خبر هآرتس : استعدادات لمواجهات على كافة الجبهات أم تسوية سياسية؟

الساعة 10:38 ص|02 فبراير 2011

هآرتس : استعدادات لمواجهات على كافة الجبهات أم تسوية سياسية؟

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

كتبت ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أن بنيامين نتانياهو كان على حق عندما حذر من أن اتفاقيات السلام ستكون في خطر في حال اهتزت الأنظمة التي وقعت عليها وفقدت السلطة. وأضاف أنه صدق أيضا في تقديره بأن حسني مبارك كان حليفا ضروريا لإسرائيل، وفي مخاوفه مما قد يحصل في مصر في عصر "ما بعد الرئيس"، وفي إصراره على الاهتمام الأمني بالحدود الجنوبية، حيث أن آلاف المتسللين من أفريقيا عن طريق مصر يؤكدون الصعوبة التي تجدها القاهرة في إحكام سيطرتها وسيادتها على سيناء.

 

ويضيف الكاتب أنه على نتانياهو الآن مواجهة أبعاد تقديراته، حيث أن مبارك انهار الآن، مشيرا إلى أنه من بين قادة جميع دول العالم كان مبارك الصديق الأفضل لنتانياهو، وأن الإثنين التقيا كثيرا، وكان آخرها في شرم الشيخ قبل عدة أسابيع.

 

وأضاف أن "التقلبات في مصر دعت نتانياهو إلى اتخاذ قرار بالسماح لكتيبتين من الجيش المصري بالدخول إلى شرم الشيخ للمرة الأولى منذ انسحاب إسرائيل من سيناء. وكان نتانياهو قد ادعى لسنوات أن إسرائيل بحاجة إلى ترتيبات أمنية صارمة كورقة ضمان لاتفاقية السلام، والآن يجب عليه أن يقرر الأهم؛ التمسك بمبدأ نزع السلاح أم مساعدة السلطات المصرية في قمع انتفاضة البدو"، على حد تعبيره.

 

ويشير في هذا السياق إلى أن أية حكومة مصرية في المستقبل لن توافق على إعادة هذه القوات إلى الجانب الثاني من قناة السويس. ويضيف أن نتانياهو فضّل نشر القوات المصرية خشية أن تقوم الجموع المصرية الغاضبة بالسيطرة على مضائق تيران، وتهديد حرية الملاحة الإسرائيلية إلى إيلات.

 

ويتساءل الكاتب عما سيحصل في حال تحققت التوقعات التي يخشاها نتانياهو وتحولت مصر إلى إيران جديدة، "فهل ستعود إسرائيل إلى الوضع الاستراتيجي الذي ساد قبل اتفاقية السلام؟ والاستعداد لمواجهات على كافة الجبهات، وبناء جيش بري كبير وزيادة المصاريف الأمنية بما يتناسب مع ذلك، أم التوصل إلى اتفاقيات سلام في الشرق والشمال، وتركيز القوات أمام العدو الجديد في الجنوب".

 

كما يشير الكاتب إلى أن الأوضاع الجديدة لها ثمن في العجز في الميزانيات وتراجع النمو ورفع الضرائب وزيادة الأعباء العسكرية، ويتساءل ما إذا كان المجتمع الإسرائيلي على استعداد لدفع هذا الثمن وتناسي حلم الاقتصاد الغربي". كما يتساءل عمن سيخدم في هذا الجيش الموسع: اليهود المتدينون أم العرب المعفيون اليوم من الخدمة العسكرية؟ أم المهاجرون من ارتريا والسودان الذين يعرفون المنطقة؟".

 

ويخلص الكاتب إلى أن اتفاقية السلام مع مصر لم تكن تعبيرا عن "خلاصية يسارية" كما يدعي اليمين، وإنما "الدبلوماسية هي بديل القوة، والسلام مع مصر وفّر لإسرائيل موارد ضخمة تم صرفها في الماضي على الردع والحروب، ووفر لها رفاهية اقتصادية، وأتاح لها التمسك بالضفة الغربية، وتركيز قواتها مقابل سورية ولبنان وإيران".

 

ويضيف أن مناحيم بيغين فهم ذلك، ولهذا السبب تنازل عن سيناء من أجل إقامة مئة مستوطنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67. ويتساءل ماذا سيفعل نتانياهو في حال تحولت مصر إلى جمهورية إسلامية، فهل ينسحب من الضفة الغربية والجولان من أجل تركيز قوات رادعة في الجنوب؟.

 

كما يشير إلى أن نتانياهو فحص في الأسابيع الأخيرة احتمالات تحقيق اختراق سياسي مع الفلسطينيين والسوريين لفك العزلة الدبلوماسية عن إسرائيل. وبحسبه فإن الأحداث في مصر قد دفعت نتانياهو إلى التوقف والتفكير مجددا، ولكنه لا يستطيع أن يبقى مترددا إلى الأبد، وفي حال سقط مبارك عليه أن يقرر بين "التحصن في قلعة" أو "التسوية السياسية".