خبر أبو مرزوق :الثورة التونسية ستفسح المجال لإقامة علاقات بين « حماس » ودولة عربية أخرى

الساعة 11:08 ص|04 فبراير 2011

أبو مرزوق :الثورة التونسية ستفسح المجال لإقامة علاقات بين "حماس" ودولة عربية أخرى

فلسطين اليوم- وكالات

أكد الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة لن يصبر طويلا على طريقة سلطة رام الله في إدارة شؤون الضفة، وما تمارسه من انحراف تاريخي للثورة الفلسطينية، وسط عدم حصول أي تقدم في الاتجاه السياسي، وانغلاق كبير في المفاوضات، وانغلاق حتى في الرؤى المستقبلية للتعاطي مع الموضوع برمته من قبل السلطة.

 

وشدد أبو مرزوق خلال حوار أجراه موقع "المستقبل العربي" على أن دكتاتورية الأجهزة الأمنية وخدمتها للاحتلال هي أحد العوامل المستفزة كثيراً للشعب الفلسطيني، مذكراً أن الانتفاضتين الأولى والثانية أثبتتا قدرة الشعب الفلسطيني على نقل زمام الأمور من السلطة الرسمية إليه.

وفيما يتعلق بتوقعات الحرب المقبلة التي من الممكن أن يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، يرى أبو مرزوق أن أي حرب مقبلة ستكون ملامحها واضحة، إما من خلال تهيئة الأجواء الداخلية في الكيان الصهيوني، وتهيئة الأجواء الدبلوماسية للمحيط الإقليمي والغرب والولايات المتحدة، أو عبر استدعاء الاحتياطي العسكري الصهيوني، ونقل القوات.

 

وأشار إلى أن العدوان لن يكون مفاجئاً مئة بالمئة حين يبدأ، مضيفاً "قد لا يمكن تحديد ساعة بدء العدوان، لكن إرهاصات الحرب ستكون واضحة للعيان، وهي ليست مسألة اجتهادية، وسيكون الأمر أكثر وضوحاً من المرة السابقة".

 

وتابع "مجنون من يفكر أننا نستعد للحرب في قطاع غزة دون أن نملك أدواتها. نحن نحاول أن نملك أدوات الحرب بكافة السبل والطرق، ونبذل جهداً لمقاومة الاحتلال، وسنقاومه". مؤكداً أن الاحتلال سيخرج من هذه الحرب بصورة أكثر قتامة مما حصل له بالحرب السابقة.

 

وحول سؤاله عن أمكانية شن الكيان حربين في آن واحد أجاب أبو مرزوق: "لا أتوقع أن تفعل إسرائيل ذلك، فأي قارئ للسياسة الإسرائيلية، يعرف أن إسرائيل لا تحارب على جبهتين في آن واحد. وحين فرضت عليها الحرب على جبهتين سنة 1973، حاربت على الجبهة المصرية، وتركت الجبهة السورية، وحين وصلت الإمدادات الأميركية إلى الجبهة المصرية بشكل مباشر، نقلت قواتها إلى الجبهة السورية، وبدأت تتعامل مع الهجوم السوري".  

 

ملف المصالحة

 

وأكد أبو مرزوق لدى التطرق لملف المصالحة الوطنية أنه لا فائدة من تكرار التجارب السابقة في الملف، وقال "أعتقد أن أي حديث مستقبلي عن المصالحة، إذا لم ينطلق من قاعدة الشراكة للشعب الفلسطيني بكليته، دون استثناء، فلن نصل إلى نتيجة تذكر".

 

وأضاف "نحن نطالب بمشاركة لكل القوى والفعاليات الفلسطينية، لأن تكون هي صاحبة الشأن فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، واستئثار جهة واحدة، أو جهتين بالمستقبل الفلسطيني لم يعد مقبولاً، ولن يكون موضع انعقاد القناعة الفلسطينية عليه بأي حال من الأحوال".

 

وحول تصريحات مسؤول ملف الحوار في "فتح" عزام الأحمد، عن استعادة غزة بالقوة..؟ قال أبو مرزوق "عليه إذاً أن يشجع إسرائيل لشن حرب جديدة على غزة..!!".

 

أما فيما يتعلق بموقف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المعادي لوصول الإسلاميين للحكم في تونس، أكد أن البيان الذي صدر عن الناطق الرسمي للجبهة لم يكن مدسوساً، مضيفاً "نحن نعرف التصريح الذي صدر، ونعرف من أصدره، وقد اتصلنا به وطلبنا منه أن يسحب هذا الهراء، فسحبه،.. نحن نعرف كل التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر، وهو أمر أسخف من أن يناقش..!".

 

تونس..وقضايا عربية ودولية

 

وعن سبب ترحيب حركة حماس بقيام الشعب التونسي بالإطاحة بالرئيس المخلوع بن علي، قال أبو مرزوق "رحبنا بالثورة التونسية، لأنها تضيف ثقلاً جديداً إلى رصيد القضية الفلسطينية، فكلما كانت أنظمة الحكم أكثر قرباً من الأمة وأحاسيسها، وإلى الشعوب ورغباتها، وتطلعاتها، كلما كانت القضية الفلسطينية في سلم الأولويات بشكل أكثر وضوحاً وفاعلية في العالمين العربي والإسلامي". مؤكداً أن الثورة التونسية ستفسح المجال لإقامة علاقات جيدة بين حركة "حماس" ودولة عربية أخرى.

 

وحول سياسة حركة حماس في التعامل مع الدول العربية بشكل عام، ذكر أبو مرزوق أن حماس انتهجت سياسة تقوم على أن تقبل من الدول العربية ما تستطيع تقديمه من عون وإسناد للشعب الفلسطيني، دون أن تعكس أية سلبيات على هذه العلاقة.

 

وشدد على أن حركته تعمل على تكريس كل إيجابية من الدول العربية كافة، حتى لو بدت صغيرة، بهدف تعظيم هذه الإيجابية، وتابع "هو أمر يصب في صالح شعبنا الفلسطيني، فهو الذي كان يدفع ثمن العلاقات.. صعوداً وهبوطاً مع الأنظمة العربية. ونحن لا نريد أن نحمله أكثر مما تحمله في الماضي، جراء العلاقات الفصائلية مع مختلف النظم العربية".

 

وعن تعامل أمريكا والدول الأوروبية مع حركة حماس، قال أبو مرزوق "أصبح واضحاً جداً أن من يريد عزل حماس عن القضية الفلسطينية وتطوراتها، بما في ذلك الولايات المتحدة، أدرك خطأ هذه السياسة، وهذا ما يجري التداول فيه حتى داخل الإدارة الأميركية، حيث يقولون إنه من المستحيل عزل حركة حماس عن القضية الفلسطينية، وبالتالي، مهما طال الوقت ليس لهم من مخرج غير الانفتاح على حركة حماس".