خبر القدس تحتج على المفاوضات وتطالب بعمليات

الساعة 09:22 ص|29 يناير 2011

القدس تحتج على المفاوضات وتطالب المقاومة بتجديد عملياتها

فلسطين اليوم- وكالات

شهدت القدس مسيرات شعبية أمها المئات، مناهضة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والمخططات المطروحة لحل قضية القدس وتقسيمها، وذلك بعد انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، كما تضمنت المسيرات هتافات وشعارات مؤيدة للحراك الشعبي الحادث في مصر.

وخرج الكثير من المصلين في مسيرة عفوية، رفعت خلالها رايات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخضراء، ونددت بطرح قضية القدس للتفاوض، مؤكدين أن المدينة ملك خالص للمسلمين، ولا حق للمفاوضين في تقرير مصيرها، وخاصة على ضوء ما نشرته قناة الجزيرة من تسريبات عن تنازلات كبيرة للمفاوض الفلسطيني.

المحتجون  طالبوا المقاومة الفلسطينية بتجديد عملياتها في قلب القدس المحتلة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت هذه المسيرة بعد خطبة الجمعة في المسجد الأقصى التي ألقاها رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، وجدد فيها التأكيد على حرمة التنازل عن أي جزء من القدس أو المسجد الأقصى أو حتى الاستفتاء حول مصيره.

القدس خارج التفاوض

وقال صبري للجزيرة نت إن الفلسطينيين هم أصحاب الحق الشرعي في القدس، مشددا على موقف علماء المسلمين المعلن بخصوص فتوى تحريم قبول فكرة الوطن البديل، وتحريم تبادل الأراضي بين السلطة وإسرائيل.

وأشار صبري إلى أن قضية المسجد الأقصى والحرم الشريف غير خاضعة للتفاوض، ولا للتنازل، ولا للاستفتاء، مشددا على أن للمسلمين وحدهم الحق فيه، وذلك "بقرار رباني لا مجال لإلغائه ولا للتنازل عنه".

وفي ظل إخفاق العملية السلمية في الحفاظ على المقدسات التي تواجه خطر التهويد، ناشد صبري عموم الفلسطينيين شد الرحال إلى القدس، والمرابطة في الأقصى للمساهمة في إعماره على الدوام.

كما طالب العرب والمسلمين بتحمل مسؤولياتهم الدينية والتاريخية في دعم القدس وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عنها.

دعم الحراك المصري

وامتدت المسيرات في القدس المحتلة انطلاقا من باب العامود وسط المدينة لدعم حراك الشعبين المصري والتونسي في مطالبهم بإحقاق الحرية والعدالة، وإنهاء حالة القمع والطوارئ في كل البلاد العربية.

وحمل العشرات من المقدسيين وفلسطينيي 1948 أعلام مصر وتونس -بالإضافة إلى الأعلام الفلسطينية- في مسيرات دعت لها الفعاليات المقدسية الوطنية والإسلامية، وتجمعات شبابية عبر فيسبوك والبريد الإليكتروني.

وقال بيان لتجمع "شباب فلسطيني حر من القدس والداخل"، إنّ "الأمة العربية تعيش الآن مرحلة من التغيير الجوهري، وتنتقل فيها من الظلام إلى النور، ومن الاستبداد والقيود والفساد إلى الحرية، ومن الدكتاتورية إلى الانعتاق".

وشدد التجمع على الواجب الأخلاقي والوطني والقومي للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، في دعم إخوته العرب "لأن تحرير فلسطين يعني سلامة الأمة وتقدمها ورفعتها".

المبادرة للفلسطينيين

وعبرت عضوة الائتلاف من أجل القدس ريما عوض عن رسالة المسيرة في القدس التي تعكس وقوف الشعب الفلسطيني مع الشعبين المصري والعربي في نضالهما ضد الأنظمة القمعية.

وقالت للجزيرة نت إنه "مثلما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة بأيديها وبأيدي شبابها، نأمل أن يتبنى الشعب الفلسطيني أيضا زمام المبادرة في تقرير مصيره، والسيطرة على موارده ومستقبله ومستقبل أبنائه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".

وأضافت أن الحراك العربي اليوم يثبت أن الأنظمة المستبدة آن لها أن تزول وأن تدخل الشعوب العربية في مرحلة جديدة من التنوير والحرية.

ورأت عوض أن للفلسطينيين أيضا الحق في أن يكون لهم مجتمع متحضر وتسوده قيم العدالة السياسية والاقتصادية، وذلك أيضا في إطار نضاله لنيل استقلاله وحقوقه.

وفيما غابت المسيرات المؤيدة لثورة مصر وتونس في مناطق الضفة الغربية، عبرت عضوة الائتلاف المقدسي عن أملها في أن تشكل مسيرات القدس بداية لحراك فلسطيني، جنبا إلى جنب مع حراك الشعوب العربية.

 

 

تجدر الإشارة إلى أن التجمعات الداعية للمسيرة وضعت مخططا لتسيير مسيرات واعتصامات شعبية أسبوعية، متضامنة مع الثورات الشعبية العربية، ومطالبة بإنصاف المواطن الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة.

 

 

وقالت عوض إن مدينة القدس باتت تمثل رمزا لحالة البطالة والفقر التي يعانيها الفلسطينيون بسبب سياسات الاحتلال، التي استهدفت ضم المدينة بدون أهلها، مع كم هائل من الإهمال لحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية.

 

 

وفيما لم تستبعد عوض انخراط الفلسطينيين في الحراك العربي، طالبت السلطة الفلسطينية بتوفير دعم أفضل لتعزيز صمود أهالي القدس، "في ظل شعور بغياب وتجاهل احتياجات المقدسيين رغم الهجمة الإسرائيلية الشاملة"