خبر كيف الحفاظ على السلام -هآرتس

الساعة 09:13 ص|08 فبراير 2011

كيف الحفاظ على السلام -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الهزة التي تمر بها مصر تثير القلق في اسرائيل. نظام حسني مبارك حافظ بتمسك على اتفاق السلام، وعمل كعامل استقرار في المنطقة، وأيد توسيع دائرة الاتفاقات بين اسرائيل والفلسطينيين والى الدول المجاورة. ثمانية رؤساء وزراء اسرائيليون تبوأوا مناصبهم في السنوات الثلاثين من حكم مبارك كان بوسعهم أن يعتمدوا عليه كسند استراتيجي، حتى عندما أداروا حروبا في جبهات اخرى وعمقوا الاحتلال والاستيطان.

        المظاهرات في مصر والانتهاء المرتقب لولاية مبارك تبعث في القدس الخوف من ان يكون من يحل محله أقل ودا، ان لم يكونوا معادين لاسرائيل. التخوف ينبع من مواقف اللاعبين الجدد في الساحة السياسية المصرية: الرأي العام الذي يرفض سلوك اسرائيل تجاه الفلسطينيين والاخوان المسلمون وجماعات المعارضة الاخرى، ممن عارضوا اتفاق السلام. الانفجار في نهاية الاسبوع قرب العريش، والذي أدى الى قطع توريد الغاز الطبيعي من مصر الى محطات توليد الطاقة الاسرائيلية، عمق القلق مما يرتقب لعلاقات الدولتين اذا ما انهار النظام الحالي.

        رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يخشى ظاهرة "ايران ثانية" خلف الحدود، دعا الولايات المتحدة والدول الغربية الى تخفيف حدة الصدمات في مصر وتأييد النقل المرتب للسلطة. نتنياهو يروج للحفاظ على السلام مع مصر، كعامل حيوي في أمن اسرائيل ويطلب من خلفاء مبارك ومن الدول الغربية ان يضمنوا احترام الاتفاق من العام 1979.

        نتنياهو محق: فالحفاظ على السلام هو حيوي لاسرائيل وللاستقرار الاقليمي حقا. ولكن نتنياهو لا يمكنه ان يكتفي بالمطالب وعليه أن يسأل نفسه ماذا يتعين على اسرائيل أن تفعله كي يحفظ السلام. الجواب واضح: بدلا من التمترس خلف مخاوفه، والانشغال بتراشق الاتهامات مع الفلسطينيين على المسؤولية عن الجمود السياسي، فان عليه أن يظهر بان اسرائيل ليست مغلقة الحس امام نبضات القلب في المنطقة ومستعدة بجدية لحل النزاع مع الفلسطينيين وقبول اليد الممدودة من الاسد. وبدلا من التمسك بعالم الامس، على نتنياهو أن يؤيد مبادرة السلام العربية، التي تجاهلها حتى الان. وهكذا تساهم اسرائيل بنصيبها في خلق شرق اوسط جديد، ديمقراطي ومستقر.