خبر لا جواب من القدس- هآرتس

الساعة 09:11 ص|08 فبراير 2011

لا جواب من القدس- هآرتس

بقلم: نيفا لنير

(المضمون: بيان أن اسرائيل لا تفعل شيئا لتقديم حل الصراع مع الفلسطينيين - المصدر).

في افتتاح "مؤتمر هرتسليا" – بعد أن دعا الرئيس شمعون بيرس اسرائيل والفلسطينيين الى تجديد محادثات السلام ("فقد التاريخ صبره، وهو يتصرف في ايقاع منطلق سريع، فاما أن ننطلق معه وإما ان ينطلق من غيرنا") – أضاف وقال انه في نهاية الاسبوع هاتفه نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وسأله عن رأيه فيما يجري في مصر والرد الصحيح على الازمة هناك. قال بيرس: "اقترحت عليه ان من المناسب في موازاة الرباعية السياسية انشاء رباعية اقتصادية تأتي بجماعة الاعمال العالمية للاستثمار في دول الازمات".

        إن خطاب بيرس في هرتسليا، واعلان الرباعية الاخير – عدم الاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد – وتناول الازمة في مصر هي بشائر لحكومة نتنياهو: بشرى خير وبشرى شر.

        نبدأ بالخير: من ذا يذكر خطاب القاهرة وخطاب بار ايلان، والتعوج حول تجميد البناء، والعلاقات العكرة بين اوباما ونتنياهو بل حتى بعثة المسؤول عن دفع التفاوض قُدما، جورج ميتشيل؟ كذلك تبخر وعد نتنياهو لاوباما بأن يمضي بعيدا في سخائه على الفلسطينيين. أصبح مجلس النواب الامريكي أكثر جمهورية وأصبح اوباما أكثر عناية بالداخل الامريكي. لا صلة بيننا وبين الاضطرابات في تونس ومصر والغليان في الاردن. ستُتم الحكومة سنتين ويمكن تنفس الصعداء. لا يوجد ضغط.

        والنذير الآخر هو انه اذا لم يُفعل فعل حقيقي فان التاريخ "سينطلق من غيرنا"، ولن يركب نتنياهو التشرتشلي أمواجه، ولن يُكتب اسمه في صفحاته لذلك. هذا نذير شر لمن كان حفيف أجنحة التاريخ نغم حياته، ولمن زعم مقربوه حتى المدة الاخيرة انه يوشك ان يفاجيء بمبادرة سياسية بعيدة المدى.

        يبدو أن كبار المتفائلين الذين يؤمنون بأن تحقيق تسوية مع الفلسطينيين يكمن في احدى الخطط التي تم الاتفاق عليها والتي هي في متناول اليد – ابتعدوا عن آمالهم. تحدثت هذا الاسبوع الى بعضهم. قال أحد مديري التفاوض مع الفلسطينيين في الماضي: "لا يوجد شريك اسرائيلي يقود المسيرة. كذلك فان البراغماتية القليلة التي يحاول نتنياهو إحداثها بعيدة عن المطلوب للتوصل الى تسوية". وقال آخر، ورجلاه عميقتان في هذا الشأن: "لم تُعط مستويات التنفيذ أي توجيه لاعداد خطة عمل لتقديم التفاوض، إن السلبية هي اسم اللعبة. هذا الامر لا يعني أحدا ببساطة".

        في الاسبوع الماضي، في ذروة الأحداث في القاهرة، اقتبس الصحفي الامريكي توماس فريدمان من كلام مسؤولين كبار في الادارة الاسرائيلية يزعمون ان "الأحداث في مصر تبرهن على ان اسرائيل لا تستطيع التوصل الى سلام ذي بقاء مع الفلسطينيين". وذكر فريدمان ان "هذا غير صحيح وخطر"، وذكّر بأنه اقترح على اوباما في الماضي ترك الانشغال بحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، لكنه يحثه الآن على وضع خطة سلام خاصة به على المائدة. "يا اسرائيل، إن عاصفة كبيرة تتجه إليك فاهربي منها" – يدعو فريدمان ("هآرتس"، 4/2). والقدس لا تجيب.

        يتحدث فريدمان كما يقول خبراء اسرائيليون بالشأن الامريكي، الى الرئيس في واشنطن لكنه يقصد القدس، التي تشكو من انصراف امريكا عن تأييدها لمبارك. "كل ما فكرنا فيه مدة الثلاثين سنة الاخيرة لم يعد ذا صلة"، يقتبس فريدمان من كلام مسؤول اسرائيلي كبير (في الخدمة الاحتياطية) عما يجري في مصر. والمشكلة انه عندما يزداد عدد الامريكيين الذين يعتقدون هذا في اسرائيل، فان السؤال ما الذي سيتحقق قبل: أهوى فريدمان – خطة يضعها الرئيس اوباما – أم الحساب الذي سيتم تقديمه لاسرائيل عن رفضها. ولا يتوقع أحد مبادرة اسرائيلية.