خبر مصر..يضحك من يضحك أخيرا- يديعوت

الساعة 09:26 ص|10 فبراير 2011

مصر..يضحك من يضحك أخيرا- يديعوت

بقلم: غي بخور

الكثير من الغرور وسوء الفهم لمصر شهدنا في الايام العشرة الاخيرة من جانب الخبراء والمحللين ممن صفوا بهراء مبارك ونظامه، في اسرائيل مثلما في العالم ايضا. والى هذا التقدير انضمت على الفور ادارة اوباما الى أن فهمت خطأها.

في اللحظة التي كان واضحا فيها بان المؤسسة الامنية المصرية الهائلة، ملايين الجنود، الشرطة ورجال الامن، تقف الى يمين مبارك ونظام الضباط خاصته – فقد حسم الامر. في اللحظة التي حما فيها الجيش مؤسسات الحكم في القاهرة – لم يعد مهما كم متظاهرا يتجمع في ميدان التحرير، أذ على أي حال مصر تحت السيطرة: من مبنى الراديو والتلفزيون، من وزارة الداخلية، من قصور الحكم ومن البنك المركزي.

مصر لا تحب الاضطراب. هذه حضارة هائلة، محكومة منذ 5 الاف سنة كهرم قوي من القوة، مضمونها الداخلي هو "النظام الاجتماعي" والنفور من الفوضى، وفي نهاية المطاف نجح النظام في أن يعيد الشرعية الى نفسه. هو الحاجز، هكذا يصف نفسه بقدر كبير من الحق، في وجه الفوضى او في وجه ارهاب حزب الله، القاعدة او الاسلام السياسي العنيف.

لقد كتب ميكافيلي بان ليس هناك أكثر اثارة للخوف من جمهور غاضب لا زعيم له، ولكنه اشار ايضا الى أنه لا يوجد شيء أضعف منه. وبالفعل، فانه لم يكن للجماهير التي تجمعت في الميادين زعيم. البرادعي هو نكتة غربية كونه لا يعرف احدا في مصر ولا سيما لا يعرف مؤسسات القوة فيها. معظم سنواته عاشها في اوروبا بشكل عام. كما ان باقي المرشحين ليسوا هامين. الداعية يوسف القرضاوي يعيش في المنفى بعيدا. والزعامة الوحيدة بقيت التحريض شبه البدائي لقناة "الجزيرة" التي بات الكثيرون يفهمون في الشرق الاوسط بان الحديث لا يدور عن قناة أخبار بل عن أداة دعاية من "الاخوان المسلمين" وفروعها في المنطقة. في الشرق الاوسط باتوا يشاهدونها بتحفظ.

مصر ليست الفلسطينيين أو تونس. طالما لا يوجد لمتظاهريها قوة حقيقية، فان نظامها غير قابل للهزيمة. ولكن أنظمة اخرى في المنطقة ليست قوية بهذا القدر. أولا وقبل كل شيء ينبغي أن تكون قلقة ايران الخمينية، لاننا شهدنا قبل الان بوادر تمرد ضد نظامها قبل سنة ونصف السنة. ولكن الانظمة في سوريا، في السعودية وفي الاردن ايضا توجد على بؤرة استهداف الاسلام السياسي، وليس لهذه الدول التراث المصري الهائل للقمع والقوة السلطوية.

منظمات الاسلام السياسي تنظر على ما يجري في المحيط وتشعر باحساس من النجاح. اذا ما سقط النظام في الاردن، وهذا الامر لم يعد غير منطقي، او في سوريا او في السعودية، فانها ستكون الرابح الاكبر. وتحت غطاء "الديمقراطية" يمكن لهذه الدول أن تقع في ايدي الفصائل الدينية المتزمتة. كما أن هذا هو السبب الذي يجعل حماس لا تكلف نفسها عناء اسقاط سلطة ابو مازن الان: لانها تأمل بان يعطي اوباما ابو مازن دولة، وعندها يمكنها ان تسيطر عليها. اذا ما سيطرت الان على يهودا والسامرة، فلن تكون دولة.

وهكذا، تحت غطاء أخضر من الديمقراطية والاستقرار، ينتظر الاسلام السياسي جانبا. الزعيم الاسلامي في تونس، راشد الغنوشي، الذي عاد بعد الثورة، يعد منذ الان حزبه للفوز في الانتخابات الديمقراطية التي ستكون في الدولة. قد لا يتنافس هو، ولكن حزب النهضة الاسلامية بقيادته هو قوة منظمة ينتظر دوره. اوروبا، التي باركت التحول "الديمقراطي" في تونس، لا بد ستفاجأ من النتيجة التي توجد تماما أمام بوابتها.

لو كان مبارك سمع كلمة اوباما، لكان الان منفيا في دبي. ولحظه لم يسمع ونجا. وهذه هي المشكلة المركزية: لا يوجد رب بيت امريكي في الشرق الاوسط. ادارة اوباما، إما أنها غير موجودة أو لا تفهم، والنتائج قاسية بناء على ذلك. ليس الجميع أقوياء مثل مبارك ونظامه، وجهات عربية غير قليلة من شأنها ان تدفع ثمن الهواة الامريكيين.