خبر انتصرت مصر فانهزم الصهاينة.. د. فايز أبو شماله

الساعة 08:23 ص|09 فبراير 2011

قبل أن تصل ثوره الشعب المصري إلى غاياتها، وقبل أن تطرد حسني مبارك من قصر القبة، وتقدمه للمحاكمة، وقبل أن تفرض رأي الشعب البطل على مجريات السياسة في الشرق الأوسط، بدأ الفلسطينيون يقطفون ثمار النصر، أو بمعنى أدق؛ بدأت القضية الفلسطينية تكتسب القوه بعودتها إلى الحضن العربي، والتأكيد بأن فلسطين لا تخص يا سر عبد ربة وطلال أبو زيد والطيب عبد الرحيم ونمر حماد، وإنما هي قضية العرب في ميدان التحرير وسط القاهرة، وهي قضية ثورة الشعب التونسي، وهي قضية المسلمين كافة، وهي مضمون كل ثورة ستتفجر بعد أيام في مكان ما من بلاد العرب.

 

ثمار النصر الذي تحقق من الثورة المصرية لا يقصد به الفتات السياسي الذي ألقاه الصهاينة للسلطة في رام الله، ولا ذلك الموقف الذي عبرت عنه الرباعية الدولية، ثمار النصر هو تلك التحولات الإستراتيجية في تفكير الصهاينة، فحين يقول جابي أشكنازي رئيس أركان الجيش: إن حماس غير قادرة على احتلال النقب في الجنوب، وحزب الله غير قادر على احتلال الجليل في الشمال، فمعنى ذلك أن دولة الصهاينة تدرك التغيرات الميدانية الجدية التي باتت تؤرقهم، حتى صاروا بحاجة إلى قائد عسكري يطمئنهم على مستقبلهم، وبدل أن يهدد كعادة رؤساء الأركان باحتلال غزة وتدمير جنوب لبنان، صار الحديث عن عدم قدرة حماس وحزب الله على احتلال أرض من صلب الأرض التي باركها حسني مبارك، وغيره من حكام العرب دولة للصهاينة، واعترف فيها بعض الفلسطينيين على أنها إسرائيل.

 

إن هذه التصريحات لتعكس تحولاً استراتيجياً مهماً في الفكر الصهيوني، عبرت عنه زعيمة حزب  كاديما "تسفي لفني" وهي تقول في كلمة ألقتها في مؤتمر هرتسليا للشؤون الإستراتيجية: "إن الإسرائيليين ينظرون بقلق لما يحدث بالخارج خاصة في مصر وتونس، ويرون أن (إسرائيل) محاطة بالأعداء ويشهدون عمليات تجريدها من شرعيتها". إن شعور مواطني (إسرائيل) هذه الأيام هو انعدام اليقين إلى درجة الخوف، معتبرة أن هذا أمر يميز دولة (إسرائيل)، وهو ظاهرة لا يمر فيها غالبية مواطني دول العالم".

 

في المقابل، يستبشر ملايين اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين، ولسانهم يقول: إن غالبية مواطني دول العالم أقاموا دولهم على أرضهم، ولم يغتصبوا أرض شعب غيرهم، ولم يستخفوا بدماء غيرهم، لذلك تركوا الخوف والقلق ملكاً خالصاً للصهاينة في إسرائيل.