خبر اضطرابات في القاهرة: انفصام أمريكي-إسرائيل اليوم

الساعة 09:16 ص|01 فبراير 2011

اضطرابات في القاهرة: انفصام أمريكي-إسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

 (المضمون: كل النهج الامريكي في السنوات الاخيرة نحو الشرق الاوسط عانى من انفصام سياسي حاول أن يجسر، دون نجاح، بين المثل الامريكية وبين المصالح البرغماتية - المصدر).

        بينما في واشنطن المتجمدة ألقى الرجل اوباما قبل اسبوع خطابا عن "وضع الامة" دون أن يذكر تقريبا موضوع الشرق الاوسط، جاءت الاحداث في مصر، في تونس، في بيروت وفي اليمن لتبرز كم هي السياسة الامريكية في هذا الجزء من العالم غير ذات صلة بالواقع على الارض.

        والان قيل انهم في واشنطن يعكفون على تصميم استراتيجية شرق أوسطية جديدة تدمج في داخلها تطلع شعوب المنطقة الى التغيير والحاجة الى ضمان الاستقرار فيها في نفس الوقت. في هذه الاثناء تنطلق بيانات امريكية تذكر بالتشوش وانعدام الفعل لادارة كارتر في زمن الثورة ضد الشاه الفارسي. والنتائج معروفة.

        معاضل ادارة اوباما في موضوع العالم العربي لا تختلف عن تلك التي وقف أمامها سلفه. بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس تحدثا عن "جدول أعمال الحرية"، ولكن في نفس الوقت حرصا على عدم المس بالعلاقات الشجاعة مع مراكز الحكم في الدول العربية المختلفة.

        اوباما هو ايضا حاول السير على ذات الحبل الرفيع، الى جانب التصريحات في صالح توثيق العلاقات مع العالم العربي والاسلامي. كم هو من المفارقة ان تندلع الشعلة الاساسية بالذات في القاهرة، حيث ألقى الرئيس اوباما خطابه الشهير والذي مجد فيه "القيم المشتركة" المزعومة في التاريخ الامريكي والتاريخ العربي. في حينه دعا أيضا جيل الشباب في مصر الى النظر الى الامام نحو التغييرات التي على الطريق (لا غرو ان الرئيس مبارك تخلى في حينه عن متعة الحضور في القاعة).

        ذات الخطاب، وليس هو فقط بل كل النهج الامريكي في السنوات الاخيرة نحو الشرق الاوسط عانى من انفصام سياسي حاول أن يجسر، دون نجاح، بين المثل الامريكية وبين المصالح البرغماتية. هكذا في افغانستان، هكذا في العراق، هكذا في مصر وفي شمالي افريقيا – وهكذا ايضا بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

        عندما قرر الرئيس بوش (الابن) في حينه وجوب اقامة دولة فلسطينية "ديمقراطية محبة للسلام الى جانب دولة اسرائيل" (قول أصبح شعارا أيضا على لسان مقرري السياسة في ادارة اوباما)، يبدو انه لم يعطِ الرأي في أنه لا يوجد بالضرورة توافق بين هذين المبدأين. والدليل هو أن حماس انتخبت بشكل ديمقراطي في غزة، ولكن هل هي "محبة للسلام"؟

        الكتاب الجديد لبوب وودوورد، "حروب اوباما"، يروي بانه في أنه في احدى الجلسات الهامة في البيت الابيض لبلورة خطوط العمل في الحرب ضد طالبان والقاعدة، امتنع الرئيس عن دعوة قادة الـ سي.اي.ايه، وكالة الاستخبارات المركزية ومنسق اجهزة الاستخبارات المختلفة. ربما كي لا تحرفه التقديرات التي يعرضوها عن القرارات التي بلورها لنفسه مسبقا. والان جاءت الاحداث في القاهرة، في تونس وفي صنعاء لتصفع هذا المفهوم على الوجه.

        في زمن كتابة هذه السطور لا نرى بعد نهاية الاحداث في القاهرة – هل ما كان هو ما سيكون، أم ربما ستكون اصلاحات، أو ربما، في نهاية المطاف سيكون المنتصرون الحقيقيون هم الاخوان المسلمين او البرادعي، صديق احمدي نجاد.

        لا مجال لحسد من هم مسؤولون اليوم في واشنطن عن مهمة اعادة تصميم السياسة الشرق اوسطية للولايات المتحدة. هل سيكررون أخطاء الماضي أم لعلهم سيستخلصون على الاقل واحدا من الدروس الواضحة من أحداث الاسابيع الاخيرة