خبر قوة الجمهور- هآرتس

الساعة 09:16 ص|31 يناير 2011

قوة الجمهور- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ثورة تمر على الشرق الاوسط، وهي لا تظهر فقط في الاطاحة بالسلطة في تونس أو في هز كرسي حسني مبارك. هذه ثورة مدنية يقرر فيها الجمهور، وليس الجيش، بأنه اكتفى بطريقة الحكم القائمة، بما فيها من فقر وفساد. وهو يخرج الى الشوارع ليس فقط كي يحتج بل وكي يحقق انجازات حقيقية تؤدي الى رفاهه الذي يستحقه.

    ليست هذه هي المرة الاولى التي يحطم فيها الجمهور في الشرق الاوسط طريقة الحكم. ايران قدمت نموذجا خاصا بها للثورة المدنية في العام 1979، لبنان طردت بضغط الجمهور القوة السورية من اراضيها في العام 2005، ومظاهرات كبرى في دول عربية عديدة أدت على الأقل الى تغيير السياسة الاقتصادية فيها. رغم ذلك، في كل مرة من جديد المفاجأة من قوة الجمهور هائلة، ليس فقط في مصر وقبل ذلك في تونس، بل ايضا وأساسا في الغرب وبقدر لا يقل عن ذلك في اسرائيل. وذلك لان الجمهور في الدول العربية لا يزال يعتبر عديم القوة والتأثير، وخاضع لألاعيب السلطة.

    ولكن قواعد اللعب هذه تتغير بشكل دراماتيكي. ضعف الرقابة من السلطات، الاستخدام الناجع للانترنت، المؤسسات التمثيلية عديمة الصلاحيات، وبالأساس شدة المعاناة، تجعل العمل المباشر للجمهور عرضا بالغ الأثر في هذه الدول.

    ولكن لا يكفي الانفعال – أو الرعب – في ضوء سيطرة حركات مدنية على النظام السياسي. فالامر يستدعي استخلاص استنتاجات سريعة وموضوعية. أولها هو ان الجمهور في مصر أو في الاردن، في لبنان أو في السلطة الفلسطينية لم يعد مستعدا لمنح ثقة غير محدودة لقيادته على المستوى الحزبي، الاقتصادي أو السياسي. هذا جمهور يرى نفسه متساوي القيمة – وإن لم يكن متساوي القوة – مع الجمهور في الدول الغربية.

    ينبغي الأمل في ان الهزة التي تمر الآن على مصر، والتي تهز كل حلفائها في الشرق الاوسط وفي الغرب، ستشجع النظام هناك وفي الدول العربية بشكل عام على أن تُحدث في أقرب وقت ممكن تغييرا حقيقيا في العقد الذي بين الحكم والمواطنين. هذا هو النظام الجديد الذي نأمل ان تتحرك المنطقة نحوه – وهو جدير بتشجيع دول الغرب.