خبر عهد جديد في مصر- هآرتس

الساعة 10:41 ص|13 فبراير 2011

عهد جديد في مصر- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد 18 يوما من المظاهرات الجماعية في المدن المصرية، تخلى الرئيس حسني مبارك عن كرسيه، فبلغت ثلاثون سنة من حكمه منتهاها. الحكم في القاهرة نقل الى الجيش، الذي وعد باحترام مطالب المتظاهرين واعداد الدولة للانتخابات.

        الثورة الشعبية في مصر، والثورة التي سبقتها في تونس، تبشران بعهد جديد في تاريخ الشرق الاوسط. عهد يطالب فيه المواطنون اسماع صوتهم والمشاركة في تصميم مصيرهم بدلا من ان يكونوا رعايا أنظمة دكتاتورية، تفرض إمرتها عبر تشريعات الطوراىء واجهزة الامن القوية. مثل هذه الثورة السياسية، التي يسقط فيها مواطنون غير مسلحين الحاكم المكروه لم تقع حتى اليوم في الدول العربية – وفاجأت الخبراء، الزعماء واجهزة الاستخبارات.

        احتفالات الانتصار للمتظاهرين، والتي حظيت بعناق علني من الرئيس الامريكي براك اوباما، تترك الدولة الاكبر بين الدول العربية في حالة من انعدام اليقين. من السابق لاوانه التقدير ماذا ستكون عليه طبيعة النظام الجديد الذي سينشأ في مصر، من سيقف على رأسه، وكيف تنخرط فيه مراكز القوى وعلى رأسها الجيش وحركة "الاخوان المسلمين". كما أنه من السابق لاوانه التقدير اذا كانت الثورة ستنتشر الى مزيد من الدول في المنطقة، أم أن الحكام القائمين سينجحون في البقاء.

        مبارك روج حتى آخر لحظات حكمه لـ "الامن والاستقرار"، واسرائيل رأت في نظامه سندا استراتيجيا حيويا. تمسكه باتفاق السلام منح اسرائيل ازدهارا، حدودا هادئة وتوريدا للطاقة، واساسا للانخراط كجار مرغوب فيه في المنطقة. اما الان فستكون اسرائيل مطالبة بان تتكيف مع الحكام الجدد في مصر.

        التغيير الدراماتيكي خلف الحدود يثير بطبيعته المخاوف، ولكن محظور على اسرائيل أن تتدخل في الشؤون الداخلية للجار الجنوبي. ليس لمصر نزاع مع اسرائيل ولا ينبغي عرضها كعدو. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ملزم بان يفرض على نفسه ضبطا للنفس وكبحا للجماح. تحذيراته من أن مصر قد تتحول الى ايران جديدة والاحاديث عن زيادة ميزانية الدفاع، تخلق فقط توترا ضارا وتضع اسرائيل في جانب النظام المطاح به. الثورة المصرية لم تنبع من العلاقات مع اسرائيل، وخير يفعل نتنياهو اذا ما صمت وأعطى فرصة لقيام ديمقراطية في الدولة المجاورة.