خبر أحرقوا من يسيطر .. يديعوت

الساعة 09:26 ص|11 فبراير 2011

بقلم: اوري مسغاف وسمدار بيري

        (المضمون: أحداث شغب وقتلى وتفجيرات: هذا ما يحدث في سيناء في الاسابيع الاخيرة بين ممثلي السلطة المصرية وبين البدو الذين استغلوا الفوضى السياسية لاظهار القوة ومهاجمة رجال الشرطة المصريين. يخافون في اسرائيل أن يُمكّن عدم الاستقرار هذا نشطاء الارهاب من اجتياز الحدود - المصدر).

        حدث هذا يوم السبت صباحا، في العريش شمال سيناء، في محطة مديدة الواقعة على طول أنبوب الغاز الطبيعي بين مصر والاردن وسوريا، على مبعدة ثلاثين كيلومترا فقط عن أنبوب تزويد اسرائيل بالغاز. لم يكن واضحا في البداية هل تفجير الانبوب نتاج عمل ارهابي أم تسرب، لكن بعد يومين أعلن المحقق الرئيس الذي تم تعيينه للحادثة أن الحديث عن عملية ارهابية نفذها اربعة ملثمين مسلحون. شهد حراس في تلك المنطقة على ان الاربعة جاءوا الى المكان في سيارتين، وسيطروا عليهم واستعملوا بعد ذلك ألغاما بتحكم من بعيد.

        صُرف الانتباه الاسرائيلي بمرة واحدة الى ما يحدث في سيناء، حيث انتشرت الاضطرابات في الاسابيع الاخيرة هناك بموازاة انهيار السلطة في القاهرة. وقد تركزت في شمال شبه الجزيرة – وهو المنطقة الآهلة أكثر من غيرها حيث تقع مدن العريش والشيخ زويد ورفح المصرية. وهي المنطقة التي يسودها توتر دائم ايضا بين البدو وبين سلطات الحكم واجهزة الأمن.

        كانت المبادرة هذه المرة للبدو الذين بدأوا هجوما حقيقيا. فقد هاجموا بنيران سلاح اوتوماتيكي ومدافع آر.بي.جي سلسلة محطات شرطة ومقر جهاز الاستخبارات في رفح. وقد هوجمت التعزيزات المصرية بكمائن. قُتل في الهجوم الاول رجال شرطة وأُخذ منهم رهينة تم إعدامه. في الثامن والعشرين من كانون الثاني، وهو اليوم الثالث لأحداث الشغب، أمر وزير الداخلية المصري (الذي عُزل بعد ذلك)، حبيب العادلي، رجال الشرطة المصريين في سيناء بالعودة الى القاهرة. وفي مقابلة ذلك تلقى مئات السجانين في السجون المصرية الاربعة الكبرى أمرا بترك نوبات حراستهم وفتح أبواب السجن لآلاف السجناء. وأُرسل هؤلاء لضرب المتظاهرين في ميدان التحرير ومراكز المظاهرات الاخرى. بلغت إشاعة الافراج عن السجناء رؤساء القبائل البدوية في سيناء. وعندما تبين ان عشرات السجناء البدو المسجونين في العريش وفي جنوب سيناء لم يُفرج عنهم، نشبت مظاهرات احتجاج.

        كان تفجير أنبوب الغاز الذي جاء بعد ذلك علامة على الارتفاع درجة. قبل التفجير نقل المصريون الى اسرائيل طلبا رسميا بأن يسمحوا لهم بادخال قوات عسكرية في سيناء، لاول مرة منذ التوقيع على اتفاقات السلام. استجابت اسرائيل للطلب، وأسرعت كتيبتان مصريتان الى الانتشار في سيناء – الاولى في الجنوب، قرب شرم الشيخ، والثانية في بير جفجافة. لم يُحب البدو هذا اذا لم نشأ المبالغة: فقد رأوه غزوا لمنطقتهم.

        إن نشر قوات الجيش المصري في سيناء يرمي الى الرد الميداني على سيناريوهات جرى التنبؤ بها في السنين الاخيرة. قال مسؤول كبير في الاستخبارات المصرية هذا الاسبوع لـ "ملحق السبت" إن منظمته كان لديها تحذيرات من استعدادات البدو في سيناء "لانتفاضة". وقال ايضا إن قوات الأمن والشرطة في سيناء تدربت في المدة الاخيرة على صد هذه الانتفاضة. وقال انه لوحظ قُبيل دخول كتائب الجيش جهد لاخفاء الوسائل القتالية التي جُمعت في الميدان الى جانب التعجيل بتهريبات الى غزة مع مضاعفة أسعار البنادق والرشاشات.

        "فرض عملنا ان يزداد الوضع حدة كما يبدو"، يقول موشيه يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية. "عندما تنشغل قوات الامن في سيناء بالدفاع عن نفسها، فمن الواضح ان تكون أقل فاعلية في احباط العمليات. الوضع في عمومه أكثر حساسية وقد تستغله جهات معادية وغيرها. يجب ان نكون مستعدين لهذا".

        رشوة على الحدود

        تبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء  60 ألف كم مربع، أي ثلاثة أضعاف مساحة اسرائيل تقريبا، ويُعد مئات آلاف البدو الذين يعيشون فيه أسياد هذه المنطقة الضخمة. الصراع بينهم وبين المصريين تقليدي. إن محاولات السلطات إسكان سكان مصريين في سيناء ضئيلة الشأن من جهة كمية لكن لها معنى سياسيا – اجتماعيا: فقد استولى المصريون على جزء كبير من صناعة السياحة في سواحل سيناء ويحظون ايضا بحوافز ودعم حكومي ازاء أبصار البدو. احدى الدعاوى المركزية لرؤساء القبائل هي ان إبعادهم عن السياحة فرض عليهم حصر العناية في التهريب.

        "يرى البدو السلطة المصرية في سيناء سلطة اجنبية"، يُبين الدكتور اسحق بيلي، الباحث في شؤون البدو في سيناء منذ اربعين سنة. "وهم لا يشعرون بأنها توليهم اهتماما أو تمثلهم. وهم يرون المصريين ايضا في ضوء سلبي، باعتبارهم فلاحين، ويستخفون بهم، ويعتقدون انهم لا يملكون القيم التي ينسبها البدو الى أنفسهم، مثل احترام الذات، والشجاعة والثبات في الظروف الصعبة. ويشمل هذا ايضا حكامهم. وفي مقابلة هذا يرى المصريون البدو عامل تهديد فهم مهربون وجواسيس".

        يضيف عنصر استخباري في القاهرة قائلا: "نحن نرى سيناء هي المنطقة التي أُعيدت من اسرائيل الى مصر وترمز الى الكرامة المصرية. أما البدو فهم الصداع".

        يمكن أن نجد في وثائق "ويكيليكس" المتعلقة بمصر تلخيص لقاء تم في 2009 بين عمر سليمان، وزير الاستخبارات آنذاك، وبين جهات امريكية، عملت في جهود لمنع تهريب الوسائل القتالية والسلع من سيناء الى غزة، لكنها انشغلت ايضا بغليان السكان البدو في وجه التمييز والظلم اللذين يشعرون بهما. وقد ذُكر في اللقاء الفيضانات الصعبة التي كادت تخرب في ذلك الشتاء شمال سيناء وأحدثت أضرارا بملايين، لكنهم لم يعوضوا البدو أي تعويض. يمكن في هذه الظروف أن نفهم لماذا يُكثر البدو زعم ان تبديل السلطة في سيناء أساء وضعهم ومكانتهم وأن "الامر مع الاسرائيليين كان أفضل".

        إن اجهزة الأمن المصرية تلاعبهم لعبة متواصلة من الأخذ والعطاء تقوم في الأساس على الرشوة والتغاضي. يُبين عنصر أمني رفيع المستوى قائلا: "في الايام العادية، شُددت القبضة عندما كانت ضغوط من قبل امريكا واسرائيل فقط. وعندما حدثت عملية شديدة جدا في مواجهة البدو عرفوا دائما كيف يمسون بالضباط ورجال الشرطة. هذا ميزان رعب في الحقيقة".

        كان الخط الفاصل الذي شدد المصريون قبضتهم على إثره، هو سلسلة العمليات الفتاكة في منتصف العقد السابق. وقد حُل لغزها نهائيا في أيار 2006، بعد عملية ثلاثية في سوق سياحية في ذهب قُتل فيها ثلاثة وعشرون سائحا ومحليا. كشف المصريون على إثرها عن منظمة ارهابية بدوية تُسمى "التوحيد والجهاد"، استعمل ناسها الألغام التي تُركت في أنحاء سيناء لتركيب القنابل. في تموز 2005 وقفت المنظمة من وراء عملية كبيرة في شرم الشيخ – إذ وقعت سبعة تفجيرات في المنطقة السياحية قُتل فيها ثمانية وثمانون سائحا وجُرح أكثر من مئتين. قبل ذلك بسنة، في تشرين الاول 2004، قُتل اثنان وثلاثون سائحا، بينهم اثنا عشر اسرائيليا، بثلاثة تفجيرات في فندق هيلتون طابة رأس الشيطان. في عملية طابة فجر مخرب منتحر نفسه في سيارة مفخخة احتوت على مئتي كيلوغرام من المواد المتفجرة القوية.

        حتى ذلك الحين عمل المصريون في الأساس لالقاء المسؤولية عن أنفسهم ازاء حليفاتهم القلقة. تبين في فرص كثيرة ان رجال شرطة الحدود المصريين تلقوا رشوة زمن تهريب السلع والناس الى داخل اسرائيل. وعندما كانت تقع حادثة شاذة فقط أو عندما كانت تأتي شكوى صريحة من الكرياه في تل ابيب، كانت تُرسل قوات تعزيز من القاهرة.

        يُهرب البدو كل ما يمكن تهريبه: السلع والسلاح والتبغ والمخدرات (ولا سيما الأفيون من سفوح الجبال وغير ذلك). يبرز في العقد الاخير على نحو خاص نشاطهم المريب في تهريب الاشخاص: الزانيات أولا ثم العمال الصينيين وفي السنين الاخيرة اللاجئين ومهاجري العمل من الدول الافريقية.

 

        العجز الاسرائيلي

        تمتد حدود اسرائيل مع سيناء 250 كم، من رفح في الشمال الى ايلات في الجنوب، وهي مخترقة تماما. قررت الحكومة في السنة الاخيرة اقامة جدار، لكن في مقاطع مختارة فقط، تمتد نحوا من 100 كم. وتجري الاعمال في بطء ايضا. يتمدحون في جهاز الامن خاصة بنشاط تحديد المواقع الذي يتم على الحدود، لكنهم يؤكدون أن طرق العمل محدودة. "نحن فعالون من جهة عملياتية وقادرون على التعرف على اعمال التسلل"، يقول عنصر أمني، "لكننا قادرون على العمل في مواجهة المخربين فقط. فأنت تطلق النار على مخرب لكنك لا تطلقها على مهاجر من اريتيريا، ولهذا لا يمكن منعه من عبور الحدود".

        يجد شموليك ريفمان، عضو كيبوتس رفيفيم ورئيس مجلس رمات – هنيغف، نفسه احيانا كثيرة غاضبا ازاء العجز الاسرائيلي. "عندما طُرد البدو بعد 1948 من جبل النقب استقر فريق منهم في نبتيم وفريق آخر في شمال سيناء"، يُبين. "العلاقات عائلية وطبيعية، وهم يرون الحدود خطا رُسم بالقلم الملون وشيئا وهميا. تصدر عن الحكومة اصوات كثيرة، وقد بدأت ايضا بانشاء جدار في منطقة ايلات، لكن الامر ليس سريعا بقدر كاف. يقوم خوفي في الاسابيع الاخيرة على حدث مر بي قبل نحو من عشر سنين. وُجد آنذاك ضغط من الجيش المصري على البدو في سيناء، وذات ليلة في الفصح خرجوا من مصر فدخل ثلاثة آلاف الى اربعة آلاف من البدو الى اسرائيل. ولولا تدخل اريك شارون لوجدنا أنفسنا في يوم واحد مع آلاف آخرين من البدو. لا يعني هذا ان عندي شيئا على البدو لكن عندي شيئا على استهانة دولة اسرائيل بحفاظها على سيادتها ولا سيما على حدود سيناء. لا يهمني أن يكون ذلك بدوا أو صينيين أو زانيات أو مهاجرين من افريقية أو مئة طن من المخدرات تدخل كل سنة: فمن كل هذا لا يضبطون إلا القليل جدا. إن الضرر باقتصاد اسرائيل وبالمجتمع عظيم، ذو تكاليف وأبعاد لا يمكن تقديرها.

        "أشعر بالعجز في النضال لمواجهة الحدود المخترقة. لا يوجد رئيس حكومة لم أتحدث اليه في العشرين سنة الاخيرة في هذا الشأن؛ ولا يوجد وزير دفاع ولا رئيس اركان ولا قائد منطقة. قال لي رئيس الاركان دان شومرون ذات مرة: لا يهم ماذا نفعل، سيهرب البدو دائما. فقد فعلوا هذا طوال السنين وسيفعلونه اليوم وغدا ايضا. لكن الخطر في السنين الاخيرة غدا مشعورا به أكثر لانه توجد في سيناء خلايا للقاعدة وخلايا ارهاب تخرج من رفح وتقوم بحركة دائرية الى داخل اسرائيل. يُضبط جزء منها في طريقها أو على الحدود دون كشف اعلامي. لا نتحدث هنا عن مهاجري العمل والنساء والمخدرات فقط: فهنا ايضا وسائل قتالية وارادة تنفيذ عمليات في اسرائيل".

        علاوة على التهريبات ينبع مصدر دخل آخر للبدو من ايمانهم بأن "الصحراء لهم وكانت لهم دائما"، كما يُبين الدكتور بيلي. "انهم يرون انه اذا بنا شخص ما أو حتى مر في منطقتهم فانهم يستحقون تعويضا. فهم على سبيل المثال يفرضون منذ القديم ضريبة على القوافل التي تخرج الى مكة. وهم يعرفون في سيناء كل وادٍ، وكل تلٍ وكل كثيب. وهم لا يرون للحدود السياسية أي معنى إلا اذا منعهم أحد ما من العبور بالقوة".

        إن شركات الغاز هي التي تتعرض على الدوام لشعور البدو بملكهم الارض. يقول عنصر متخصص موجود على الخريطة الاقتصادية في سيناء ان هذه الشركات تضطر الى أن تدفع الى القبائل البدوية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية. "هذا نوع خاوة، مقبول جدا في البلدان التي يستخرجون أو ينتجون فيها الغاز والنفط. فالشركة تدفع مبلغا ثابتا الى البدو الذين يسكنون المنطقة التي يمر فيها أنبوبها. واذا لم تدفع فقد يُصاب الانبوب".

        الحديث بطبيعة الامر عن مدخولات غير قانونية، لكن يجب أن نتذكر في هذا السياق أن البدو يُرون مواطنين من الدرجة الثالثة أو الرابعة، في أسفل السلم، في نظر السلطات المصرية. وهم لا يتمتعون بخدمات رسمية، ولا يوجد جهازا تربية وصحة متطوران، ولا تحويل مخصصات لبناء البنى التحتية. وللحصول على معلومات عن النشاط غير القانوني تغرس السلطات وُشاة في القبائل البدوية يتلقون دفعا ثابتا مقابل المعلومات. وتفضي الوشايات الى اعتقالات. شكا رؤساء القبائل البدوية أكثر من مرة من أن السلطات تحقق مع المعتقلين وتحتجزهم في ظروف مُذلّة وفترات أطول من مخالفي قانون مصريين. بحسب تقديرات، يُحتجز نحو من خمسة آلاف بدوي من سيناء في مواقع اعتقال وتحقيق. "تعاملوننا كما تعاملون أعداء النظام"، إتهم رؤساء القبائل البدوية مُحادثيهم المصريين في اثناء لقاءات تمت في السنين الاخيرة.

        السؤال الساخن هو ماذا سيحدث الآن والارض تهتز تحت السلطة الحالية. "كل سلطة مصرية ستلاقي عداء البدو، إلا اذا استيقظ المصريون فجأة وقرروا الاستثمار في سيناء"، يقول الدكتور بيلي. "آمل أن يعرفوا في القاهرة أهمية التطوير والعمل الايجابي المحسوس نحو البدو. لا يُحب أي بدوي المصريين لكنهم يدركون انه يجب عليهم العيش معهم. ثمة مثل بدوي يقول: بوس الايد المرفوعة عليك وادعي بكسرها".

        "يجب أن نفهم انه منذ نشبت الاضطرابات في مصر كان في شمال سيناء كتابة من جديد لجميع التفاهمات بين البدو والسلطة"، يُبين عنصر مختص. "لم تكد تبقى أي محطة شرطة في المنطقة على حالها. يسافر الجيش المصري هناك في قوافل تحت اطلاق النار. ورجال الشرطة على الحدود أفراد لا يمكن الوصول اليهم. كل ما يحدث هناك يجب ان يحصل على رخصة من القبائل المركزية. توجد فوضى مطلقة، والجميع يلعبون في هذا الملعب. في شركة الغاز الحكومية يجلسون وينتظرون سماع مطالب محددة من البدو. يشبه هذا اختطاف رهائن".

        القلق مشترك بين كثيرين. "في تقديري، ستكون القدرة على التعاون حول الحدود أقل مما كانت في الماضي"، يقول رئيس المجلس ريفمان. "حتى الآن، عندما كانت تقع مشكلات كان يوجد من يُتحدث اليه في الادارة المصرية. وكنا احيانا نبلغ الى عمر سليمان. لن تريد السلطة اليوم إغضاب الاخوان المسلمين والبدو. أتوقع نشاطا معاديا زائدا، لهذا توجهت الى رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لكن يبدو أن هذا الامر ليس في مقدمة اهتماماتهما ايضا".

        "ما كنت لأقوم بتأبين النظام المصري حتى الآن"، يقول عنصر أمني رفيع المستوى. "نرى في الايام الاخيرة هناك استقرارا للأوضاع، وإمساكا بزمام السلطة وعودة الى الحياة العادية. فقد اجتازت المظاهرات ذروتها. ومن جهة ثانية، ما يزال الوضع في سيناء غير مستقر وهذا يقلقنا. قد يتم التعبير عن هذا بحادثة لم تقع بعد في المنطقة الحدودية منذ كانت اتفاقات السلام. نحن نفكر في كل شيء. وقد تأتي من البدو وقد تأتي من خلية للقاعدة وقد تأتي من خلية لحماس. وفرض العمل هو ان كل واحد في هذا الوضع المضطرب يستطيع ان يحاول تجديد شيء ما".