خبر حلف الزعران -يديعوت

الساعة 08:56 ص|09 فبراير 2011

حلف الزعران -يديعوت

كله شخصي

بقلم: ايتان هابر

ايهود باراك، مثلا، يعرف ويتذكر جيدا القصة من "حقيبة الاكاذيب"، عن مردوخ ورفاقه الذين ذهبوا ليبحروا في بحيرة طبريا. في اثناء الابحار خدع الرفاق مردوخ وحاولوا التأثير عليه كي يلقي بفانوس القارب الى مياه البحيرة. اما مردوخ فأصر ولم يلقِ بالفانوس. أصر، أصر – والقى. "ليس لديك شخصية"، قال له في حينه الرفاق في هتاف بالنصر، "كل واحد يؤثر عليك".

هذه القصة القصيرة كان يمكن لها أن تثير الضحك، لو لم يكن لها موازِ جدي: بيبي نتنياهو وايهود باراك ضد كل العالم وزوجته، بما في ذلك مراقب الدولة والمستشار القانوني للحكومة، في كل ما يتعلق بتعيين يوآف غالنت كرئيس للاركان. ولعله ليس كل واحد أثر ويؤثر على هذين المردوخين، نتنياهو وباراك، ولكن على الاقل انتفاضة وسائل الاعلام (الى أن تدخل ليندنشتراوس وفينشتاين) – بالتأكيد اثرت عليهما.

يقال هنا، الان وبصراحة: لا يوجد لاي رجل اعلام في دولة اسرائيل، لا اليوم ولا في الماضي، قدرة على أن يعرف من جدير بان يكون رئيس أركان ومن لا. الاعتبارات لاختيار رئيس الاركان مركبة، ضمن امور اخرى من جملة معارف وتقديرات قلائل فقط بين قادة الدولة لديهم القدرة على الوصول اليها.

كان ذات مرة، قبل سنين، لواء في الجيش الاسرائيلي قام صحفي معين "بقلب العالم رأسا على عقب" في صحيفته كي يمدح، يمجد ويثني عليه، كي يعين رئيسا للاركان ولو انهم سمعوا (وقرأوا) كلمته، فلعله كانت ستقع، ربما، مصيبة.

رئيس الاركان، على حد علمي، هو المنصب الاهم في دولة اسرائيل. اكثر من رئيس الوزراء. اكثر من وزير الدفاع. هو، حقا، مؤتمن على حياة وموت ابنائنا. تفكره، وهو وحده، يقرر خط الحدود بين الهدوء وبين الحرب. ورقتا تين أخريان على الكتفين، هما عالم بأكمله.

في قصة تعيين يوآف غالنت كان الاعلام ضالعا مثلما لم يكن ضالعا أبدا في اختيار رئيس الاركان. ولكن، ليس مثلما في حالات اخرى، عندما تبلغ وسائل الاعلام، تطلع وتفسر، هذه المرة كاد يكون لكل الصحفيين رأيا قاطعا، لا لبس فيه، حازما، عندما من بين الاقوال والسطور برز رأي رجل الاعلام عن ايهود باراك وغابي اشكنازي.

الحرب بين وزير الدفاع وبين رئيس الاركان تجاوزت الخطوط الى الصحافة، الى الراديو والتلفزيون، والمؤيدون لباراك ايدوا غالنت والمؤيدون لاشكنازي انقضوا على غالنت. يوآف غالنت، قائد ينال التقدير، دفع حتى النهاية ثمن الخصومة في القيادة. على الاقل حسب النتائج، انتصر مؤيدو اشكنازي في هذه المعركة ايضا. ومثلما لدى دون كورليونا، كل شيء كان شخصيا.

لو كان لوسائل الاعلام مؤسسات جديرة، لكان ينبغي ان تتشكل هذه الايام لجنة فحص تمر بمشط من حديد على المعلومات التي نشرت عن هذه المعركة الفظيعة مثلما قطعت ذات الامشطة الحديدية لحم يوآف غالنت. في هذه الحالة، على الاقل، سنرى ان العديد من الصحفيين ما كانوا ليجتازون اختبار النزاهة وطهارة المقاييس، ذاك الذي طالبوا به بحزم شديد جدا من غالنت.

مثلا، الحلف الصامت (وربما لا) بين رجال اذاعة، تلفزيون وصحافة للحديث بصوت واحد، لطرح اسئلة صراحة تمثل جهة واحدة في الجدال، الدعوة الى الاستديو فقط لمن يؤيد رواية مقدم البرنامج. مثلا، استخدام كلمات زعران واوصاف خطيرة حتى عائلات الفرون وافرجيل ما كانت لتحظى بمثلها.

مثلا، الشرح لمراقب الدولة وللمستشار القانوني للحكومة بانه يجدر بهما ومهم لهما ان يقررا هكذا وليس خلافا لذلك، وخلق اجواء في أن من الافضل لهما الا يخرجا عن هذا الخط. أي خط؟ ذاك الذي قرره رجل الاعلام.

سيكون هناك بالتأكيد من سيكتب ويقول انه في المعركة بين باراك واشكنازي انتصرت وسائل الاعلام. يكاد لا يكون شك بانه سيتوفر من سيمجد دور الاعلام في هذا الصراع القذر، ويحتمل الا يكون باستثناء هذا المقال من يوجه اليه الانتقاد.