خبر رسائل إلى فلسطين ..حسام كنفاني

الساعة 12:55 م|30 يناير 2011

رسائل إلى فلسطين ..حسام كنفاني

تونس قدّمت النموذج، وأصبحت مثالاً يحتذى للشعوب المقهورة في الوطن العربي . اليمن والأردن، وأخيراً مصر التي اشتعلت باحتجاجات غير مسبوقة منذ سبعينات القرن الماضي، وتحديداً في العام ،1978 أو ما عمدت السلطة إلى تسميته “انتفاضة الحرامية”، رغم أنها اندلعت في ذلك الوقت تحت مسمى “انتفاضة الخبز” .

 

مصر اليوم تنتفض، وتستذكر أغاني الشيخ إمام في تلك المرحلة “مصر يا بهية”، “اصحي يا مصر طال النوم” . الصحوة جاء وقتها، لكن كانت ستكون أجمل بكثير من دون مشاهد النهب المعيبة التي ألحقت كل الضرر بمطالب المتظاهرين المحققة بالحرية والعدالة والديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة، المفقود في مصر ومختلف الدول العربية، باستثناء قلّة قليلة .

 

الهبة الشعبية المصرية، المستلهمة من تونس، ذاهبة باتجاه التعميم . بوادرها بدأت تلوح في اليمن والأردن وسوريا، وغيرها . هبّات في وجه الظلم والجوع والقمع . حركات مبررة لا أحد يستطيع أن يجرّمها . فورات جماهيرية لا شك تبعث برسائل إلى كافة الأنظمة العربية، لكن رسالتها الأبرز والأهم لا بد أن تكون موجهة إلى الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً الضفة الغربية، حيث الاحتلال الأجدى بالمواجهة .

 

لا أحد يستطيع التقليل من حجم الكبت الذي كان ولا يزال يتعرض له المواطنون العرب في العديد من الدول، لكن من المؤكد أن فلسطين أحق بمثل هذه الهبة الشعبية في مواجهات القمع الاحتلالي والاستعماري الجاثم فوق صدرها منذ أكثر من ستين عاماً . هبة شعبية سلمية، كما هو الحال في النموذج التونسي وغيره من الحركات المستلهمة منه . متظاهرون يواجهون قوات مسلحة لتأمين مطالب تحررية من القمع الداخلي، وفلسطين أجدر بمثل هذا الحراك للتحرك من الاحتلال .

 

ثورة سلمية قائمة على تظاهرات إلى كل حواجز قوات الاحتلال المحاصرة للمدن الفلسطينية . مشهد لا شك سيكون رائعاً وجامعاً أكثر من كل المشاهد المنتشرة على الفضائيات اليوم للثورات العربية، التي قد لا تحظى بالإجماع من كل فئات الشعب في العالم العربي . لكن حين ينتقل الأمر إلى الأراضي الفلسطينية ومواجهة قوات الاحتلال، فالأمر سيكون مختلفاً .

 

تظاهرات لإزالة الحواجز، من المؤكد أنها ستواجه بالغازات المسيلة للدموع والرصاص . لكن الغاية من المؤكّد أسمى والتضحية في سبيلها على درجة من الأهمية، توازي أو تتخطى التضحية التي يقدمها المتظاهرون في الدول العربية .

 

الحراك العربي لا بد أن يقدّم رسائل إلى الشعب في الأراضي الفلسطينية، الذي لا يجب أن ينتظر قرار قيادته، فالقرار السياسي مجهض للثورات، وما نجاح الشعب التونسي إلا خير نموذج على ذلك .

 

صحيفة الخليج الاماراتية