خبر فروانة يشيد بتجارب الصمود في التحقيق ويدعو لتوثيقها والاستفادة منها

الساعة 07:29 ص|14 فبراير 2011

فروانة يشيد بتجارب الصمود في التحقيق ويدعو لتوثيقها والاستفادة منها

فلسطين اليوم- وكالات

أشاد الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة ، بتجارب الصمود والإنتصار الفردية والجماعية التي سُطرت في أقبية التحقيق بسجون الإحتلال الإسرائيلي رغم كل ما يُمارس ويقترف من صنوف تعذيب وقمع واذلال ضد المعتقلين هناك.

وناشد فروانة، كافة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بتوثيق تجاربها وتجارب غيرها ، الفردية والجماعية وتعميمها الكترونياً أو مطبوعاً ، وأن لا تبقى تلك التجارب حكراً لها أو مأسورة في ذاكرة بعض قيادتها وأعضائها وأصدقائها ، بما يمّكن الجميع لا سيما رجال المقاومة وممن هم معرضين للاعتقال والكل معرض ، من الاستفادة منها والحد من الاعترافات وتقديم المعلومات المجانية إلى رجال المخابرات الإسرائيلية .

ودعا فروانة تلك الفصائل إلى إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها وتعاملها مع هذا الموضوع ، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة النضال والاستشهاد والاعتقال في آن واحد ، مع التركيز على أهمية الصمود في أقبية التحقيق في حال الاعتقال ، بما يضمن إعادة الاعتبار لثقافة الصمود وشعار " الاعتراف خيانة " ومحاسبة كل من يعترف ويقدم معلومات مجانية عن المقاومة ورجالها وأدواتها ، كضرورة ملحة لوضع حد لاعترافات بعض الأسرى وانهيار بعضهم الآخر وتقديمهم معلومات مجانية للاحتلال ، قادت إلى اعتقال رموز وأفراد ومجموعات كبيرة من المناضلين ،  وكلفت بعضهم السجن المؤبد أو لعشرات السنين .

وطالب في الوقت ذاته الأسرى ورجال المقاومة المبادرة في البحث عن آليات لتثقيف ذواتهم وصقل أنفسهم وتسلحهم بما يقيهم ويجنبهم من الوقوع في أخطاء التحقيق وتقديم الاعترافات، مؤكداً على ضرورة إعادة الاعتبار.

جاءت تصريحات فروانة هذه في بيان وزعه في الذكرى الـ 19 لإستشهاد الأسير المقدسي " مصطفى عبد الله العكاوي " في أقبية التحقيق باعتباره رمزاً من رموز الصمود والانتصار داخل أقبية التحقيق ، ونموذجاً يحتذى لكافة المناضلين بعد أن حقق مجداً وانتصاراً لايقل شأناً عن المجد والانتصار الذي حققه مع إخوانه ورفاقه في ساحة النضال الأرحب قبل الاعتقال .

وذكر فروانة بأن الشهيد الأسير " العكاوي " ، اعتقل عدة مرات وكان آخرها بتاريخ 22-1-1992 ، وذلك من منزله في ضاحية البريد شمال القدس ، في إطار حملة هي الأشرس والأوسع لأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ) ومتزوج وله ابن واحد اسمه عبد الله .

 

وتعرض " عكاوي " لأبشع وسائل التعذيب من أجل انتزاع اعتراف منه أو معلومات عن رفاقه ، لكنه صمد ولم يستسلم ، وصان شرف الثورة وشرف تنظيمه ورفاقه ، وشكل نموذجاً رائعاً في الصمود ، كما كان قبل الاعتقال ، وفضّل صون شرف المقاومة على الاعتراف ، واختار المضي بالصمود حتى الشهادة على الانهيار والاستسلام ، ليلتحق بقافلة شهداء الحركة الأسيرة في زنازين سجن الخليل في الرابع من شباط/ نوفمبر عام 1992 ، عملاً بمقولة الثوري الأممي فوتشيك " إذا كان ولابد من التضحية لأجل الوطن ، فلنضحي بالحياة وليس الشرف " ، .

وفي السياق ذاته قال فروانة بأن تجربة " العكاوي " والتجارب الأخرى الرائعة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المعتقل إذا ما بنيَّ وصُقل جيداً تحت شعار " النصر أو الشهادة " ، وتسلح بإرادة قوية وعزيمة أقوى ، وتربى على ثقافة الاعتقال والصمود ، وتشرب فلسفة المواجهة وراء القضبان ، يستطيع الصمود في وجه المحقق والسجان وما يملكه من اسلحة ، وتحقيق الانتصار عليهم وصون أسرار رفاقه الثوار وعدم البوح بما يمس بالمقاومة وديمومتها .

وأضاف، أن " إسرائيل " هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعّت التعذيب في سجونها ومنحت مقترفيه الحصانة القانونية والقضائية ، وابتدعت ومارست أكثر من ثمانين شكلاً للتعذيب الجسدي والنفسي ، بهدف انتزاع الاعترافات من المعتقلين وتحطيم معنوياتهم وكسر إرادتهم والقضاء على أحلامهم وإبقائهم في سجونها لسنوات طويلة ، والتسبب بأمراض وعاهات مستديمة لدى بعضهم ، إلا أن الحركة الأسيرة استطاعت أن تتصدى لهذه الممارسات قدر المستطاع ، وسجلت تجارب فردية وجماعية رائعة في الصمود والانتصار ، فيما استشهد في أقبية التحقيق جراء التعذيب القاسي أكثر من ( 70 ) أسيراً منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد الأسير قاسم أبو عكر ، ابراهيم الراعي ، عطية الزعانين ، خالد الشيخ علي ، عبد الصمد حريزات ، مصطفى عكاوي وغيرهم .

وأكد، أن جميع من مروا بتجربة الاعتقال بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ تعرضوا للتعذيب الجسدي أو النفسي ، مما تسبب للمئات منهم بأمراض جسدية ونفسية لا يزالوا يعانون منها .

ودعا فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية ، المحلية والإقليمية والدولية ، إلى التحرك الجاد والتدخل العاجل لوقف التعذيب المميت الممارس في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذي كان سبباً مباشرة لاستشهاد العشرات وإصابة المئات بأمراض مختلفة .