خبر « من يدير الدولة؟ » -يديعوت

الساعة 09:30 ص|07 فبراير 2011

"من يدير الدولة؟" -يديعوت

بقلم: ايتمار آيخنر

جلسة الحكومة، التي جاءت لالغاء تعيين اللواء يوآف غالنت رئيسا للاركان، تحولت أمس الى حرب الجميع ضد الجميع. واستغل الوزراء النقاش المشحون على أي حال لتصفية الحسابات الواحد مع الآخر الى أن نفد صبر رئيس الوزراء وصرخ على الوزراء: "أوقفوا النار".

رغم النقاش العاصف الذي استمر ثلاث ساعات، فان السطر الاخير كان واضحا: 26 وزيرا أيدوا إلغاء تعيين غالنت، كما اقترح رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وزيران، ايلي يشاي وميخائيل ايتان لم يحضرا النقاش. ووزير واحد فقط، هو عوزي لنداو (من اسرائيل بيتنا) رفض التخلي عن غالنت بل واصطدم جراء ذلك مع نتنياهو.

باراك تحت النار

لم يخفِ الوزراء غضبهم على وزير الدفاع. موشيه يعلون اتهم ايهود باراك بانه دفع الحكومة "للثرثرة" حول تعيين غالنت: "علينا ان نعترف باننا كحكومة فشلنا في هذه العملية. في الاشهر الاخيرة قطعنا طريقا ملتويا وبشكل لا داعي له أضرينا باناس مثل يوآف غالنت وغابي اشكنازي، مؤسسة رئاسة الاركان، الجيش الاسرائيلي، بالدولة وأمنها".

ولم يكتفِ يعلون بذلك فقال لباراك: "ما الذي وقف خلف طرح غالنت كمرشح؟". لماذا كان ضغط لتعيينه رغم الادعاءات عليه ليس فقط في قضية الاراضي بل وداخل الجيش ايضا؟" وهكذا ألمح يعلون بالانتقاد المزعوم على مدى ملاءمة غالنت المهنية للمنصب.

وهاجم يعلون باراك ايضا على "المعركة التي تدار في مكتب الوزير ضد رئيس الاركان ورجال مكتبه، وفي مركزها ادعاءات بالمؤامرة. وزير الدفاع تحدث عن اخفاقات اخلاقية، قيمية ومهنية لرئيس الاركان وحاول أن يشرح لماذا محظور عليه ان يواصل حتى ولو ليوم واحد آخر. انا، الذي أتواجد في مداولات السباعية، المجلس الوزاري والحكومة لا أعرف عما يدور الحديث. بالعكس، سمعت وزير الدفاع يثني على رئيس الاركان ويقول انه ممتاز. لا يمكننا أن نقول ان هذا لا يمس بأمن الدولة".

اما باراك فلم يبقَ صامتا. وقال ليعلون: "قرأت الكتاب الذي كتبته. عندما تتحدث عن الضرر للامن، عن دوافع شخصية او لا سمح الله عن فقدان التوازن، راجع كلمة الحكماء المأثورة افحص ذاتك مسبقا".

فتميز يعلون غضبا واتهم وزير الدفاع بمحاولة التشهير باشكنازي قائلا: "ساذج من يعتقد أن محاولة ربط التحقيق مع هيرباز برئيس الاركان هي محاولة بالصدفة".

الوزير سلفان شالوم هو الاخر انضم الى الهجوم على باراك وقال: "نحن بحاجة الى رئيس أركان يتحدث مع ألويته وكذا لوزير دفاع يتحدث مع رئيس الاركان".

حاول نتنياهو تهدئة الخواطر ووبخ الوزراء قائلا: "اوقفوا النار. اطلب منكم ضبط النفس. اطلب وقف الضربات، لا يوجد شخص هوجم حول هذه الطاولة اكثر مني. وانا معتاد على مهاجمتي في وسائل الاعلام ولا افقد التوازن".

يعلون: سيدي رئيس الوزراء، أنا لا أدافع عن نفسي بل عن رئيس أركان حالي. وهو يتعرض للهجوم من مكتب وزير الدفاع، ولهذا فان علينا ان ندافع عنه. لا يمكن أن يباح دمه دون أن نحميه".

"احباط مركز لغالنت"

بالمقابل، ألمح باراك بان من سقط ضحية للمؤامرة كان غالنت بالذات: "اعلنت قبل خمسة اشهر عن بدء المقابلات لمنصب رئيس الوزراء، وعلى الفور جاءت وثيقة مزيفة تسمى "وثيقة هيرباز". من اعتقد ان هذه صدفة في أن تنفجر في قضية الاراضي لغالنت من جديد في الاسابيع الاخيرة – لا يعرف اين يعيش".

ومع انه أوصى الوزراء بالغاء تعيين غالنت – الخطوة التي وصفها بانها "قرار غير سهل" – فلا يزال باراك مقتنع بقدراته: كلنا نفهم بانه لو تنافس غالنت على منصب وزير الدفاع او وزير الشؤون الاستراتيجية لكان حصل على التأهيل القانوني لاداء هذا المنصب. مفهوم أن منصب رئيس الاركان هو منصب آخر ويتطلب، عن حق، قيما ومعايير أعلى".

"الساحة السياسية تخفض الرأس"

الوزير الوحيد الذي لم يقتنع بالتخلي عن غالنت كان عوزي لنداو. "يوجد هنا جنون عام للساحة الاعلامية التي تجري فتكا عاما فيما أن الساحة السياسية تخفض الرأس"، قال متوجها الى نتنياهو: "اني ادعوك الى ابلاغ محكمة العدل العليا انه مع كل الاحترام، فان من يعين رئيس الاركان هو رئيس الوزراء ووزير الدفاع".

وحين رفض رئيس الوزراء، همس لنداو نحوه: "انا مذهول من موقف رئيس الوزراء ووزير الدفاع". نتنياهو: "وانا مذهول من موقف لنداو في ضوء الامور التي عرضت هنا".

ومع أنه أيد غالنت، أوضح لنداو أمس، بانه من أجل الاستقرار في قيادة الجيش لن يعارض تعيين غانتس حين يطرح على الحكومة يوم الاحد القادم. وقال لنداو: "المسألة هي من يدير الدولة: رئيس الوزراء، محكمة العدل العليا، وسائل الاعلام ام الموظفون؟". واضاف: "حسب معايير دير المزايدين اليوم، اريك شارون ما كان ليصل الى رتبة قائد كتيبة، وموشيه دايان ما كان ليصل الى رئاسة الاركان".