خبر شباب التحرير.. أيام الحسد! .. ميرفت صادق

الساعة 10:34 ص|07 فبراير 2011

شباب التحرير.. أيام الحسد! .. ميرفت  صادق

 

مؤخرا، في أيام الثورة القلبية، تعود كثيرا إلى ذهني قصيدة محمود درويش، تلك التي أرّخت لاجتياحات الضفة الغربية عام 2002، "حالة حصار"، حينما اعتقدنا أن العالم بأسره يقف متفرجا عندما تدوسنا الدبابات ويقتحم الجنود ليلنا الذي لم يكن آمنا يوما... ومن بين ما اعتقدنا أيضا أن الشعوب نائمة وبقينا نصيح "وين العرب.. وين الأمة" بلا مجيب!

اليوم أتذكر ذلك المقطع:

 

 "لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.

 

إخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.

 

ثم يقولون في سرِّهم:

 

ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:

 

لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا. "

 

أشعر بحاجة كبيرة لأكتب لشباب التحرير عن حالنا، "ليت الحصارَ هنا علنيّ"، وأسرد لهم أياما من الحسد والغبطة تجتاحنا منهم وتجاههم..

 

أحسدهم، لأننا في سنين السواد الفلسطيني الأخيرة، فقدنا روح الشباب، عندما كنا نخرج بلا وازع "خوفي" جميعا، من منا كان ليفكر مرتين قبل خروجه في مسيرة أو جنازة لشهيد؟،... كنا نعتقد أن المسيرات هواؤنا الذي نتنفسه بعد اجتياح من الاختناق.. لولاها لانفجرنا...

 

ثم كانت المسيرات، وسيلتنا كي نقول كم نحب هذه البلاد، ونهتف لهوائها وترابها ولكل ما فيها...

 

ليست المسيرات فقط، كثير مما ينجزه شباب التحرير اليوم، كنا نبدع فيه قبل سنوات.. ماذا أكثر من الموت... فعلناه، عن حب، كي تحيا هذه البلاد!!

 

اليوم، نحسد شباب التحرير لأنهم يهتفون ويقتلون لأجل مصر بملء قلوبهم,,, ونكره أنفسنا لأننا جَبُنّا ولم يعد هذا الوطن يستحقنا... كما استحقت مصر شبابها...

 

اليوم ننظر نحن إلى "أخوة لنا خلف المدى".. في مصر وتونس واليمن وغيرها.. ونقول ليتنا نعود كيفما كنا.. أو نتنحى عن جسر الخوف هذا...

 

أمام شباب التحرير مطالب، إنسانية – بسيطة نوعا ما-؛ عدالة، حرية، كرامة...

 

وأمامنا- نحن النائمون الخائفون- بلاد بعين الأم تنتظر!

 

لشباب التحرير "بلادٌ على أهبة الفجر".. ولنا، بلاد صرنا لكثرة التحليق فيها بصمت "أقل ذكاءً" وحياءً، ننظر إلى الغير ونعجب بهم بلا فعلٍ سوى الانبهار!!

 

وكفى!

 

 

ميرفت  صادق

* اليوم الثالث عشر للثورة