خبر الدولاب يدور الى الوراء- يديعوت

الساعة 09:19 ص|06 فبراير 2011

الدولاب يدور الى الوراء- يديعوت

دولة اسرائيل في خطر

بقلم: ايتان هابر

قسم لا بأس به من مواطني دولة اسرائيل يؤمن بان إلها أعلى سيقف معنا عند الضائقة، شيء ما مثل العزف الجميل في ليل الفصح – "وهو الذي وقف الى جانب ابائنا واجدادنا والى جانبنا". قسم آخر لا بأس به من مواطني الدولة يؤمنون بالاساطير وبالقصص الحقيقية عن القوة العظمى للجيش الاسرائيلي وقدرات "الشعب المختار" على حد سواء. لدينا حل لكل مشكلة أمنية، يقولون وبشكل عام يغمزون باحدى العينين. بمعنى: "نحن نعرف ومحظور علينا أن نروي".

استمعت منذ وقت غير بعيد لعصبة من الاشخاص بدوا لي مثقفين وكانوا يتحدثون عن المنشآت النووية الايرانية. وقال احد المثقفين "ولنا نحن مائة قنبلة نووية". وبهدوء، وكأن به من يعرف السر اضاف: "حسب الخطط، سندمر كل ايران". وعندما انتقلوا للحديث عن تركيا قال: "سنحتل كل تركيا". وقد بثت كل كلمة له ثقة في النفس.

الوضع الامني والاقتصادي لاسرائيل يحرك كثيرين وطيبين الى الايمان بان "لم يكن وضعنا أبدا افضل من الان". فالارهاب توقف تماما، هدوء على حدودنا، الاستقرار الاقتصادي يحظى بالثناء – فما الذي نحتاج اكثر من ذلك، وليس لدينا بعد؟ صحيح، في الوضع السياسي يوجد مجال للتحسينات، ولا سيما في الزمن الاخير ولكن لا يوجد مثيل لنا: الطائرة الى الاجازة في الجزر المولدافية تقلع بعد بضع دقائق. نعيش نحن.

صورة الوضع تبدو مغايرة تماما من الطابق الثاني في مكتب رئيس الوزراء في القدس ومن الطابق الـ 14 في مكتب وزير الدفاع في تل أبيب. سحب متكدرة في سماء دولة اسرائيل – وعندما سيهطل المطر، من المعقول الافتراض باننا سنتفاجأ: المظلة الامريكية والاوروبية لن تحمينا من الطوفان، والدول العربية المعتدلة، تلك التي حت وقعت على سلام معنا، ستتعرض للتغييرات، مثل الذئب في القبعة الحمراء. نحن، كالمعتاد، سنعقب بـ "لم نعرف" أو "لم نقدر بان الامور ستكون الى هذا الحد"، وسندفع أثمانا باهظة جدا. هناك من يقولون مؤخرا ان دولة اسرائيل في خطر.

أمام ناظرينا ينهار عامودا اسناد، عليهما استندت دولة اسرائيل في العقود الاخيرة:

الدول العربية التي تسمى "معتدلة" تغير الحكم والالوان. من ناحيتنا، تغيرها الى الوان قاتمة. لا يوجد ما يساوي المساهمة الاستراتيجية للسلام مع مصر والاردن: إمكانية عدم الاحتفاظ بقوات كبيرة امام سيناء ونهر الاردن، توجيه ميزانيات طائلة، مليارات، لبنود ليست أمنية، الهدوء في أعقاب التأييد الصامت والثابت من مصر والاردن لخطوات اسرائيلية مختلفة (بما في ذلك "رصاص مصبوب"، "السور الواقي" وحربين في لبنان) كانت لنا ذخرا وطنيا لا يقدر بالذهب. والان يدور دولاب الحظ لدينا الى الوراء، 30 سنة وأكثر، ولا سمح الله سيعود الطوق الاسلامي (الان مضاف اليه ايران وتركيا) في محاولة لخنقنا.

الولايات المتحدة واوروبا لم تعد تؤدي التحية وتقول "نعم" لكل فعل اسرائيلي. والاسوأ من ذلك: يخيل أنه توجد مؤامرة صامتة بين دول العالم الحر، والتي تفهم الواحدة الاخرى بغمزة عين في أنه ينبغي بل ويجب دفع دولة اسرائيل الى الحائط. لماذا الغمز؟ كي لا تتهم باللاسامية، اعوذ بالله. نحن نشهد في هذه الايام سياقا متدحرجا من نزع الشرعية عن دولة اسرائيل، وبالمقابل، وليس صدفة سياق متقدم من الاعتراف بدولة فلسطينية، سيشمل على ما يبدو العالم باسره. في مثل هذه الحالة سنقول وداعا مع حلول الوقت للكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة، سننسى التجريد العسكري ولن نعود نذكر للاغيار في العالم خطر "حق العودة" للفلسطينيين. سيتعين علينا في حينه ان نشكر الفلسطينيين على أنهم لشدة حسن نيتهم لن يطرحوا المنسيات والكواشين على احياء صميل وجاموسين، اللذين هما اسكان ببلي وشارع ابن جبيرول، اليوم، في تل أبيب.

منذ حرب يوم الغفران درجوا في شعبة الاستخبارات على اعداد قائمة "مؤشرات تدل على الحرب". ويتقرر هناك، في أعقاب المفاجأة المريرة لتلك الحرب، ماذا ينبغي أن يحصل في اراضي العدو كي يوقظنا هنا. على ما يبدو لا يوجد شيء كهذا في الجانب السياسي، ولو كان، لكنا قرعنا كل الاجراء: دولة اسرائيل في خطر.