خبر لا يوجد شيء من العدم- هآرتس

الساعة 09:46 ص|14 فبراير 2011

لا يوجد شيء من العدم- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

من الصعب ان نعرف اذا كانت "التسهيلات" التي وزعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد فعلت فعلها، أم ان سقوط حسني مبارك هو الذي صرف الانتباه العام. في كل الاحوال، فان محاولة عوفر عيني، شرغا بروش وشلومو بوحبوط دفع انفسهم الى الأمام، وفي ذات المناسبة جعلنا دولة على نمط مصر – باءت بفشل ذريع. ففي نهاية الاسبوع كان تواجد هزيل في المفترقات في اعمال الاحتجاج التي نظمتها الهستدروت. "يوم الغضب" لن يقع. كما لن تقع ايضا المظاهرة الكبرى في ميدان رابين. وحتى الاضراب لن يكون هو الآخر. فقد اضطروا الى النزول عن الشجرة.

        والآن يطالب رئيس الهستدروت عيني نتنياهو بأن يدخل معه في مفاوضات لانهاء نزاع العمل الذي أعلنه. هو ورفاقه يريدون تخفيضا أكبر في سعر المياه، الغاء اتحادات المياه، تخفيض سعر الخبز، ورفع الحد الادنى للأجور لكل موظفي القطاع العام. عيني، بروش وبوحبوط يريدون ان توزع المالية كل هذه الامتيازات الاضافية، دون أن يتم بالمقابل تقليصا في ميزانية الحكومة. بمعنى مثابة سحر لأمر كن فيكون من العدم. اذا ما تم هذا، فسرعان ما سنعود الى العجوزات الكبرى لبداية الثمانينيات، والى التضخم المالي الهائل الذي ساد في حينه، وعندما يحصل هذا، سيكون الثلاثة بالطبع أول من يتهم شتاينيتس ونتنياهو.

        خطة التسهيلات لنتنياهو ليست دراماتيكية. فهي ستخفض قليلا سعر المياه لكل من يستهلك أقل من المتوسط، ولكنها سترفعه لمن يستهلك أكثر من المتوسط، وهذا صحيح من ناحية اجتماعية. أما بالنسبة للوقود، فسعر البنزين خُفض، ولكن سعر السولار لم يُخفض. المعركة الكبرى ستكون على الحد الادنى للأجور. واقتنع نتنياهو بأنه ليس من العدل رفع الحد الادنى للاجور لكل موظفي القطاع العام، وينبغي فعل ذلك فقط لمن يتدنى أجره العام عن 5 آلاف شيكل في الشهر، بضعة آلاف من الموظفين فقط. ولكن عيني يريد إجبار الدولة على دفع العلاوة للجميع، حتى لو كان الأجر العام يصل الى 10 آلاف شيكل في الشهر أو أكثر، بفضل العلاوات العديدة التي لا تدخل الى حساب الحد الادنى للأجور. هذه ستكون المعركة الأكبر لنتنياهو وشتاينيتس في الايام القريبة القادمة. فهل سيصمدان فيها؟.