خبر لعبة الغرب -هآرتس

الساعة 09:15 ص|06 فبراير 2011

لعبة الغرب -هآرتس

بقلم: روعي تشيكي أراد

(المضمون: لا يرى الكاتب سببا للخوف والقلق من تحول مصر الى الديمقراطية حتى لو انضم الاخوان المسلمون الى الجهاز السياسي - المصدر).

في اسرائيل اجماع واضح على ضرورية الديمقراطية، يمتد من مؤيدي عزمي بشارة الى اصدقاء يعقوب كاتس. أي أن هذا الطيف يسوده عدم اتفاق واسع لكن لا أحد يعارض حقيقة وجود انتخابات، وبث دعاية داحضا ومراقبي انتخابات غافين. وبقدر كبير حتى لو كان للناس اعتراضات على مدى الديمقراطية وطريقة الانتخابات فمن الواضح انه لا اعتراض على مجرد الفكرة الديمقراطية.

                 لكن عندما يكون الحديث عن مصر، يرتجف الاسرائيليون فجأة. فمجرد تعبير "الاخوان المسلمين" يجعل أحناك المحللين الضعيفة تفغر، برغم أنني لا أعتقد ان أحدا كان يعارض أن يكون لاسرائيل حدود أو اتفاق سلام مع السعودية التي لا يوجد أشد تمسكا بالاسلام منها. حاول اهود اولمرت بما أوتي من قوة تقديم اتفاق مع السعوديين ولم تمنعه قوانين الشريعة من ذلك.

                 في مصر الديمقراطية سينضم الاخوان المسلمون ايضا الى الائتلاف مثل شاس عندنا، ولا شك في أن قوانين الاسلام لن تُفرض بصرامة كما هي في السعودية. فما بقيت الطريقة الديمقراطية محافظا عليها على نحو ما فان الامور تتخذ حراكا خاصا بها. وفي مصر ايضا تراث شيوعي وقد يهتز الرقاص بنفس القدر الى اتجاه أكثر علمانية. وقد عرفت القدس رئيس بلدية حريديا ولا يبدو لي انه كان اسوأ كثيرا من جهة الحرية العامة من اولمرت أو من نير بركات.

                 لم اقرأ مقالات مهدِّدة، تدعو الى الغاء الانتخابات في القدس بسبب الأكثرية الحريدية التي تظهر في المدينة. وبرغم وجود غضب كبير على افعال اسرائيل في المناطق، ثم اجماع في مصر يتعلق بوقف وضع الحرب مع اسرائيل الذي يوافق عليه ايضا محمد البرادعي والاخوان المسلمون والجيش بطبيعة الامر الذي يحتاج الى مساعدة الخارج كما هو من النادر حقا ان نسمع في اسرائيل اصواتا تدعو الى الغاء الاتفاقات مع مصر أو انشاء صرح من أنقاضها.

لا تعني حقيقة أنني اؤيد الديمقراطية في مصر بالضرورة أن اؤيد نتائج هذه الديمقراطية. بالعكس. إن اللذة في الديمقراطية انه تمكن الشكوى. كانت الثورة الفرنسية لحظة مهمة في التاريخ لكنه لا يجب علي أن أوافق على المقصلة أو مطامح عظمة نابليون، ولا حتى مع نيكولا ساركوزي وطرد الغجر. يمكن تأييد الديمقراطية في الولايات المتحدة مع الاعتقاد ان جورج بوش الابن يجب ان يُحاكم في لاهاي عن الجرائم التي تم تنفيذها في مدة ولايته، أو أن نصاب بالذعر للجهل والعنصرية والتدين هناك.  

الديمقراطية هي نقطة بدء. في الحقيقة انها أعلت في اسرائيل نصيب افيغدور ليبرمان، لكنني استطيع بفضلها أن أقول ان ليبرمان سيء فلا يستطيع ان يطبخني – وهذا أمر ليس محققا كثيرا فيما يتعلق بزعماء كحسني مبارك أو بشار الاسد أو حاكمي السودان واليمن، الذين يستطيعون تعذيب كل انسان ينتقدهم.

ما يحدث حولنا يشبه الحلم. إن تأثير الدومينو الذي ضرب الدول الشيوعية وأسقط نظم الاستبداد العسكري في امريكا اللاتينية يؤثر اليوم في نظم الاستبداد العربية وقد نصبح في غضون عقد في مكان مختلف تماما. بخلاف حرب العراق التي حظيت في اسرائيل بدرجات تأييد عالية، وهي حرب تم تعريفها بأنها جلب الحرية الى الشعب العراقي لكنها كانت حملة سلب واحتلال أُنشئت في نهايتها ادارة دُمى – يريد المواطنون في ميدان التحرير الحرية، ويحاربون لاحرازها وهم يستحقون كل قطرة حرية وعدل اجتماعي. ليس واضحا لي لماذا ينبغي ان نشعر بأننا مهددون لذلك ومن أين لهؤلاء الناس تبجح اعتقاد ان الديمقراطية هي لعبة للغرب فقط. هذه اللحظة كان يجب ان تأتي. لا يجب ان نخاف أو أن نكون مفاجئين، بل ان نتساءل فقط كيف لم يحدث هذا قبل ذلك.