خبر أوقفوا باراك- يديعوت

الساعة 09:12 ص|03 فبراير 2011

أوقفوا باراك- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

صباح الخير لك، أيها الوزير بيني بيغن. صباح الخير للوزراء دان مريدور، جدعون ساعر وسلفان شالوم. صباح الخير لكِ يا حكومة اسرائيل.

قبل أربعة أشهر صادقتم على تعيين اللواء يوآف غالنت رئيسا للاركان. تجاهلتم كل اشارات التحذير، أغلقتم عيونكم في ضوء سحابة الشبهات. سددتم آذانكم عن سماع توصيات الوزير ايتان أو تحفظات بوغي يعلون وسرتم اسرى خلف نغمات وزير الدفاع. بأيديكم سمحتم بالمهزلة التي وقعت هنا في الاسابيع الاخيرة وظلمتم بذلك ليس فقط الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل بل وايضا رئيس الاركان المرشح، الذي جلبه التعيين المرفوض الى حيث جلبه.

يوم الاحد ستكون لكم فرصة لاصلاح الخلل. والا تشكلوا مرة اخرى بصمة لقرارات وزير الدفاع ذي نزعة التسيد ورئيس الوزراء المجرور، بل ان تقوموا بالفعل السليم. يوم الاحد ستكونون مطالبين بالغاء تعيين غالنت واقرار تعيين اللواء يئير نافيه قائما باعمال رئيس الاركان. وزير الدفاع سيرغب في اقناعكم بان الرجل الذي اعيد لتوه من ثلاث سنوات من الحياة المدنية كي يكون نائبا لرئيس الاركان، جدير بان يكون رئيس أركان مؤقت دون نائب، على مدى فترة لن تسمح بالتداخل مع رئيس الاركان التالي. وكل هذا في الوقت الذي تهتز فيه الارض حولنا. والشرق الاوسط يشتعل. وفي غضون اقل من اسبوع يسقط النظام الاكثر استقرارا في العالم العربي.

وزير الدفاع سيقول لكم ان هذا على ما يرام. وانه على أي حال لا يدور الحديث الا عن فترة انتقالية، شهرين في الحد الاقصى، وأن انعدام فترة التداخل مع رئيس الاركان التالي ليست مصيبة كما تظنون. وهو فقط لن يشرح لماذا ينبغي الاعلان عن تعيين غالنت قبل نصف سنة مسبقا، اذا لم يكن هناك معنى لفترة التداخل. وأنتم لا بد ستستألونه لماذا هذا ضروري. لماذا تعيين رئيس اركان مؤقت عندما يكون هناك رئيس أركان قائم كثير التجربة، ضالع جيدا في شؤون الجيش ويمكن تأجيل اعتزاله بشهرين. وسيكون وزير الدفاع جاهزا جيدا للسؤال. سيتحدث عن انعدام الثقة التام بين مكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس الاركان. وسيقول انه لم يعد ممكنا العمل هكذا. وان هذا التوتر يمس بعمل الجيش، الامر الذي هو خطير على الدولة.

لا تدعوه يفلت. طالبوه بمعرفة على ماذا يتحدث. ماذا فعل أشكنازي بحيث لا يمكن ابقاؤه حتى ولا يوم واحد اضافي في المنصب ولا تكتفوا بأجوبة مجردة، غامضة، مثل تلك التي قدمها في المقابلات مع قنوات التلفزيون. من حقنا ان نعرف على ماذا يدور الحديث، قولوا له. ما الذي تخفيه عنا. عن الجمهور.

يحتمل أن يكون له، لوزير الدفاع، أمثلة عما يسميه سلوكا غير أخلاقي من جانب رئيس الاركان. الاحداث التي وقعت في الفترة الاخيرة وجرت محاولة للاثبات بان هذا وضع لا يطاق. لا يمكن العمل في مثل هذا الوضع من انعدام الثقة، كما سيقول.

وأنتم لا بد ستسألون، وعن حق، كيف حصل أنهم نجحوا مع ذلك في أداء المهام في الاشهر الاخيرة. وهل سيجرؤ أي منكم فيقول اذا كان هذا هو الوضع، فلماذا لم يقيل باراك اشكنازي منذ زمن بعيد. وسيستند باراك الى الطاولة ويضع كف يده امامه كمن يبث سرا: إذ فكرت في صالح الجيش، سيقول، في صالح الدولة. تجلدت وتجلدت الى أن وصل الوضع لدرجة اللابديل. ببساطة لا بديل. وهو سيقول انه لا توجد هنا مسألة شخصية. وأن كل شيء موضوعي. وانه يعرف بان هذا قرارا غير شعبي، وان الامر السهل كان الاعلان عن استمرار ولاية اشكنازي. ولا هذا غير ممكن. ببساطة غير ممكن.

قبل أن ترفعوا اليد، فكروا قليلا. ليس بسيطا التصويت ضد طلب وزير الدفاع ويحتمل أن يكون هناك حق في ما يقوله باراك. وأن منظومة العلاقات العكرة هذه يوجد لاشكنازي دور كبير فيها. وأن رئيس الاركان المنصرف عندنا ليس صفحة بيضاء ناصعة. وفجأة موضوع رئيس الاركان المؤقت لن يبدو لكم فظيعا بقدر كبير. فما الذي يمكن أن يحصل في غضون شهرين، كما ستقولون لانفسكم.

ولكن حذار ان تقعوا في الخطأ. القرار المودع في أيديكم من شأنه أن يكون حرجا. هذان الشهران يمكن أن يصبحا الشهرين الاكثر دراماتيكية في حياة الدولة. هذا ليس موضوع حزبيا. هذا موضوعا يتعلق بارواحنا. في مثل هذه الفترة فان أخذ شخص لم يكن في الجيش منذ ثلاث سنوات ووضعه على رأس هيئة الاركان العامة التي على أي حال منشقة وممزقة ومشوشة فهو جنون. ببساطة جنون. لا يوجد أي مبرر، لا توجد أي ذريعة، وعمليا هذا غير مسؤول. لا يوجد أي سبب يجعلكم انتم ايها الوزراء لا تقررون وضع حد لرقصة الشياطين هذه حول تعيين رئيس الاركان وتقوموا بالفعل المطلوب، الطبيعي، الصحيح، فتطلبوا من اشكنازي ان يواصل الفترة الانتقالية القصيرة هذه حتى انتخاب رئيس الاركان التالي.

لا تسمحوا بمثل هذا القرار. لا ترفعوا أيديكم لتعيين رئيس أركان مؤقت. في أيديكم أن توقفوا هذا. فأنتم، فقط أنتم ستكونون المسؤولين عن النتائج.