خبر تقرير: ورقة التهديد الصهيونية الجديدة التي يجب أن يحسب لها حساب

الساعة 08:30 ص|07 فبراير 2011

تقرير: ورقة التهديد الصهيونية الجديدة التي يجب أن يحسب لها حساب

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

مازالت تأثيرات ثورة الشعب المصري على المنطقة العربية برمتها قائمة، وعلى القضية الفلسطينية بشكل خاص، حتى "إسرائيل" باتت تحسب للأمر حساب، وبدأت في الآونة الأخيرة تهدد بإعادة احتلال محور صلاح الدين وهو الشريط الفاصل بين مصر وغزة.

 

فبعد الثورة التي اندلعت في مصر، هددت "إسرائيل" بأنها لن تسمح بإطلاق الصواريخ، وستعمل بكل ما وسعها من أجل الحفاظ على "أمنها" كما تدعي وستعمل على احتلال محور صلاح الدين أو ما تسميه بمحور "فيلادلفيا".

 

يُشار، إلى أن محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وقد سيطرت قوات الاحتلال وفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية "الإسرائيلية" لعام 1979، ولكن بعد معاهدة أوسلو عام 1995، وافقت "إسرائيل" على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن.

 

ولم يستبعد محللون في أحاديث منفصلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن تقوم "إسرائيل"

بإعادة احتلال محور صلاح الدين، نظراً لهوسها الأمني الشديد وخوفها، خاصةً بعد إندلاع ثورة مصر، والتي يُتوقع أن تأتي بحكومة قريبة من الشعب الذي يرفض التطبيع مع "إسرائيل".

 

فمن جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسية طلال عوكل، أن التهديدات الصهيونية متواصلة، وظروف مصر الحالية ستكون مبرر لـ"إسرائيل" للقيام بعمل عدواني على محور صلاح الدين، من أجل ما تسميه بوقف عمليات التهريب.

 

وأوضح عوكل، أن احتلال محور صلاح الدين لن يكون كاملاً، حيث ستقوم "إسرائيل" بإعادة احتلاله جزئياً لحين تشهد الأوضاع في مصر هدوءاً.

 

وحول ما يمكن فعله حيال هذه التهديدات، أشار عوكل، إلى ضرورة أن تأخذ القيادة الفلسطينية التهديدات الإسرائيلية في الحسبان، مبيناً أن أي عدوان يحتاج إلى رد، حيث سيكون احتلال المحور بمثابة حصار كامل وخانق ومشدد على غزة، ولا مجال لغير المقاومة لهذا العدوان.  

 

فمن ناحيته، أكد الدكتور أسعد أبو شرخ الكاتب والمحلل السياسي، أن "إسرائيل" جادة في الهجوم على غزة، وفعل أي شئ ضده، حتى لو كلفها الأمر إعادة احتلال محور صلاح الدين، حيث تنتهز فرصة مايحدث في مصر.

 

واستدرك الدكتور أبو شرخ قوله:"لكن "إسرائيل" تدرك أن الأمر سيكلفها الكثير وسوف تكون عرضة للمقاومة الفلسطينية التي ستتصاعد على هذا المحور، حيث ستكون المقاومة أشد في تلك المنطقة، كون العدو سيكون الصهيوني أقرب".

 

وأضاف الدكتور أبو شرخ، أن الخطوة- أي احتلال محور صلاح الدين- على المستوى الدولي ستكون ضد "إسرائيل"، وستدخل في صدام مع مصر حيث تعد الأخيرة جزء من الاتفاق حول المحور، وستظهر بمظهر الناقض بالوعود أمام مصر وسيأتي بالوبال ضد "إسرائيل".

 

وحذر الكاتب والمحلل السياسي، القيادة الفلسطينية أن تحمل هذه التهديدات على محمل الجد، وتأخذها في الحسبان.

 

وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل، أشار إلى إمكانية أن تستغل "إسرائيل" انشغالات العالم بالاحتجاجات الاجتماعية في عدد من الدول العربية لتنفيذ عدوان جديد على قطاع غزة وإعادة السيطرة على محور فيلادلفيا، لكنه أكد أن الشعب الفلسطيني بالمرصاد لأي عدوان.

 

وأضاف، البردويل أن الشعب الفلسطيني أخذ على نفسه أن يحمي نفسه بنفسه، ومن المحتمل أن يستغل العدو ما يحصل في مصر لإعادة احتلال محور فيلادلفيا، على الرغم من أن هذه الحدود مسيطر عليها فلسطينياً بشكل جيد، لكنه بالتأكيد إذا نفذ ذلك فسيدفع الثمن غالياً، وستكلفه هذه العملية ثمناً مادياً وسياسياً باهظاً دون أن يجني من ورائها أي شيء".

 

جدير بالذكر،محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا (بالعبرية:ציר פילדלפי)، هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر. ووفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية لعام 1979، تسيطر القوات الإسرائيلية وتحرس تلك المنطقة العازلة.[1] وبعد معاهدة أوسلو عام 1995، وافقت إسرائيل على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن. كانت أحد الأغراض الرئيسية من المحور هي منع تهريب المواد الغير مشروعة (بما في ذلك الأسلحة والذخائر والمخدرات الممنوعة قانوناً)، وأيضاً منع الهجرة الغير مشروعة بين المنطقتين. يلجأ الفلسطينيون إلى حفر أنفاق تهريب تحت محور صلاح الدين لإدخال وتهريب بعض من تلك المواد إلى داخل قطاع غزة وذلك بمساعدة من بعض المصريين.[2]