم معاني الديمقراطية في تأمين التداول السلمي للسلطة.

وشددت الورقة على أنه في ظل الإعلان المتكرر لحركتي حماس والجهاد الإسلامي عن رفض إجراء الانتخابات قبل إنجاز المصالحة والاتفاق على الإجراءات كافة، بما في ذلك تشكيل لجنة الانتخابات المركزية وأعضاءها وآليات عملها ...الخ.

وقال المركز، أنه في ظل استمرار تدهور أوضاع حقوق الإنسان ولاسيما تلك المتعلقة بمعايير الانتخابات الحرة والنزيهة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن أسئلة مشروعة كثيرة تطرح نفسها حول جدوى الإعلان عن إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة دون وجود توافق وطني على خطوة كهذه.