خبر لقد آن لسلطة العار في رام الله أن تسقط .. د. محمد صالح المسفر

الساعة 09:39 ص|28 يناير 2011

لقد آن لسلطة العار في رام الله أن تسقط .. د. محمد صالح المسفر

تابعت كغيري من الناس ما تنشره محطة الجزيرة الفضائية من وثائق تدين أركان سلطة رام الله وتكشف أسرار تواطؤ هذه السلطة مع العدو الصهيوني. ولقد هالني ما سمعت وما شاهدت من مؤامرات تحاك ضد الشعب الفلسطيني من قبل قيادة فرضت نفسها بلا تخويل قانوني وبلا إجماع وطني للتفاوض باسم الشعب الفلسطيني مع العدو الصهيوني على ممتلكات وحقوق هذا الشعب الذي يقاوم كل الطغاة وجحافل الغزاة منذ أزمان وأزمان دفاعاً عن حقوقه وإرثه التاريخي الذي يغوص في أعماق التاريخ.

 

منذ توقيع اتفاق أسلو المشؤوم وما تلاها من اتفاقيات ومعاهدات السري منها والعلني ونحن نحذر من السلوك السياسي لهذه القيادة غير المباركة، كنا نقول إن هذه القيادة موبوءة سياسياَ ولا أمان لها على مقدرات وحقوق الشعب الفلسطيني وعارضنا الكثير من الموهومين بوطنية هذه السلطة لكن انكشف الغطاء بعد نشر الوثائق على شاشات التلفزة العالمية وما خفي كان أعظم.

 

راح أركان السلطة يتسابقون على الظهور على شاشة الجزيرة وغيرها لا لينفوا تلك الوقائع الدامغة التي ذكرت في الوثائق وإنما ليقولون إنكم - أي الجزيرة - أخذتم ما يديننا لتشوهوا سمعتنا والنيل من مكانتنا السياسية ونحن ما برحنا في دائرة التفاوض وذاهبين إلى مجلس الأمن بشكوى ضد "إسرائيل". راح فريق التنازلات ليستعدوا الإدارة الأمريكية على الجزيرة على ما نشرت من وثائق تدينهم. يقول الدكتور صائب عريقات إن بعض موظفيه سرب تلك الوثائق إلى الجزيرة وأن هؤلاء موظفون في المخابرات الأمريكية وجهاز (الإف. بي. أي) وكذلك الموساد وأنهم اليوم يعملون في إدارة الجزيرة. والسؤال إذا كنت تعلم بأن هؤلاء لهم تلك الصفة الوظيفية في المخابرات الأجنبية فلماذا توظفهم في إدارة المفاوضات؟ إن كنت تعلم أن لهم تلك الصفة وتقبل بهم فأنت متهم بأنك عضو في تلك الأجهزة المخابراتية وتعمل لصالحها وليس لصالح الشعب الفلسطيني، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم.

 

(2)

 

راح أحد تلاميذ المدرسة العباسية الاستسلامية يقول: "إن هدف الجزيرة من نشر هذه الوثائق هو تشويه صورة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس أمام الشعب الفلسطيني والعالم العربي" والحق أن سمعة السلطة ومكانتها في العالم العربي والفلسطيني على وجه التحديد لا تحتاج إلى جهد للتشويه إنها شوهت نفسها بإعمالها وبتنازلاتها بعد أن تخلت عن المقاومة وبعد أن أصبحت جزءاً من جهاز الموساد والشين بيت الإسرائيليين تتبادل معهم المعلومات الأمنية وتعتقل كل الشرفاء من الشعب الفلسطيني، وبعد أن سكتت عن اكتمال بناء الجدار العنصري الذي يفتت أراضي الضفة الغربية رغم صدور قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية بنائه، والسكوت على نتائج تحقيقات القاضي غولدستون والإصرار على بقاء الشعب الفلسطيني في غزة محاصراً مصرياً وإسرائيلياً، وراح صاحب تنازلات مدريد المشهورة يصب جام غضبه على أميرنا المفدى ويحرض الرعاع في شوارع رام الله الجالسين أمام مكاتب تنابلة السلطة ليتظاهروا ضد قطر وقياداتها احتجاجاً على فضح الجزيرة لعوراتهم السياسية.

 

نقول لهؤلاء الرعاع إن أمير قطر تبرع عام 2000 بمبلغ 50 مليون دولار عند إنشاء صندوقي الأقصى وانتفاضة القدس، وفي عام 2006 دفع أمير قطر مبلغ ( 8.705.292 ) لصمود أهل القدس. في عام 2006 أيضاً دفع أمير قطر 50 مليون دولار للسلطة الفلسطينية للتخفيف عن معاناة الموظفين الفلسطينيين جراء الظروف الصعبة التي يمرون بها. في إبريل 2010 أمر سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بدفع 10 ملايين دولار للسلطة الفلسطينية لتلبية الحاجات الضرورية والعاجلة للشعب الفلسطيني، بكلام آخر ما دفعته دولة قطر حتى اليوم يزيد على 450 مليون دولار فاسألوا سلطتكم أين صرفت هذه الأموال وفيما صرفت إلى جانب ما دفته الدول العربية الأخرى. الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية صحيح يدفعان للسلطة في رام الله لكنهما يشترطان أوجه الإنفاق ويخصم من تلك الأموال مرتبات مكتب دايتون الأمني ونسأل السلطة كم عدد الموظفين الأمريكان والأوروبيين في هذا المكتب؟ وتخصم مصاريف توني بلير من تلك التبرعات. أما نحن في قطر فلا نشترط أين تصرف تلك الأموال.

 

أستطيع القول إن مرتبات جهاز المفاوضات والوزراء والمدراء في السلطة تمثل أعلى نسبة في الميزانية إنهم يتمتعون بمرتبات تساوي مرتبات الوزراء والمدراء في الدول النفطية ولهذا لا يريدون أحداً يمسهم أو يفضح تنازلاتهم الرهيبة للإسرائيليين.

 

أريد أن أقول "لذلك المخلوق" صاحب التنازلات الرهيبة في مدريد إن القاعدة الأمريكية في قطر دخلتها وسائل الإعلام ومن بينها كميرات الجزيرة وبثت على الهواء. إن القاعدة الأمريكية في قطر ليست هي الوحيدة في دول مجلس التعاون وأدعوك والمشككين أمثالك أن تدخل على موقع "جوجل" وتكتب القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط ستجد أن تلك القواعد منتشرة في دول مجلس التعاون دون استثناء بل إن بعض هذه الدول فيها أكثر من قاعدة أمريكية وكذلك قواعد فرنسية وبريطانية، وستجد أن أكبر محطة تجسس وتنصت أمريكية على وسائل الاتصالات والمراقبة هي القاعدة الأمريكية في سيناء وأختها في العراق بعد احتلاله.

 

آخر القول: إن قادة سلطة رام الله لم ينكروا الوثائق ولا ما جاء فيها، إنما احتجاجهم لماذا النشر الآن، وأما فضيحة معرفة السلطة بحرب غزة فقد شرحه ليبرمان وزير خارجية "إسرائيل" ولست في حاجة لتكراره.

 

صحيفة الشرق القطرية