خبر أولمرت: كنت قريباً من التوقيع على اتفاق دائم مع عباس لكنَّ الأخير تهرب

الساعة 07:59 ص|28 يناير 2011

أولمرت: كنتُ قريباً من التوقيع على اتفاق دائم مع عباس لكنَّ الأخير تهرب

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تقوم صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية اليوم الجمعة بنشر تفاصيل جديدة عن المفاوضات السريّة بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وتكتسب هذه المادة أهمية بالغة لانّ من يكتبها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أيهود أولمرت، ومن ناحية أخرى، فانّ النشر يجيء بالتزامن مع كشف الوثائق السريّة من قبل فضائية 'الجزيرة' القطرية.

 

وأوضحت الصحيفة العبرية في عددها الصادر الخميس أنّ المقاطع هي من كتاب رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت، الذي سيصدر قريباً، وفي هذه المقاطع يكشف أولمرت النقاب عن تفصيلات تتعلق بالمفاوضات المباشرة التي أجراها في أثناء ولايته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ويؤكد أولمرت في احد هذه المقاطع انه في أواسط آب (اغسطس) 2006، وفي اثر وقف إطلاق النار على الحدود الشمالية بعد انتهاء حرب لبنان الثانية، عاد إلى الاهتمام بموضوع تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين، واصدر أوامر تقضي بتمرير رسائل إلى عباس فحواها انه على استعداد لإجراء مفاوضات مباشرة، الأمر الذي أسفر عن عقد أول لقاء بين الزعيمين.

وكتب اولمرت في هذا الشأن: كان الهدف الرئيسي لأول لقاء هو ايجاد اجواء مريحة تتيح لنا امكان الاستمرار في عقد اللقاءات على نحو دائم... وفي ختام اللقاء طلب عباس ان نقوم بالافراج عن اموال الضرائب التي تعود للسلطة الفلسطينية. واضاف اولمرت ان عباس اوضح له انه بحاجة الى 50 مليون شيكل على الفور، لكن رئيس الحكومة اكد انه وفقا لحسابات اسرائيل فان السلطة الفلسطينية بحاجة الى 100 مليون دولار وان اسرائيل على استعداد لنقل هذا المبلغ إليها فورا، الأمر الذي احدث صدمة كبيرة لدى المسؤولين الفلسطينيين.

وقال اولمرت ان الهدف الرئيسي من عرضه هذا كان التأكيد للفلسطينيين ان اسرائيل جادة بشأن المفاوضات ولا تنوي ان تكسب الوقت فقط، مشيرا الى ان بعض الاشخاص قالوا له في وقت لاحق ان عباس عندما استقل سيارته الرئاسية في ختام ذلك اللقاء قال للشخص الذي كان جالسا إلى جانبه: يبدو اننا سنبدأ فترة جديدة كليا. ان ما حدث مغاير لما كان في الماضي كله.

وفي مقطع آخر يؤكد أولمرت أن حكومته استمرت في أعمال البناء في المستوطنات بصورة محدودة، وعلى الرغم من ذلك فان المفاوضات استمرت هي أيضا، مشيرا إلى أن الفلسطينيين ابدوا حساسية خاصة إزاء أعمال البناء في منطقة E1 التي تقع بين القدس ومستوطنة معاليه ادوميم، وادعوا أن أعمال البناء في هذه المنطقة ستشكل عائقا أمام التواصل الجغرافي بين بيت لحم ورام الله.

وأضاف أولمرت انه وعد الامريكيين بعدم القيام بأي أعمال بناء في هذه المنطقة، باستثناء مركز الشرطة الذي كانت عملية بنائه على وشك الانتهاء، مؤكدا ما يلي:

لقد أوضحت لكل من الامريكيين والفلسطينيين أن "اسرائيل" لن توافق على أن تكون هذه المنطقة ضمن المناطق التي سيتم الانسحاب منها في المستقبل. كما انه كان واضحا أن أعمال البناء في المناطق المحتلة والقدس ستستمر، وان الامريكيين والفلسطينيين غير موافقين على ذلك، وأشار أولمرت إلى أنه فقط بعد تغيير الحكومة في اسرائيل في نيسان (ابريل) 2009، وبعد تسلم الرئيس باراك اوباما إدارة دفة الادارة الامريكية، أصبحت مسألة تجميد أعمال البناء في المناطق المحتلة موضع خلافات حادة.

وأنا اعتقد أن هذا خطأ فادح، كما أن انجرار الادارة الامريكية الى هذا الفخّ أثار أسفي الشديد. ويكتب أولمرت في مقطع ثالث عن الاتفاق النهائي الذي اقترحه على عباس قائلا: في 16 أيلول (سبتمبر) 2008 عُقد لقاء آخر بيني وبين عباس، وقد عرضت أثناءه مبادئ التسوية الدائمة التي اقترحها. وبعد انتهائي من العرض أطلق عباس تنهيدة عميقة وطلب أن يرى الخريطة التي أعددتها فعرضتها عليه، وقد تبادلنا النظرات فيما بيننا والتزم عباس الصمت. وفي واقع الأمر فانه لم يسبق لأي رئيس حكومة في اسرائيل أن قام بعرض موقف مبلور ومفصل لحل النزاع مثل الموقف الذي عرضته في ذلك اليوم.

وقال عباس انه لا يستطيع أن يقرّر بسرعة وانه بحاجة إلى وقت، فقلت له انه يرتكب بذلك خطأ تاريخيا. وقال لي: أعطني الخريطة كي يكون في إمكاني أن أتشاور مع زملائي، لكنني رفضت وقلت له: خذ القلم ووقع الآن، لن تحصل أبداً على اقتراح أكثر منطقية وعدلاً من اقتراحي هذا، لا تكن مترددا. غير أن عباس قال لي في نهاية الأمر: أعطني مهلة بضعة أيام، فانا لا افهم في الخرائط كثيرا، واقترح أن نلتقي غدا برفقة خبيرين في شؤون الخرائط من جانبهم ومن جانبنا، وفي حال تأكيدهما أن كل شيء على ما يرام فانه يمكننا توقيع الاتفاق. لكن في الغد اتصلوا بي من ديوان عباس وقالوا انه مضطر للسفر إلى الأردن وطلبوا تأجيل اللقاء. ومنذ ذلك الوقت لم التق بعباس، والخرائط بقيت عندي. وخلص أولمرت في هذا المقطع إلى القول: لقد كنا أكثر من أي وقت في السابق قريبين جداً من استكمال اتفاق مبدئي من شأنه أن يسفر عن إنهاء النزاع بيننا وبين الفلسطينيين.

وتابع أولمرت إنني أصلي كي تكون لدى القيادة التي حلت محلي شجاعة كافية لقبول هذا الاتفاق.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الذي اقترحه أولمرت على عباس تضمن البنود التالية: أن يستند الحل الجغرافي بين "اسرائيل" والدولة الفلسطينية إلى حدود 1967 مع تبادل أراض، بقاء الأحياء اليهودية التي أقيمت في أراضي القدس التي احتلت عام 67 ، تحت السيادة الإسرائيلية في حين تكون الأحياء العربية جزءا من الدولة الفلسطينية، وضع منطقة (الحوض المقدّس) في البلدة القديمة تحت وصاية خمس دول، توافق "اسرائيل" على أن تستوعب فلسطينيين داخل حدودها وذلك على أساس فردي وإنساني لا على أساس لم شمل العائلات، توافق "اسرائيل" على إقامة معبر بين قطاع غزة والضفة الغربية يكون على شكل نفق وتتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الدخول إليه والخروج منه، تكون الدولة الفلسطينية مجردة من أي قوة عسكرية ولا يُسمح لأي جيش أجنبي بدخول أراضي الدولة الفلسطينية.