خبر التجربة التي فشلت -يديعوت

الساعة 09:12 ص|08 فبراير 2011

التجربة التي فشلت -يديعوت

لا ذهب في القدس

بقلم: يرون لندن

القدس، كما يفكر مؤيدو الضم ومعارضوه، هي القلب المرير للنزاع بين اليهود والعرب. فالى الخلية الاقليمية الضيقة، التي تعتمل دون انقطاع، القيت الصور الزائفة للماضي واختلطت بالاماني بمستقبلين مختلفين. هذان المستقبلان لن يتحققا، قبل أن تتغير المواد الاساس التي يصنع منها الانسان.

سلالم تصعد الى السماء، ملائكة تصعد وتهبط عليها. صلوات تدس في شقوق حائط قديم ومنها تتسلل الى سدة الرب. حصان عجيب ينطلق من الصخرة التي هي اساس العالم. عظام الاولياء تستيقظ من الرماد وترتدي العظام. وها هو، يعود اليسوع، والمهدي هو الاخر يعود، واستعدوا لوصول المسيح.

حقائق قليلة واكاذيب عظيمة تتضارب هنا. المدينة لا تتصرف كمكان سكن لبني بشر أسوياء العقل، بل كخدعة تضليل شريرة. مراجعة الخدعة ستكشف النقاب عن أن الشيطان منطقي ويملك اخلاقا شيلوكية. أحد لم يقل لكم ان تضمنوا دينكم بلحمكم. في هذه المدينة الاحتمال لايجاد الصيغة لهدوء طويل السنين قريب من احتمال قدرة الكيمياء على ان تخلق من الوحل ذهبا.

في هذه الظروف قرر اليهود اجراء تجربة تاريخية، فقد ضموا الاجزاء الشرقية من المدينة ودفعوا حدودها شمالا وجنوبا، الى الوراء والى الامام. وتفحص هذه التجربة قدرة اليهود على احتواء العرب الذين ابتلعوهم وفرض الحكم عليهم بقدر ما من العدل. وهكذا، منذ 43 سنة، في الرحاب الذي يقع بين بيت لحم وأطراف رام الله يفحص استعداد التابعين للتسليم بالصفقة المركبة التي فرضت عليهم: سلسلة من الفضائل المادية مقابل التنازل الصامت عن القدس العربية. للعرب يمنح الحق في المشاركة في الحياة الاقتصادية لاسرائيل، الحصول على بدل تأمين وطني والخروج من حدود السجن الكبير الذي يعيش فيه اخوانهم الفلسطينيون. السكان المضمومون مخولون برفض الامتيازات المعروضة عليهم ولكنهم يقمعون بيد من حديد في محاولتهم انقاذ مدينتهم من الخناق.

اذا لم تنجح التجربة، فسيجسد الامر فشل ادعاء اليهود بان يحدثوا في دولتهم نظاما يتمتع به أبناء الاقليات "الساكن الذي في مدينتك"، من شروط معيشية، حتى لو لم تكن مماثلة للشروط التي تتمتع بها الاغلبية فان الفارق بين هؤلاء واولئك لن يصرخ الى السماء.

يخيل ان الجميع يفهمون ما الذي يوجد على كفة الميزان، ولكن أصحاب القرار لا يتصرفون كما يستدعي فهمهم. أنا لا أفهم هذا. وكمن اعتقد منذ البداية بان ضم المناطق المحتلة هو مصيبة تاريخية، ظننت أن اغلبية اليهود، الاغلبية الكبرى التي تتبنى "المدينة التي اعيد وصلها"، ستتصرف بدهاء يؤجل حل لغز الخدعة. ويبدو أنني عانيت من تقدير مبالغ فيه لفهم الملحِقين. فلم أجد سبيلا آخر يشرح لماذا يعملون بثبات من أجل تبرير اسوأ رؤى يهود مثلي.

هذا الاسبوع أمرت محكمة العدل العليا بان في غضون خمس سنوات لا بد أن يتم ضمان التعليم المجاني لكل العرب من سكان القدس. وأنا واثق من أن أمر القضاة لن ينفذ، ولهذا فان القيمة الوحيدة لهذا القرار هي المعلومات الكنز التي فيه. يتبين ان لجهاز التعليم في القدس الشرقية ينقص ألف صف تعليم. 5.300 طفل لا يتعلمون على الاطلاق. 40 ألف يتعلمون في مؤسسات خاصة ويدفعون مالا طائلا. نصف التلاميذ يتساقطون قبل أن ينهوا قانون التعليم الاساس.

هذا هو الوضع منذ نحو نصف قرن بعد أن "اعيد وصلها". هذا هو الوضع في الايام التي يتجرأ فيها رئيس الوزراء على الادعاء بان حقوق العربي في القدس مشابهة لحقوق اليهودي. هذا هو الوضع في الايام التي يسلب فيها اليهود من العرب بيوتهم بأموال يتبرع بها يهودي أمريكي يمسك بيده ما يسمى في الكتاب المقدس "مطلق الحمام".