خبر إسرائيل والنظام الجديد -هآرتس

الساعة 09:22 ص|01 فبراير 2011

إسرائيل والنظام الجديد -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو رد على احداث الايام الاخيرة في مصر بالدعوة الى الحفاظ على "الاستقرار والامن في المنطقة"، واسرائيل توجهت الى حكومات الغرب بطلب للعمل على انقاذ حكم الرئيس حسني مبارك. قلق نتنياهو على صديقه وحليفه المصري يمس شغاف القلب ويعبر عن خوفه مما سيحصل اذا ما تغير النظام في مصر، وبدلا من مبارك صعد الى الحكم معارضو السلام مع اسرائيل.

 ولكن أكثر من كل شيء، فان موقف نتنياهو يمثل التمسك بالوضع الراهن والمعارضة الغريزية لكل تغيير في الشرق الاوسط. سياسة الخارجية الاسرائيلية ترى في النظام الاقليمي القديم، الذي قام على أساس الطغيان طويل السنين، بصفته أهون الشرور. زعماء اسرائيل فضلوا "عقد الصفقات" مع مبارك وأمثاله، على فرض أنهم "سيضمنون الاستقرار" وسيقمعون بالقوة القوى الراديكالية التي سعت نحو التغيير في المنطقة.

من هذا المفهوم ينبع التجاهل لمواطني الدول المجاورة الذين يعتبرون عديمي التأثير السياسي في أفضل الاحوال، او معادين وكارهين في اسوأها. اسرائيل رأت نفسها كفرع للغرب ولم تبدي اهتماما بلغة، بثقافة وبالرأي العام لمحيطها القريب، والانخراط في الشرق الاوسط بدا كخيال عديم الاهمية، ان لم يكن ضارا. وكانت النتيجة ان اسرائيل لم تستعد للتغييرات التي جرت تحت المظهر المتصلب الذي أظهره الحكام.

الثورة في تونس والاحتجاج الجماهيري ضد النظام في مصر يستدعيان من القيادة الاسرائيلية تفكيرا مغايرا عن النظام الاقليمي وعن مكان اسرائيل فيه. وبدلا من التمترس خلف ما هو معروف ودارج، وخلف الادعاءات التعبة بانه "لا يوجد مع من يمكن الحديث وعلى من يمكن الاعتماد" فان على سياسة الخارجية الاسرائيلية أن تكيف نفسها مع واقع يكون فيه مواطنو الدول العربية وليس فقط الطغاة ومقربوهم، يؤثرون على الاتجاه الذي تتطور نحوه بلدانهم.

هذا هو الوقت للشروع في الاستعداد للوضع الجديد في المنطقة. وبدلا من التباكي على النظام القديم والمنهار، على نتنياهو أن يسعى الى اتفاقات سلام مع الفلسطينيين ومع سوريا، تجعل اسرائيل جارا مرغوبا فيه وأكثر قبولا.