خبر حكاية « الجهاز » الذي وُضع في جسم أسير في سجون الاحتلال

الساعة 10:40 ص|31 يناير 2011

حكاية "الجهاز" الذي وُضع في جسم أسير في سجون الاحتلال

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

لا تدري أم عدي شلوف من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة من أين تبدأ حكايتها، فمعاناتها طويلة الأمد، ما بين حرمان وألم وفراق وخوف من القادم، لكن ما تريده هو الاطمئنان على زوجها.

فشلوف مازالت تحكي قصة زوجها زامل عابد سالم شلوف (31 عاماً) الذي تم اعتقاله من أمام أعينها منذ أربعة سنوات لا يسمح لها برؤيته من ذلك الحين ولا تتواصل معه إلا من خلال الراديو والرسائل التي  تصل أحياناً وتتعسر في أوقات كثيرة.

لم تعرف كيف تصف حكايتها خلال حديثها مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، فالحكاية كما تقول طويلة، وقضية زوجها مازالت تغص قلبها الذي انفطر حزناً على زوجها الذي غيبته سجون الاحتلال الصهيوني والمحكوم فيها لمدة 15 عاماً، ومعاناة أطفالها الصغار الذين لا يعرفون أباهم إلا من خلال الصورة.

وتضيف، أن زوجها المحروم من أبسط حقوقه الطبيعية يعاني من حالة صحية صعبة جراء جهاز تم زراعته في جسمه في مستشفى برزلاى بعسقلان في أعلى القلب الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على حياته.

ونقلت شلوف، معاناة زوجها الذي لا زال يطالب بطبيب عربي مختص يطمئنه عن حالته وعن كون ما قام به الطبيب السجان الصهيوني سليم من الناحية الطبية، حيث أنه حتى اللحظة لم يعرف السبب الرئيسي لزراعة الجهاز الذي لا زال يعانى منه ويسبب له آلام عند حركة اليد اليسرى.

وناشدت شلوف، كل مؤسسات حقوق الإنسان أن يتم النظر بقضية الأسرى بأكثر جدية وأكثر أمانة والرضوخ لمطالبهم والتأكيد على أبسط حقوقهم وأن يتخذ من أجلهم كل القرارات والتصريحات.

 

حكاية الجهاز

ولا يزال شلوف وهو معتقل منذ 25/3/2008 ومتواجد في سجن أيشل ومحكوم 15 عام وأب لطفلين "عدى ويوسف" يعانى من ألم هذا الجهاز الذي لم يعرف ماهيته بعد من مصدر طبي فلسطيني.

 

وتبدأ حكاية الجهاز، عندما اعتقل الأسير "شلوف" وتعرض لتحقيق قاسى في سجن عسقلان، الأمر الذي أدى إلى تدهور صحته واستدعى نقله إلى "مستشفى برزلاى" الصهيوني للعلاج، وأبلغه الأطباء هناك أن قلبه ضعيف وبحاجة لتركيب جهاز لتقوية للقلب.

ورغم خطورة هذه العملية على حياته، إلا أن الأسير وافق على إجرائها، ووضع الجهاز الذي وصفه الأطباء على أمل أن يتعافى الأسير من آلامه ومعاناته المرضية.

ولكن بعد تركيب الجهاز عانى شلوف من مضاعفات حادة وألام شديدة في كافة أنحاء جسده، وتدهورت صحته بشكل مستمر، وطرأ عليه ضعف شديد وهزال، إضافةً إلى آلام حادة في العمود الفقري، ومشكلة في المشي يعانى منها الأسير نتيجة تعرضه لحادث سير قبل الاعتقال0

 

هل من مجيب؟

من جانبه طالب الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية على أهمية زيارة الأسرى المرضى وعرضهم على طواقم طبية ولجان مختصة والسماح لإجراء عمليات جراحية عاجلة لمن هم بحاجة لذلك ، وطالب بمعاقبة ممارسى سياسة الاستهتار الطبي والذي أودى بحياة عشرات الأسرى المرضى في السجون.

واعتبر حمدونة أن الصمت عن هذه الانتهاكات محلياً وعربياً ودولياً يشجع الحكومة الإسرائيلية وإدارة مصلحة السجون للاستمرار في استهتارها بحياة الأسرى والعبث بمبادئ حقوق الإنسان وبالقوانين والمواثيق الدولية.

وقضية شلوف، تفتح ملف الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني الذين يعانون من الاهمال الطبي المتعمد، حيث أن العشرات من الأسرى يعانون من أمراض مزمنة تفاقمت أوضاعهم بسبب الإهمال الصحي.

يُشار، إلى أنه في الآونة الأخيرة تم الكشف عن محاولة اغتيال فاشلة نفذتها سلطات الاحتلال بحق الأسير هيثم عزات صالحية القابع في سجن "إيشل" الصهيوني عبر أحد العملاء المدسوسين داخل السجن، الأمر الذي يفتح ملف الأسرى المرضى من جديد.